Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

رشيد الحداد: أربع سنوات من الصمود

قبل أربع سنوات من هذه اللحظات الفارقة في تاريخ الشعب اليمني، أعلن التلفزيون الرسمي السعودي بدأ عاصفة الحزم، بعد عشر دقائق مضت على اعلان الحرب التي أكدها السفير السعودي عادل الجبير حينذاك من واشنطن، دشن الطيران الحربي السعودي عدوانه على مطار صنعاء والفرقة الأولى مدرع بسلسلة غارات كما طالت الغارات الأولى مطار عدن وصرواح، ولم تمضي الساعات الأولى إلا بارتكاب طيران العدوان اول جريمة بحق النساء والأطفال في بني الحارث، وبالتزامن مع تلك الهجمات المفاجئة والمباغتة أعلنت القوات البحرية السعودية المياه الإقليمية اليمنية وميناء الحديدة منطقة حرب ومنعت السفن من الوصول وأجبرتها على تغيير مسارها واوقفتها لأشهر .
لقد بدأت العاصفة بشكل مفرط في استخدام القوة فالطيران المعادي استهدف معظم المحافظات تقريباً خلال الأيام الأولى لهذا العدوان الأرعن، وارتكبت خلال الأشهر الأولى من العدوان الكثير من الجرائم الدموية التي لن تنسى من ذاكرتنا كيمنيين تعرضنا وجدنا أنفسنا واطفالنا تحت رحمة الغارات الجوية العنيفة، وكانت الصدمة النفسية لهذه الحرب لها أثرها على المجتمع خلال الأشهر الأولى من العدوان، لم يكن الكثير من اليمنيين يتوقعون الصمود لليوم أو ان يعيشوا إلى اليوم ,, لقد كان الموت يتربص بنا في منازلنا وفي طرقاتنا وفي اسواقنا التي استهدف منها اكثر من 600 سوق ، وفي مزارعنا التي استهدف العدو مايزيد عن 3800 مزرعة منها، فالعدوان استهدف كل شي ,, وتخيل انه سينهي اليمن الخارطة تحت ذرائع زائفة

ولكن شيئاً فشيئا تجاوز الشعب اليمني صدمة العدوان المفاجئ، وبدأت الأوضاع تتجه نحو المقاومة الشاملة ، لقد واجهنا تداعيات الحصار بالتكافل الاجتماعي ،وواجهنا تداعيات التدمير للمصانع بالصناعات الأسرية والمنزلية ، وبدأت اليمن تتجه نحو المقاومة الاقتصادية اليوم بعد اربع سنوات أصبح هناك قمح يمني وهناك اتجاه كبير نحو الزراعة وتوجه رسمي نحو تحويل الامكانيات البسيطة إلى فرص .
لقد خاض الشعب اليمني أكثر من جبهة طيلة اربع سنوات ، عسكرية واقتصادية واجتماعية ..
ورغم الفارق الكبير في العتاد والعدة والإمكانيات المالية وغيرها، إلا أن ما حدث من استهداف مخطط وبدقة للمصانع والطرقات والمدارس والمعاهد المهنية ومخازن الغذاء والموانئ والمطارات، وكافة مقدرات اليمن، أكرر مقدرات اليمن أي مقدرات الشعب اليمني وليست مقدرات الحوثيين كما يزعم التحالف الارعن، وبالفعل لقد كان الحوثيين جماعة حينذاك أي قبل أربع سنوات ولم توصل إلى ما وصلت إلية اليوم بعد أربع سنوات من العدوان والحصار.
ونتيجة للتدمير المفرط الذي طال هذا البلد، المتزامن مع الحصار الظالم، أصبح اليوم أنصار الله دولة حقيقة بل يمتلكون من القدرات والمهارات مالم تكن تملكه اليمن خلال سنوات ما قيل الحرب، فاليوم الحفاة العراة اللذين سخر منهم التحالف ومن ارتمى في احضانه أصبحوا يمتلكون قوة ردع عسكرية، وأصبح الصاروخ الذي يطلق صناعية محلية والطائرة المسيرة محلية الصنع، والمدفع والرشاش ومعظم الذخائر محلية، بل بعد اربع سنوات لاتزال تلك الجماعة التي كان البعض يتحدث عنها بقصد التقليل من قدراتها على المواجهة تواجه تحالف دولي تتزعمه السعودية التي تعد أغنى دولة في المنطقة تواجه بشراسة في اكثر من 45 جبهة ، بل وتستهدف التحالف بالصواريخ الباليستية والطائرات المسير البدون طيار في عقر داره.
لم يجني التحالف من عدوانه على اليمن سوى المزيد من الانتكاسات على مدى اربع سنوات، فالرياض التي افرغت أكبر ترسانة مسلحة على الشعب اليمني، أصبحت شركاتها ومصانعها ومطاراتها وموانئها ومصافي النفط الضخمة تحت رحمة الضربات الصاروخية اليمنية ، واصبح تستخدم قوات سودانية وكولومبية وبريطانية والآلاف من المغرربهم من اليمنيين للدفاع عن حدها الجنوبي وعن اراضها ولم تستطع ، وباتت فاتورة حربها الشعواء على هذا الشعب اليمني الصامد الصابر المحتسب المعتدى علية مرهقة ، بل أصبحت الرياض امام العالم بقرة حلوب تتقاسم عدد من الدول أموالها تحت مسميات صفقات سلاح وخدمات لوجيستية .
لقد قتلت السعودية بعدوانها الغاشم على مدى اربع سنوات اكثر من 37 الف مدني منهم أكثر من 2300 أمراة و3677 طفل ، واستهدفت 15377 منشأة اقتصادية، و6896 منشأة خدمية، و430585 ما بين بنية تحتية من مطارات وموانئ وطرق وجسور ومحطات ومولدات كهرباء وخزانات وشبكة مياه ومحطات وشبكات اتصالات ومنشأة حكومية ومنازل مدنية والتي بلغت وفق الإحصائيات 424 الف منزل مدني دمرت معظمها والبعض الأخر تضرر، لقد تسببت بارتفاع المصابين بمرض السكري المزمن إلى 500 الف مصاب ، وادت إلى ارتفاع مرضى الفشل الكلوي وامراض الضغط والقلب والثلاسيميا ، وتفيد التقارير إلى أن ربع مليون غارة أدت إلى إجهاض الآلاف من النساء الحوامل ، نعم لقد حاصرت الشعب اليمني منعت عنهم الدواء والغذاء والوقود ، لقد اطفئت الكهرباء منذ اربع سنوات ، وتسببت بهروب قرابة 40 شركة نفط ، وكانت سبباً لهروب الأموال غير الوطنية للخارج كتلك التي يتم إنشاء بها مدن سكنية عملاقة في جيبوتي وفي تركيا وتلك التي استخدمت في شراء الآلاف من العقارات في القاهرة وتلك التي هاجرت إلى الصين والأردن ودول أخرى ، ولكن هذا العدوان الغاشم رغم الاضرار الفادحة التي تسبب بها على المستويات البشرية والمادية ، إلا أنه كان بمثابة الدرس الذي لا ينسى والمخطة التاريخية التي سطر فيها هذا الشعب اليمني أعظم ملحمة تاريخية في سبيل الحرية والكرامة والعزة والاستقلال .
فعلى مدى اربع سنوات انكشف المستور واتضح الخيط الأبيض من الأسود وأصبحت الخفايا بائنة للجميع، فالإمارات والسعودية يتقاسمان المحافظات الجنوبية التي لم يدخلها الحوثيين اصلاً، ويعبثان بعدن وسقطرى ، ويستلبان ثروات اليمن السمكية ، ويدمران الموانئ اليمنية ، وينتهكان الحقوق والحريات في المحافظات الجنوبية والشرقية التي قيل عنها انها محررة والتي أصبحت محررة من هادي وشرعيته الذي لا يستطيع العودة إليها ولا المكوث فيها لساعات دون أمر مسبق من قبل المحتل الإماراتي .
الصورة اليوم أصبحت أكثر وضوحا ً فالإمارات والسعودية مجرد أدوات وضيعة تقتل الشعب اليمني بالوكالة لتحقيق مصالح أعداء الأمة العربية والإسلامية، ختاماً ونحن ندخل في هذه للحظات العام الخامس من الصمود، نؤكد أن الحل الممكن الذي كان متاحاً في اليوم الأول لهذا العدوان لايزال متاحاً لو ارادت الأطراف اليمنية إيقاف سفك الدماء، فلا خيار سوى السلام ,, نعم ستعود المياه إلى مجاريها بخيار السلام وان عادت ملوثة بالدماء ولكن بالمصالحة الوطنية سيتم تنقيتها ,, أما الوصاية وعهد اللجنة الخاصة فقد مضى إلى غير رجعة والتضحيات التي قدمت خلال اربع سنوات من العدوان والحصار تعد فاتورة الاستقلال الوطني الكامل من الوصاية الخارجية، ويمن بدون وصاية سيتجاوز كل اثار الدمار والخراب التي الحقة هذا العدوان ، وسيتشهد نهضه اقتصادية سريعة باذن الله

Share

التصنيفات: أقــلام

الوسوم:

Share