Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

رعن لكن أثرياء

سبق للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أن وصف الحرب على اليمن بالعبثية ( أو الغبية كما جاء في بعض الأخبار) ، غير أن الأمين العام ومنظمته الأممية يتلقيان الإهانة والإزدراء من قادة هذه الحرب الإجرامية و كأنهما يعملان بنصيحة البردوني للفتاة الحزبية التي يلاحقها المخبرون ، والتي قال فيها ((حبذي بعض ما يرون ، تغابي ، -فالتغابي يرضي الغباء الحقيقي)) . و إلا لماذا تعجز منظمة الأمم المتحدة وما يسمى بالمجتمع الدولي عن إلزام دول العدوان بإفساح المجال للطائرة العمانية التي طلبتها الأمم المتحدة لنقل الوفد المفاوض من صنعاء .
لنتذكر قصة السفينة الإيرانية التي حملت كمية من المياه وبعض الأدوية مساعدة لليمن ، وكيف أن العالم انتظر حربا كبرى لأن السعودية و من تحالف معها هددوا بضرب السفينة الإيرانية إذا هي اقتربت من الشواطئ اليمنية . وظلت السفينة تبحر ببطء والعالم يرقب لحظة انفجار الكارثة في المنطقة و يتابع مسار السفينة حتى وصلت إلى جيبوتي وسلمت ما تحمله من مساعدات انسانية زهيدة للأمم المتحدة . يبدو أن الإيرانيين حققوا ما أرادوه من إرسال تلك السفينة حيث كان الصحفيون من على متنها يخبرون مؤسساتهم الإعلامية بتطورات قضية السفينة وكيف أن قناني المياه المعدنية يمكن أن تكون سببا لحرب تشعل منطقة الخليج وما جاورها ، واستنتج المتابعون للموضوع أن الإيرانيين لم يكونوا ينوون الدخول في حرب كارثية بسبب كمية من المياه إلا أنهم نجحوا في تعرية السلوك الجنوني المغامر لقادة دول العدوان المستعدين للدخول في حروب كبري لأتفه الأسباب . أما اليوم فقد أصبح العالم كله مقتنعا بعبثية وإجرامية هذه الحرب العدوانية وقد وصلت حالات التهرب من المسؤولية عنها إلى العائلة المالكة الحاكمة في السعودية كما عبر عن ذلك الأمير أحمد بن عبدالعزيز آل سعود في حديثه إلى ناشطين حقوقيين في لندن ، وهو الحديث الذي جرى تداوله على نطاق واسع في وسائل التواصل الإجتماعي وقال فيه أنه تمنى أن هذه الحرب لم تحدث وأنه يتمنى أن تتوقف اليوم قبل غد ، وحمل مسؤوليتها لسلمان وابنه بصورة مباشرة . ورغم كل ذلك يستمر العالم في تسهيل مهام العدوان ، وفي التغاضي عن جرائمه المروعة وفي تقبل السلوك الأرعن لمجرمي الحرب الرعن الذين تعودوا إزدراء الأمم المتحدة وإهانتها كما فعلوا بمنعهم سفر وفدنا الوطني إلى جنيف . لقد بلغت جرائم الحرب العدوانية على اليمن وحماقات قادتها وفي مقدمتهم سلمان وابنه ومحمد زايد حدا يصعب الدفاع عنه او تحمله حتى من قبل الحلفاء لولا أن لهؤلاء الأعراب الرعن ثروات هي لشعوبهم في الأساس يبددونها في صفقات التسليح ، والصفقات مغرية بالطبع لم تنج منها الصين التي ليس لها ماض إستعماري ولا حروب عدوانية ضد شعوبنا .
كان وفدنا الوطني محقا عندما طلب ضمانات للسفر والعودة ، فهؤلاء المجرمون يمكن توقع أي شيء منهم لاسيما وأن تهورهم وجنونهم يشتدان كلما طال أمد الحرب وتكشفت النتائج المدمرة لمغامراتهم على شعوبهم قبل غيرها . تعلمنا الوقائع أن لا شيء يضمن انتزاع حقوقنا و إرغام المعتدين على إيقاف عدوانهم إلا قوتنا ، قوة هذا الشعب المدافع عن أرضه وحقه في العيش الكريم ولا بأس في استمرار موقفنا المتجاوب مع جهود مبعوث الأمم المتحدة . يقول البردوني : خذ موعد الزمن الكذاب تسلية – واشحذ لما سوف يأتي بعد حسبانا.

بقلم الدكتور/ أحمد الصعدي

 

 

Share

التصنيفات: أخبار وتقارير

الوسوم:

Share