Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

حسن الوريث : المرور وطواحين الهواء 

جولة القيادة بالعاصمة صنعاء حيث تزدحم الجولة بالسيارات والمركبات والدراجات النارية والهوائية والمواطنين والمتسولين وأطفال الشوارع كانت بداية مشاهداتي مع ابني وصديقي الصغير في جولتنا خلال عودتنا الى المنزل من رحلتنا اليومية إلى ميدان التحرير  حين شاهدنا بعض الأحداث بين المرور وبعض السائقين أثارت انتباهنا وكان لابد من تسجيل مأدار بيني وبين صديقي العزيز والذكي في هذا اليوم  .

الموقف الأول الذي شاهدته انا وصديقي العزيز في جولة القيادة  حيث أحد رجال المرور  يجري خلف أحد باصات الأجرة الذي استطاع الإفلات من المرور في الجولة وطار وعبثاً حاول شرطي المرور اللحاق به ومن الأمور التي تبعث على السخرية أن ذلك الباص لم يكن يحمل أي رقم ما جعل الشرطي يعود أدراجه وهو يهذي بكلمات كلها لعن وشتم وسب لا أدري لمن ؟.

فيما كان الموقف الثاني وفي نفس الجولة لرجال المرور جميعاً هناك وعددهم ثمانية حيث تركوا الجولة تعج بالسيارات والزحمة وتجمعوا حول قاطرة نقل مواد بناء وكل منهم يمني نفسه بما يمكن أن يحصل عليه من السائق جراء تلك المخالفة الجسمية التي ارتكبها سائق القاطرة الذي تمنى انه لم يمر من هنا .

اما الموقف الثالث فكان في جولة اللجنة الدائمة بالحصبة حيث حصل حادث مروري بين دراجة نارية وباص لنقل الركاب وعندما توجهت انا وصديقي الصغير لشرطي المرور الذي كان في الجولة لنخبره بالحادث ليقوم بدوره فكان رده ليس قاسياً فحسب بل خارج عن حدود الأدب والتعامل الجيد وأخر كلماته كانت فليموتوا كلهم هذا ليس من عملي وعندما غادرنا المكان متجهين الى المنزل كانت هناك زحمة عجيبة وعلى بعد امتار من الجولة وبالتحديد بالقرب من مؤسسة المياه فعدت انا وصديقي الصغير الى شرطي اخر من شرطة المرور الذي كان مناوباً حينها لإخباره بأنه وعلى بعد أمتار قليلة وأمام مؤسسة المياه والصرف الصحي ازدحام مروري غير عادي وعليه أن يعمل على مساعدة الناس والسائقين فلم يكن رده أقل من رد زميله وبأن هذا ليس من عمله بل من عمل أصحاب العمارة المقابلة الذين يفترض عليهم التفرغ لتنظيم السير والمرور .

بالتأكيد فقد شاهدت انا وصديقي العزيز مواقف ومشاهدات في عدد من الشوارع وجولات المرور ربما لن تكفي مجلدات وخاصة هذه الأيام التي أصبح دور رجال المرور فيها دوراً ثانوياً وربما أقل من ذلك بكثير فتواجد شرطة المرور في الجولات والشوارع أصبح مجرد ديكور فقط فهم لا يستطيعون ضبط السير وتنظيم حركة المرور بالشكل المطلوب رغم ان الكثير من الجولات تشهد تواجد من سبعة إلى ثمانية منهم لكن وجودهم وعدمه سواء فهم إما يلاحقون سيارات بدون أرقام أو دراجات نارية يصعب السيطرة عليها بحكم قانون المرور أو أن تلك المخالفات التي يسجلونها لا يتم تنفيذها ولم يعد احد يدفع أي غرامات مرورية للدولة وحتى أنت لو لجأت إلى شرطة المرور للقيام بمهامهم فهذا الأمر لا يعنيهم كما حصل لي انا وصديقي الصغير ولغيرنا من مواقف وبالتالي فوضعنا مع رجال المرور وكأن كل منا يحارب طواحين الهواء .

وعندما كنت اتحدث في هذا الامر مع صديقي الصغير وخاصة موضوع ترقيم السيارات والدراجات النارية سألني صغيري العزيز ..  لماذا نشاهد كثير من السيارات والدراجات النارية بدون أرقام؟ قلت له ياصديقي الصغير هذه فعلا مشكلة عويصة لم تتمكن أجهزة الدولة من حلها رغم أنها سهلة ولاتحتاج إلى كل ذلك العجز والإهمال ورغم ان تواجد السيارات والدراجات النارية بدون أرقام يسبب كوارث أمنية وغير أمنية لاحصر لها .. فرد عليا صديقي ما الذي يجعل الأجهزة الحكومية تسكت على هذا الوضع الذي يجعلها تتعب أكثر وأكثر جراء هذا الوضع غير الطبيعي وغير المنطقي ؟ .

بالتأكيد ياصديقي العزيز ان بقاء الوضع هكذا يجعل أجهزة الدولة تتعب أكثر وتعاني أكثر ولايوجد اي مبرر أو سبب لعدم ترقيم السيارات والدراجات النارية رغم ان الترقيم سيجلب للدولة إيرادات جديدة لكنه من وجهة نظري العجز ولا شيء غيره .. فكان سؤاله القادم ماذا يعني ان تعجز أجهزة الحكومة في القيام بمهامها وواجباتها ؟ بصراحة كان سؤاله قويا ويحتاج إلى إجابة بنفس مستوى السؤال وقد كان له ما أراد حيث قلت له ياصديقي العزيز العجز معناه ان الحكومة بكل أجهزتها ليس خدمة المواطن في أولوياتها وإلا كانوا قاموا بمهامهم المناطة بهم وهذا أيضا يعني ان مؤسسات الدولة لم تكن تبنى على اساس سليم ومازال الوضع كما هو وهذه هي الكارثة وبالتالي فعلى الحكومة اما ان تحقق المعادلة والعقد الاجتماعي الذي يبرر وجودها وبقاءها أو ان تستقيل اشرف لها من البقاء وهي عاجزة وعاجزة وعاجزة.

وكنت انا وصديقي العزيز كلما وصلنا إلى جولة من الجولات أو شارع من الشوارع نتساءل معا عن سبب عدم احترام الناس لقواعد وأنظمة السير والمرور وكيف ان كل واحد من المواطنين او السائقين أو مستخدمي الطريق يكسر النظام بقدر ما يستطيع وان الجميع يتفاخرون بهذا الأمر حتى صار الامر وكأنه بطولات تحكى وكل واحد يدرسها للآخرين وكيف ان القيم غابت ولم تعد تحكم الناس ما أدى إلى مانشهده ونلمسه من فوضى مرورية تحكم شوارعنا وطرقنا وجعلتنا نحتل أدنى مراتب السلم بين الشعوب والبلدان.

وقبل أن نعود إلى البيت بعد هذه الجولة المضنية فإننا انا وصديقي الصغير نتمنى ان تعمل الحكومة وخاصة وزارة الداخلية وشرطة المرور على إعادة الثقة بين المواطن وشرطي المرور وأن يعاد لهذا الجهاز حيويته وأهميته وقيمته بحيث يكون دور حقيقي وليس شكلياً وليس عيباً أن نعترف بأي أخطاء أو سلبيات تحدث ليتم معالجتها وبما من شأنه دور فاعل لشرطي المرور كما هي دعوة لجميع المواطنين ومستخدمي الطريق للالتزام بقواعد وانظمة السير والمرور وان تكون القيم حاضرة في التعامل سواء مع شرطي المرور أو مع الآخرين .. لأن ذلك يعني الحفاظ على الأرواح والممتلكات وعلينا أن نتوجه جميعاً للحرب على الفوضى المرورية حرباً تقضي عليها لأن غير ذلك يجعلنا كلنا نحارب طواحين الهواء.

Share

التصنيفات: أقــلام

Share