Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

الدكتور محمد أحمد الوشلي: الأمم المتحدة لا تسعى بجدية لإحلال السلام وايقاف نزيف دم اليمنيين

أكد الدكتور والمحامي محمد أحمد الوشلي، رئيس منظمة شمس العدالة للحقوق والحريات، أن الحرب على اليمن والتي تدخل عامها الخامس ، هدفها تقسيم اليمن ونهب ثرواته، وليست مزاعم تحالف العدوان الغاشم بأنها لإعادة “الشرعية” المزعومة و ايقاف خطر المشروع الايراني.

وقال محمد أحمد الوشلي، في حوار أجراه معه “الوحدة نيوز” أن الأمم المتحدة منظمة لشرعنه احتلال بلدان العالم ونهب ثرواتها، وتدخلها في اليمن عبارة عن ذر الرماد على عيون الرأي العام الدولي، ولا تسعى وبصدق لإحلال السلام في اليمن وايقاف نزيف دم ابنائه.

وأضاف: “وكدليل حّي يكفي أن الأمم المتحدة حاليا عاجزة عن الزام قوات التحالف بالسماح للسفن المحملة بالمشتقات النفطية العالقة في عرض البحر الأحمر”.

ولفت إلى أن أميركا وبريطانيا المتورطتان بقتل اليمنيين تعرقلان الحلول، وإن تظاهرتا بعكس ذلك ومنها اتفاق ” ستوكهولم “.

ودعا الوشلي، سلطة صنعاء إلى سرعة اتخاذ العديد من الخطوات المهمة والملحة والتي تدعم صمود الشعب اليمني في وجه العدوان ، كتفعيل مبدأ الثواب والعقاب من خلال تفعيل جهاز القضاء وكل الأجهزة الرقابية وفرض سيادة القانون، و الحرص على تعيين أصحاب الكفاءة والنزاهة في المناصب الحكومية بعيدا عن اختيارهم وفق معايير ضيقة كالحزبية، و إلغاء نظام المشرفين الذي أثبت فشله بل وضرره، وبناء مؤسسات الدولة .

 

  حاوره/ نجيب علي العصار

najibalassar@hotmail.com

 

 بعد أربع سنوات إلى أين تمضي الحرب في اليمن؟

الحرب في اليمن تدخل العام الخامس ، ويراد لها الاستمرار حتى تحقيق الاهداف التي شنت من أجلها بالمخالفة لكل القوانين والأعراف، ولا أقصد بذلك الأهداف المعلنة من قبل قيادة التحالف في بداية الحرب كإعادة الشرعية المزعومة أو ايقاف خطر المشروع الايراني ، فكلها أهداف صورية الغرض منها شرعنه الحرب واقناع الرأي العام الدولي بصوابيه شنها، وإنما أقصد بالأهداف المطلوب تحقيقها من وراء هذه الحرب، تلك الأهداف التي كشفتها أحداث الأربع السنوات الماضية، والتي تتمحور في تقسيم اليمن ونهب ثرواته، كما هو الحال في الكثير من الدول العربية، وإن اختلفت وسائل تحقيق هذه الأهداف من دولة لأخرى.

“الشرعية” والخطر الإيراني مزاعم لتقسيم اليمن ونهب ثرواته

حتى وأن خلفت أكبر مأساة انسانية ؟

أؤكد أن القيادة الفعلية لهذه الحرب والمتمثلة في الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا لا يهمها البتة مسألة استمرار هذه الحرب ولا ما تخلفه من كوارث يومية، وما يهمها فعلا هو تحقيق اهدافها، وعلى ما يبدو أنها ليست مستعجلة على ذلك، فشركات السلاح تربح، وشركات النفط تربح، وكما يقال الحجر من القاع والدم من رأس القبيلي.

مجلس الأمن لم يحرك ساكناً لايقاف العدوان المستمر لإزهاق أرواح اليمنيين قصفا وحصاراً

هل تقاعست منظمة الأمم المتحدة ووكالاتها الإغاثية والحقوقية في القيام بمهمتها في حماية المدنيين من قصف الطيران والمجاعة ؟

أحداث الأربع السنوات الماضية أكدت بما لا يدع مجال للشك بأن منظمة الأمم المتحدة والأجهزة التابعة لها وفي مقدمتها مجلس الأمن شريك أساسي في كل جريمة ترتكب ضد المدنيين اليمنيين.

صحيح أن القرارات الصادرة عن مجلس الأمن ومنها القرار 2216 الصادر بعد شن الحرب بحوالي عشرين يوما لم يشر إلى السماح لقوات التحالف بشن حربها على اليمن، وأقتصر على السماح لها بمراقبة المنافذ البحرية والجوية والبرية للتأكد من عدم تهريب أي أسلحة لليمن، ومع وجود العديد من الانتقادات على خطوة السماح هذه، لكن يُلاحظ أن مجلس الأمن هذا لم يحرك ساكناً في ايقاف العملية المستمرة لإزهاق أرواح اليمنيين قصفا وحصاراً، بالرغم من التقارير الدولية المؤكدة بالأدلة المكتوبة والناطقة لمخالفة قوات التحالف لجميع القوانين الدولية وعلى رأسها القانون الدولي الانساني.

الأمم المتحدة منظمة لشرعنه احتلال بلدان العالم ونهب ثرواتها

ما حقيقة الدور الذي تلعبه الأمم المتحدة  في اليمن ؟

ما تقوم به هذه المنظمة من بعض عمليات الاغاثة أو إصدار التصريحات الاعلامية التي تعودنا على إطلاقها بعد كل جريمة ترتكب من قبل قوات التحالف، هي تدخل في إطار ذر الرماد على عيون الرأي العام الدولي بكونها منظمة لا تزال تسعى لإحلال السلام في العالم ومنها اليمن، مع أنها أصبحت في الحقيقة منظمة لشرعنه احتلال بلدان العالم ونهب ثرواتها.

 أنت ترى أن مواقف هذه المنظمة الدولية هشّة ؟

بالطبع ، وللتدليل على دور منظمة الأمم المتحدة المشارك في هذه الحرب، يكفي أن نتذكر خطوة هذه المنظمة في حذف أسم المملكة السعودية من القائمة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال، بل وكدليل حي يكفي أن الأمم المتحدة حاليا عاجزة عن الزام قوات التحالف بالسماح للسفن المحملة بالمشتقات النفطية العالقة في عرض البحر الأحمر بالرغم من قيام موظفي المنظمة نفسها من تفتيشها على السواحل الجيبوتية وإصدار التراخيص لها بالمغادرة إلى ميناء الحديدة.

  هناك إصراراً سعودياً إماراتياً على عرقلة اتفاق الحديدة ” ستوكهولم”، برأيك ..لماذا قبلوا بهذا الاتفاق إذا كانوا لا يريدون تنفيذه؟

بلا شك هناك إصرار سعودي واماراتي على عرقلة اتفاق ستوكهولم، ونوايا هذه العرقلة كانت مبيته منذ تاريخ موافقتهم على بدء مشاورات هذا الاتفاق، فقوات التحالف بعد أن عجزت عن احتلال الحديدة عبر الخيار العسكري، لجاءت إلى خيار المفاوضات، فقط لكي تسحب بعض التنازلات من قبل سلطة صنعاء، وتحملها العديد من الالتزامات التي إن خالفتها فسوف تصبح متهمة أمام المجتمع الدولي بكونها لا تريد السلام، وبالتالي تبرير أي خطوات عسكرية او تشديد الحصار على اليمنيين، أما الالتزامات المفروضة عليها ضمن هذا الاتفاق فلن تلتزم بها ، وليس هناك من يستطيع الزامها بذلك، لا مجتمع دولي ولا منظمات دولية ولا غيرها، والواقع شاهد حي على ذلك.

أمريكا وبريطانيا متورطتان بقتل اليمنيين و تعرقلان الحلول

أذن لماذا قبلوا بهذا الاتفاق إذا كانوا لا يريدون تنفيذه؟

لن ابالغ لو قلت بأن قوات التحالف تستفيد من كل جولة مفاوضات يتم عقدها بين من يتبعوها أي حكومة هادي وبين سلطة صنعاء، فنتائجها تنحصر فقط بتقييد سلطة صنعاء في ممارسة جميع حقوقها المكفولة في الدفاع عن نفسها، ويكفي للتدليل على ذلك أن نتساءل عن عدد الصواريخ التي انطلقت إلى خارج حدود الجمهورية بعد مشاورات ستوكهولم؟.

هذا على فرض إمكانية اعتبارها أي قوات التحالف طرفا في المشاورات، مع أن الواقع يقول بأنها لم تلتزم بذلك، بل ولم يتم تمثيلها في المشاورات كلها بما فيها مشاورات ستوكهولم، ومن حضر والتزم ووقع هم ادواتها من حكومة هادي، وذلك في سبيل جعل هذه الحرب حرب أهلية وليست دولية، ويجب الاعتراف بأنه قد تم تحقيق نسبة نجاح لا بأس فيها لإقناع الراي العام الدولي بذلك، وتقرير الخبراء الصادر العام الماضي يؤكد هذا الأمر، وهو التأكيد الذي وجد له ترحيب واسع من قبل سلطة صنعاء، وكان من المفروض أن يتم الرد عليه وتصحيح ما ورد فيه من مغالطات، لكن للأسف.

 لماذا يصّمت الأميركيون بمساندة بريطانية ماكرة تلعب على كل الأطراف؟

من قال لك أن هناك صمت أمريكي وبريطاني ماكر، فأمريكا وبريطانيا وكل المتورطين بقتل الشعب اليمني يعملون ليلا ونهارا وعلى مرأى ومسمع من الجميع في سبيل تحقيق أهداف هذه الحرب ، والمتمثلة كما قنا بتقسيم اليمن ونهب ثرواته.

وحقيقة فحق الفيتو دائما ما يتم ممارسته في مجلس الأمن من قبل هاتين الدولتين عند التصويت على أي قرار قد يمس أو يؤثر على تحقيق هذه الأهداف، وأيضا هناك التصريحات الرسمية الواضحة بدعم عمليات التحالف في اليمن، بل والمشاركة المباشرة بالجنود والمستشارين فيها، وأيضا المواقف الرافضة من قبل بعض مؤسسات هاتين الدولتين على إيقاف الدعم العسكري للسعودية ” الكونجرس نموذجا”.

كأديمي .. إلى أيّ حدّ لمستم تفاعلاً إيجابيّاً دوليّاً، لإحلال السلام وإنهاء العدوان على اليمن؟

ليس هناك أي محاولات جدية يمكن الحكم في كونها فعلا تسعى وبصدق لإحلال السلام في اليمن وايقاف نزيف دم ابنائها، فكل دولة تصرح بضرورة ايقاف هذا العدوان، أو حتى تندد ببعض جرائمه، هي فقط تريد اقناع مواطنيها بكونها تقف إلى جانب حقوق الأنسان في اليمن، لكن الواقع دائما ما يُظهر حقيقة مواقفها من هذا العدوان.

فأي دولة لو كانت صادقة في دعم حقوق الانسان اليمني التي انتهكت بشكل لم يسبق له مثيل خلال العقود الأخيرة لتحركت بفعالية في مجلس الأمن، أو حتى على الأقل لسحبت سفيرها أو خففت علاقاتها الدبلوماسية مع السعودية أو الأمارات أو أي دولة مشاركة في الانتهاك اليومي لحقوق الانسان اليمني، لكن كما تعلم فلم يتم اتخاذ مثل هذه الخطوة من قبل أي دولة في العالم.

المصالحة وطنية تقتضي معالجة جميع أسباب النزاع

تثار أسئلة عديدة حول أطلاق الدعوة لمصالحة وطنية .. ما قراءتك لهذه الخطوة؟

المصالحة الوطنية سوف تكون في نهاية هذه الحرب بلا شك، لكن الوضع في بلادنا حاليا ليس مؤهلا لاستيعاب مثل هذه المصالحة، بعبارة أخرى فإن أي مصالحة وطنية تقتضي معالجة جميع أسباب النزاع الذي يراد له أن ينتهي بهذه المصالحة، وهذه الأسباب قد تكون سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو أمنية، وبالتالي فلو تم معالجة هذه الأسباب كاملة أو كان بالإمكان معالجتها فيمكن القول وقتها بأن ثمة مصالحة سياسية واقتصادية واجتماعية وبالتالي وطنية قابلة للنجاح.

لكن ألا ترى أن ثمة ضرورة وطنية تقتضي المصالحة ؟

أصدقك القول و بالنظر إلى الواقع اليمني بعد مضي أربع سنوات من الحرب، سوف نجد بأن الحديث عن مصالحة وطنية قابلة للنجاح سابق لأوانه بكثير، وأسباب ذلك كثيرة: منها: التمزق الكبير في النسيج الاجتماعي اليمني، والسخط الشعبي الكبير على طرفي النزاع خصوصا في الجانب المتعلق بإدارة مؤسسات الدولة، وأيضا انعدام الثقة بين الطرفين المذكورين والذي وصل إلى مستويات قياسية، إلى جانب عدم قدرة استقلال سلطة هادي بقرارها في إجراء هذه المصالحة أو تنفيذ ما سوف تحدده من التزامات إلى غير ذلك من الأسباب التي أفرزتها فترة الحرب هذه والتي بلا شك تقف حجر عثرة في سبيل نجاح أي مصلحة وطنية.

 نظام المشرفين أثبت فشله  وبناء مؤسسات الدولة هو الأصلح

 ما هو الأمر الملح الآن من وجهة نظرك ؟

ختاماً، دعني من خلال موقع “الوحدة نيوز”  أرسل رسائل إلى قيادة سلطة صنعاء التي وقفنا معها ولازلنا حتى اللحظة في خندق مواجهة العدوان، مفادها أن أغلب أفراد هذا الشعب يستطيعون الصمود للعام الخامس والسادس ….والعاشر، ولكن هذا الصمود يحتاج لرأس مال، وهذا الأخير يتمثل في شعورهم بوجود دولة مدنية تختلف عن سابقاتها، سلطة يشعر فيها المواطن بالأمان وبالمساواة، وبأن حقه مصان.

ولكوننا الأن على مشارف الدخول في العام الخامس من العدوان، فلنتذكر كلمة الرئيس الشهيد صالح الصماد قبل عام عندما أعلن عن مشروعه يد تحمي ويد تبني، ولكننا للأسف الشديد وإن لاحظنا نحن كمواطنين انجازات اليد الحامية إلى أننا أيضا لاحظنا سرقة كل هذه الانجازات أو على الأقل تشويشها من قبل اليد المفترض قيامها بالبناء.

وكما قلت أن أغلب الشعب يحتاج من قيادة سلطة صنعاء سرعة اتخاذ العديد من الخطوات المهمة والملحة والتي من شأنها أن تدعم صموده لعدة سنوات، بل أنها في الوقت نفسه تشكل نواة لبناء دولة قوية ذات سيادة مستقلة باتخاذ جميع قراراتها على كافة المستويات، وأرى كقانوني أن هذه الخطوات الواجب البدء بها وبشكل مستعجل تتمثل في تفعيل مبدأ الثواب والعقاب من خلال تفعيل جهاز القضاء وكل الأجهزة الرقابية وفرض سيادة القانون، وأيضا الحرص على تعيين أصحاب الكفاءة والنزاهة في المناصب الحكومية بعيدا عن اختيارهم وفق معايير ضيقة كالحزبية وتأليف القلوب والنسب والتسليم، وأخيرا إلغاء نظام المشرفين الذي أثبت فشله بل وضرره، والاعتماد على الأجهزة الرسمية للبلاد ، وأي تأخير في ذلك فسوف تكون نتائجه وخيمة على كافة المستويات وأهمها استمرار انخفاض ثقة أعلب أفراد الشعب بقدرة سلطة صنعاء على إقامة الدولة القوية العادلة المنشودة.

وأخيرا نسأل من الله تعالى أن يرحم شهداءنا ويشفي جرحانا وأن يكتب النصر المؤزر لكل أفراد هذا الشعب الذي تكالب عليه مجرمي هذا العالم، وما أكثرهم.

 

Share

التصنيفات: أخبار وتقارير,حــوارات

Share