Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

د. يحيى الماوري : المسئولية التاريخية للتيارين الإسلامي والقومي عن التداعيات الخطيرة في الوطن

الوطن مسئولية كل ابنائه دون شك بكل شرائحه وقواه المتنوعة، احزاب ومنظمات مجتمع مدني ، جماعات وافراد دون تمييز، ولكنني أرى- وقد اكون غير مصيب -ان التيارين الإسلامي والقومي يتحملان القدر الأكبر من المسئولية عن تداعيات الأزمة الخطيرة التي يمر بها الوطن اليوم سيسألهما الله عنها قبل ان يسألهما الشعب والتاريخ ! .. لماذا ؟..

لأن التيار الإسلامي بجناحيه (السني والشيعي) فشل في تجاوز اسباب اﻻنقسام المذهبي التقليدية ، التي ﻻ تمت الى الدين الصحيح بصلة وعجز عن التخلص من ثقافة الثأر واﻻنتقام السياسي التي شغلتهما عن التفكير في تحقيق المشروع الحضاري الإسلامي برؤية اسلامية موحدة تخلص الأمة من محنتها التاريخية، وتمكنها من مواجهة مخططات اعدائها الذين يعتمدون في نجاحها على تغذية اﻻنقسام والصراع المذهبي السني الشيعي بدرجة اساسية .

وفي الجانب الأخر فان التيار القومي بجناحيه العريقين (الناصري والبعثي) رغم تجاربهما السياسية ونجاحاتهما النسبية قد أصيبا بنفس القدر من الانقسام والتشرذم ، الذي افقدهما كل مكتسباتهما الوطنية والقومية، التي تحققت خلال القرن الماضي وافقدهما القدرة على القيام باي دور ايجابي في الدفاع عن كيان الأمة ومصالحها .

اما أخطر صور العجز والفشل التي ادت الى خلق ازمة الثقة العميقة بين التيارين وبين الشعوب العربية فتعود الى الصراع المزدوج بين التيارين القومي الإسلامي من جهة وداخل كل تيار من جهة ثانية :السني الشيعي والناصري البعثي ثم ما اصاب كل جناح من انقسامات وصراع استغلته القوى المعادية للأمة أسوأ استغلال في تنفيذ مخططاتها لشل قدرات الأمة وتدمير وحدتها فاضاعت امال الأمة واحلامها في استعادة كرامتها وبناء مستقبلها ، ولم يتنبه قادة التيارين وعقلائهما الى انهما الخاسر اﻻكبر في كل ما اصاب ويصيب الأمة بسبب سيطرة

فكرة الثأر واﻻنتقام السياسي وتعميقها من كل طرف في فكره وثقافته السياسية وفي تعبئته لإتباعه وانصاره، فهل من صحوة وطنية قومية اسلامية ، تعيد الجميع الى منابعهم النقية والصافية التي امرهم بها الله في قوله تعالى (إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) [سورة اﻷنبياء : 92]

وقوله تعالى : (ُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) [سورة اﻷنفال : 46] ان الوطن امانة في اعناقكم والأمانة مسئولية جسيمة دينية ودنيوية قال تعالى : (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) [سورة اﻷحزاب : 72]

( رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا) [سورة الكهف : 10].

 

Share

التصنيفات: أقــلام

الوسوم:

Share