Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

بمناسبة رحيل مجرم الحرب جورج بوش الأول .. تراتيل الجحيم وبعض من جرائمه نضعها على قبره

نارام سرجون

سأعيدها دوما ان الموت لايفتح شهيتي للتشفي باي أحد .. بل ان الموت قدر يجعلني أحس انه الشيء الوحيد في الوجود الذي يجعلني انسانا في منتهى الرقة والوجوم أمام أي كائن أو جسد توقف عن الحياة انسانا كان ام شجرة أم وردة أم شوكة .. وكنت في لحظات الحزن على الراحلين أعاتب الله انه خلق الموت وكأن غاية الحياة هي ان نعيش لنتذوق طعم الموت بعد ان سقانا من كأس الحياة اللذيذ .. وسجلات المواليد عنده كلها تنتقل الى سجلات الوفيات .. فكيف يهدينا الله الحياة دون ان نطلبها ثم يستردها من دون اذننا ؟؟..
وحتى عندما يموت القتلة والمجرمون لايتغير موقفي ولكني أحس ان من حقنا ان نعلق على أجسادهم وهم مسجون قائمة بآثامهم .. وان نضع على قبورهم أكاليل الخطايا بدل اكاليل الورد وأن نتلو قائمة باسماء كل الضحايا وان نرتل قرب آذانهم تراتيل الجحيم كي يصلوا الى الدار الآخرة وهم محاطون بذنوبهم ومزرودون بسلاسل الدم فلا يتعب الله نفسه في محاكمة طويلة وهم يحملون وثائق الادانة .. فيمرون بسرعة امام قوس عدالته قبل ان يرمى بهم الى الجحيم ..
ولذلك لم أتأخر في واجبي عندما سمعت بوفاة المجرم جورج بوش صاحب النظام العالمي الجديد الذي لانزال ندفع ثمن اختراعه لعذا العالم الشرير والدموي والذي لايزال يأكل من لحومنا وأكبادنا ويشرب من دمائنا ويصنع من عظامنا تحفا ونحتا على جدران القرن العشرين ومايليه ..
ووقفت أمام جسده المسجى وعلقت عليه قائمة من ملايين الاسماء التي قتلها وتلوت عليه تلك الأسماء اسما اسما .. واسمعته بكاء اليتامى وصراخ الارامل وعلقت في عنقه أوجاع كل الثكالى .. ووضعت على صدره حجرا رخاميا عليه اسماء الجنود العراقيين الذين قتلهم في أبشع مجزرة للجنود في تاريخ البشر فيما عرف لاحقا بطريق الموت ..
يكاد جسده يسحق تحت الحجر الرخامي الثقيل .. ويكاد لايمكن ان يحمل نعشه لكثرة القوائم والأسماء التي التفت حول عنقه وتدلت حوله حتى كاد يختفي .. ولاأدري كيف ستصل روحه الى السماء وهي تحمل كل هذه التركة الهائلة من الموتى والدموع والدماء .. وكيف ستجر خلقها في طريقها الى الحساب كل هذا الرقم اللامتنهي من عذابات البشر وهم يمتدون من عاصفة الصحراء وحتى اليوم .. لأن عاصفة الصحراء التي افتتحها هذا المجرم فنان القتل والاجرام لم تتوقف حتى اليوم وكل ماتلاها كان ثمرة لها حتى مابعد داعش ..
اذا كنت يوما أعاتب الله على انه خلق الموت رغم انه خلق الحياة فانني اليوم أفهم ان الموت يجب ان يكون وسيلة للوصول الى عدالته المطلقة .. واذا سمع الله شهادتي وبلغته رسالتي وأكاليل المذكرات التي علقتها في عنق هذا الشرير ووضعتها على قبره فانني أتمنى ان يعرف الله انني أطلب من عدالته ان تحضر ارواح جميع من ماتوا بسبب هذا المجرم محاكمة السماء التي ستفتح اليوم كي يشهدوا عليه واحدا واحدا ويضع كل واحد قطرة من دمه على وجه هذا الرجل ..
ولمن لم يسمع بانجازات هذا الرجل فليقرأ وليسمع بعضا من انجازاته التي ستحقظ في ارشيفه الى يوم الدين .. وتذكروا ان كل من قتلنا سنضع على صدره وهو مسجى الحجر الرخامي الذي نكتب عليه اسماء شهدائنا وضحايانا .. ولن نهتم بمن يسحق تحت الرخام وتطحن عظامه .. ونثبت على قبره قائمة الدم والأحزان التي تسبب بها .. كي تبقى توشوش له في القبر كل يوم وتحكي له حكايات الرعب في ظلام القبر .. وهؤلاء هم اولئك الذبن شاركوا في حفلة الدم الكبرى في الربيع العربي .. امراء قطر وملوك وامراء السعودية وخليفة العثمانيين والعثمانيون الجدد والاسلاميون وزعماء العالم الحر جميعا ولانستثني أحدا .. لكل واحد حجر رخام ضخم ينتطر صدره عندما يسجى ..
وثائق من طريق الموت لصاحبها جورج بوش وابنه لاحقا .. ميداليات تعلق على الصدور الشريرة

Share

التصنيفات: خارج الحدود

Share