Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

أحمد الشاوش: بلادي وان جارت علي عزيزة !!

ما زلت وسأظل اردد قول الشاعر العربي ” بلادي وان جارت علي عزيزة ، وأهلي وإن ضنوا على كرام ، وأياً كان اسم الشاعر ” ابوفراس الحمداني أو” الشريف” الذي تولى أمارة مكة عام 597 هـ ، فالوطن هو السقف الذي يستظل تحت جناحه كافة اليمنيين ، والقبلة التي نتجه نحوها والهوية التي تعكس جيناتنا وبصماتنا والخير الذي نبت منه عودنا

وبعيداً عن أساليب اللف والدوران التي يتقنها بعض معاقي السياسية ، والدين والثقافة والاعلام وغيرهم من الانتهازيين ، نكتشف جميعاً ان اليمن سيظل المعبد الآمن والشجرة الوارفة الظلال التي يستظل تحتها كافة اليمنيين،مهما عبث به بعض أبنائه الجاحدين مع الذئاب البشرية الاخرى.

وان سماء الرياض وابوظبي والدوحة واسطنبول وايران وواشنطن ولندن والقاهرة وعمان وموسكو ، مجرد ترانزيت لإنجاز بعض المهام المشبوهة ، ودكاكين ، وفنادق ، وأوكار لاصطياد ابناءنا وغسل ادمغتهم وتبييض المواقف المشبوهة مقابل انجاز مهام قذرة تهدف الى القضاء على الدولة اليمنية ، من خلال تدمير ما تبقى من المؤسستين العسكرية والامنية والقوة البشرية والبنية التحتية ومخزون السلاح ، وتقسيم اليمن الى كانتونات مفخخة واعادة اليمن الى الخلف عشرات السنين وهو المشروع التي أتضحت معالمه في الوقت الحالي ، وما ان تصل القوى المحلية والإقليمية والدولية الى اتفاق سلام أو استسلام لهذا الطرف أو ذلك ، سريعاً ما يتم طرد اولئك المعارضين السياسيين الذين تحولوا الى مطايا وتيوس مستعارة لتنفيذ الاجندات الدولية المشبوهة و التنبيه بضرورة مغادرة تلك العواصم فوراً بعد انتهاء المهام القذرة.

ورغم تلك الاحداث الدامية والدمار الكبير والاختلاف الاكبر ، إلا ان الدولة حقوق وواجبات ، لان الدولة العادلة التي تنظر الى جميع ابنائها ومكوناتها الاجتماعية والسياسية والثقافية والفكرية بعين واحدة ، وتمارس سلطاتها التشريعية والقضائية والتنفيذية وفقاً للدستور والقوانين واللوائح والانظمة ، تظل هي الاطول عمراً والاكثر حباً وولاءاً ، ووفاءاً ، ودفاعاً، من قبل المواطن اليمني

ومتى ما شعر المواطن اليمني بإنسانيته ، وكرامته ، وحريته ، وطموحاته ، وتعايشه ومساواته بإبناء جلدته ، وسخرت “الدولة” له وأولاده المسكن والمأكل والمشرب والوظيفة واطلقت قدراته الخلاقة للمساهمة في عملية البناء والتنمية أو على الاقل البقاء على قيد الحياة ، عندها سيثبت ولائه لوطنه والدفاع عن سيادته وأمنه واستقراره .

وعندما يلمس المواطن اليمني ان الدولة حقوق وواجبات ، والمسؤول في صنعاء وعدن وحضرموت والحديدة وتعز وغيرها من المدن والقرى اليمنية ليس مجرد جابياً للضرائب وناهباً لثروات البلد واراضي الناس أوسجان وقاطع طريق عندها سيقدم ماله ودمه ونفسه فداء للدولة ومؤسساتها وسيدافع عن المسؤول القدوة الذي كسب حب وثقة ومصداقية الجماهير.

وفي غياب العدالة والمساواة وحرية الرأي والتعبير وفوضى التعليم وانقطاع ” ومرتبات ” موظفي الدولة ، وشظف العيش ، ستنهار الحكومة وسلطاتها وتنهار ” الدولة ” وقياداتها ويسقط الملايين تحت خط الفقر ، وهو ما حصل ويحدث بالفعل مع ارتفاع ترمومتر المناطقية والمذهبية والطائفية والشللية ،،،، التي حولت السياسي والمثقف والاكاديمي والمفكر ورجل الدين والجندي والقائد والشيخ والعامل والطفل والشباب الى سلعة رخيصة في مزاد تجار الحروب والزج بهم وقوداً في معارك طاحنة لا ناقة لهم فيها ولاجمل ، أو الارتماء في جهنم المعارك والغزوات !!؟.

كما ان الصبر ومراجعة النفس ووخز الضمير والبعد عن النفاق ومصلحة اليمنيين هو مقدمة للخروج من الكارثة والازمة التي ادمت كل بيت يمني ، وأنه مهما قسى علينا أهلنا في الداخل والخارج ، لابد من أن يأتي اليوم الذي يكتشف كل منهم حقيقة الخطاء الفادح الذي وقع فيه ، وان على المرء الصمود قدر الامكان تجاه تلك العواصف والزلازل التي يصطنعها تجار الحروب وأصحاب المشاريع الضيقة والاهواء المتوحشة، فالتاريخ العربي مليء بالعبر والعظات.

وأخيراً ..الظلم ظلمات ونصيحتي ، لكل من يمسك بزمام السلطة في صنعاء وعدن وتعز ،،، وغيرها رفع المظالم واطلاق السجناء الأبرياء ورد الحقوق وضبط المتهورين واللصوص والقتلة ، ونصيحتي أيضاً لمن ظُلم وكُتبت له الحرية ، وأصبح طليقاً يردد بيت الشعر العربي “خرجنا من السجن شُم الانوف كما تخرج الاسد من غابها ، نمر على شفرات السيوف ونأتي المنية من بابها ، فإن التسامح من شيم العظماء والعفو خصال حميدة تتجلى في الاقوياء وفرصة للتعايش وتحكيماً للعقل وعملاً بالحكمة وترجمة لمبادئ الدين الاسلامي والقيم النبيلة

ولا تعني تلك القيم السامية خضوعاً للطغاة وخوفاً من المستبدين ورعباً من المفلسين وانما تفويتاً للانتهازيين وإتاحة الفرصة للتعايش والسلام ، فالوقوف ضد الظلم واجب والانتقاد بالكلمة الصادقة ضرورة شرعية وواجب ديني واخلاقي وانساني، وما زلنا وسنظل نتذكر قول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في فتح مكة بعد الانتصار العظيم ” اذهبوا فانتم الطلقاء ” فهل نعي معنى تلك الكلمات العظيمة أم ان نار الحقد وثقافة الكراهية والسجون السرية والعلنية وروح الانتقام والاستقواء بالخارج هو معيار الفوضى ؟.

shawish22@gmail.com

Share

التصنيفات: أقــلام

Share