Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

مصطفى عامر: صنعاء في السبعين

صنعاء، صاحبة القلب المُبهج والعينين الزرقاوين، ستذهب إلى السبعين غدًا رافعة الرأس، فرأس صنعاء يابس، والله، حينما خلق رؤوس الكرام، شاءَها عصيّةً على الإنحناء.

ستذهب فحسب، وتخبر الأعراب بأنّها لم تسقط خلال أسبوعين، ولم تسقط خلال عامين، ولم تسقط خلال أربعة أعوام، كما أنها لن تسقط إلى ما شاء الله.

والحقّ أنّه كان ينبغي بالأعراب أن يؤمنوا بهذه الحقيقة منذ البدء، ولا يُقدموا على هذا الطيش منذ البداية، لولا أنّ الأعراب- كما تعلمون- “أشدّ كفرًا ونفاقًا”.

صنعاء الحقيقيّة هنا على أيّة حال، بإمكانكم مشاهدتها من أيّ مكانٍ في التاريخ، صنعاء التي تحفظ تاريخها جيّدًا وتحتفظ بشرفها كما ينبغي، صنعاء التي لا يمكنك مصادفتها في فنادق الرياض أو مقاهي اسطنبول أو أزقّة وارسو، ولا يمكنك- بطبيعة الحال- رؤيتها إلى جوار بنيامين نتنياهو.

بمقدور الأعراب بالطّبع، وهم أقوامٌ منحهم الله المال وسلبهم العقل، شراء آلاف النسخ المزوّرة من صنعاء، بإمكانهم التّلهّي بآلاف “الجعانين” وتسميتهم رؤساء، ووزراء، وساسة، ومثقفين.

على أنّ ما ينبغي عليهم معرفته تمامًا أن صنعاء، تلك التي ستشاهدونها غدًا في السبعين، أبعد عليهم من عين الشّمس ورائحة الجنّة، وأنّ كلّ خيالٍ يشبه صنعاءٍ صادفوه في طريقهم الطويلة إلى هنا، منذ أربعة أعوامٍ وإلى ما شاء الله، محض “سرابٍ بقيعة ٍ يحسبُهُ الظّمآنُ ماء”.

Share

التصنيفات: أقــلام

الوسوم:

Share