Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

رئيس الوزراء:صنعاء استطاعت في زمن العدوان أن تكون حاضنة فعلية لجميع اليمنيين

أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد العزيز صالح بن حبتور، أن مدينة صنعاء القديمة من المدن القلائل التي استطاعت أن تحافظ على بقائها وديمومة نشاطها الإنساني لآلاف السنين، منوهاً بخصوصيتها كمدينة تاريخية مأهولة بالسكان منذ آلاف السنين، وتحكي تاريخ حي ينبض بالفرادة على أكثر من صعيد.
وأشار إلى أن مدينتا العتيقة هذه احتضنت طيلة تاريخها وبجدارة تراث وثقافة هذا الشعب العريق الذي يمتلك تلك الإرادة القوية للحفاظ على هويته وحضوره وفعاليته.
جاء ذلك لدى مشاركة رئيس الوزراء، اليوم بصنعاء، في مفتتح أعمال الندوة العلمية الأولى لحماية مدينة صنعاء القديمة، التي تنظمها، لمدة ثلاثة أيام، وزارة الثقافة بالتعاون مع اللجنة العليا لحماية مدينة صنعاء القديمة تحت شعار “معا لنحافظ على صنعاء التاريخ ” بمشاركة واسعة من قبل عدد من الوزراء والمعنيين والمختصين والمهتمين.
ونوه الدكتور بن حبتور، بالرمزية الاستثنائية التي تمثلها هذه الندوة لجميع اليمنيين الذين يحتفون بهذه المدنية ويسعون إلى الحفاظ عليها كما لو أن لكل واحد منهم جزء فيها.
وقال ” الشكر والتقدير لأهل صنعاء التاريخية الذين استطاعوا أن يحافظوا على تاريخ المدينة وسمتها وهويتها الخاصة التي مثلت رمزيه استثنائية عن بقية المدن اليمنية “..
لافتا إلى أهمية الوثائق المقدمة إلى هذه الندوة وضرورة ضمها إلى الملف الذي يسعى لتثبيت بقاء المدينة ضمن قائمة التراث الانساني العالمي بما يخدم الحرص المحلي والوطني والدولي على إبقائها في هذه القائمة.
وأثنى على المبادئ الرئيسة التي حكمت هذه المدينة والمتمثلة في التسامح والعيش المشترك والقبول بالآخر … مبينا أن صنعاء استطاعت في زمن العدوان، الذي نعيش سنته الرابعة، أن تكون حاضنة فعلية لجميع اليمنيين من مختلف القرى والمدن اليمنية مع استيعابها لملايين النازحين الذين وجدوا فيها الترحاب من قبل أبنائها.

وأشار رئيس الوزراء الى أن العدوان الغاشم لم ينس أن يخدش جمال هذه المدينة العريقة فعمد إلى تدمير عدد من مبانيها ومساكنها العتيقة وتهديد عدد كبير آخر جراء الغارات.

وقال “حاول العدوان أن ينتقص عبر إعلامه من المدينة وعراقتها والتقليل من قيمتها الحضارية ووظيفتها الحيوية التي لا زالت تؤديها بكل حيوية حتى اللحظة، معتبرين المدن الحديثة التي نشأت في سبعينات وثمانينيات القرن المنصرم في المنطقة هي النموذج الذي ينبغي أن تكون عليه المدن الاخرى “..

موضحاً أن بعض تلك المدن تواجه في الوقت الحاضر تهديدات كثيرة في الوقت الذي لازالت صنعاء منذ آلاف السنين تؤدي وظائفها دونما توقف أو انهيار..

كما أوضح أن صنعاء صمدت حتى الآن بفضل روابط الإخاء بين السكان وجهود المسؤولين الذين يحاولون أن يعملوا في ظل هذا الوضع الاستثنائي ما يمكن عمله لصالح هذه المدينة وبقاءها في قائمة التراث العالمي، رافعين شعارات أهمية الحفاظ عليها وتطويرها ومنع العبث الذي حدث ويحدث في بعض أحيائها.

وتطرق رئيس الوزراء، في سياق كلمته، إلى زيارة المبعوث الأممي مارتن جريفيت إلى العاصمة صنعاء نهاية الأسبوع المنصرم ولقاءاته مع قيادة البلاد وكبار مسؤوليها، وما تم خلالها من نقاش حول فكرة السلام الذي كان ولا زال شعبنا اليمني تواق إليه منذ اللحظات الاولى للعدوان الغاشم الذي قادته السعودية ومشيخة الامارات.

وقال ” قدّم المبعوث الاممي تصوراً عاماً في اتجاه السلام ونحن دعمناه ، وكل خيّر في هذه الأرض يدعم أي جهد حقيقي لإيقاف العدوان والحصار لأنه بدون ذلك لا يمكن أن يأتي أي حوار جاد ويفضي إلى نتائج ايجابية لصالح السلام “..

واعتبر استمرار الحملات العسكرية والقصف الجوي والبحري القائم في هذه اللحظة على وطننا تعبير واضح لرغبة بعض الحكومات والأطراف الخارجية في عرقلة جهود السلام، والتي لا تريد لليمنيين فيما بينهم ومع دول العدوان الوصول إلى حل ..

وقال ” في مقابلاتنا مع المبعوث الأممي بينا له مجموعة من النقاط التي ستساعده على النجاح في مساعيه، وأكدنا أن التمسك بالقرار الأممي ٢٢١٦ كما هو عليه الآن لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يفضي إلى أي سلام داخلي أو مع المعتدين لأن المتغيرات على الأرض تجاوزته “.

مبينا أنه بعد مرور ثلاث سنوات ونيف من العدوان والحصار أصبح من الضرورة إجراء المعالجة لهذا القرار برؤية و روح جديدتين لنصل به وعبره إلى النتائج المرجوة من السلام.

مؤكداً أن شعبنا يسعى إلى السلام العادل والمشرف ولازال يتابع ويعمل من أجل تحقيق هذه الغاية حتى اللحظة.

من جانبه حيا وزير الثقافة عبد الله أحمد الكبسي الحضور، مرحباً بهم في تدشين فعاليات هذه الندوة الهامة التي تنعقد في ظروف استثنائية يحقق فيها أبطال الجيش واللجان الشعبية الكثير من الانتصارات على امتداد البلاد بما لا يدع مجالا للشك بأن اليمني لا يعرف العجز والانكسار، وأن صنعاء وبقية المدن اليمنية لاتزال ترفد ساحة الانتصارات بكل ما يحقق العزة ويجسد معاني الحب والوفاء لتربة هذا الوطن.

وقال إن انعقاد هذه الندوة في هذا الظرف لم يأت مصادفة وإنما فرضته الضرورة بعد تقييم شامل ومسؤول للتجربة السابقة في جوانب الحفاظ على مدينة صنعاء، حيث وجدنا العمل غير متكامل وتخلله كثير من جوانب القصور فارتأينا ضرورة إشراك العديد من الجهات المعنية بالحفاظ على صنعاء سواء كانت جهات حكومية ووزارات وهيئات أو منظمات مجتمع مدني أو اشخاص بهدف إشراك الجميع بغية الوصول إلى مخرجات ملزمة لجميع الجهات ينتفي معها رمي المسؤوليات من قبل جهات على جهات أخرى وكذا تحديد مسؤولية كل جهة على حدة وصولاً لتحمل الجميع مسؤولية الحفاظ على صنعاء الحضارة والتاريخ.

وأضاف: لعل ذلك هو ما استوجب علينا ضرورة انعقاد الندوة في هذه الظروف العصيبة الذي تتكالب فيها أحقاد تحالف العدوان بقيادة جارة السوء وقيادات الارتزاق العالمي ممثلة في الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل… ذلك الحقد الذي تبدى جلياً من خلال استهداف حضارة صنعاء مدينة سام بن نوح ومدينة آزال بعديد من الغارات والتي أدت للعديد من التشققات وخراب ودمار وتهديد المباني الشامخة التي كانت ولا تزال تحفة معمارية فريدة في مظهرها وجوهرها.

وأشار إلى مدى اهتمام المنظمة الدولية بتراث صنعاء العريق حيث قامت بإنشاء مركز متخصص فيها وبتمويل من جمهورية إيطاليا واسهام من الاتحاد الأوروبي ليكون مركزاً إقليمياً للحفاظ على المدن والآثار العربية قاطبة وليس الآثار اليمنية وحسب بما يضمه من خرائط هامة ومئات الوثائق والدراسات الخاصة بالحفاظ على مدينة صنعاء كقيمة تاريخية كبيرة تجسدها صنعاء القديمة وبقية المدن التاريخية اليمنية.

وأعرب عن تمنياته بنجاح الندوة من خلال أوراق العمل المتنوعة التي سيتم تدارسها ومناقشتها ضمن جلسات الندوة وكذا من خلال القرارات والتوصيات التي ستخرج بها وستكون ملزمة للجميع وستحظى باهتمام حكومي دونما شك.كما أعرب عن الشكر لكل من تعاون مع الوزارة في سبيل إنجاح الندوة.

عقب الافتتاح استهلت جلسات الندوة بالجلسة الأولى وتم خلالها مناقشة عدد من أوراق العمل : ورقة العمل المقدمة من أمانة العاصمة وأخرى مقدمة من نيابة الآثار والمدن التاريخية وثالثة من الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية ورابعة مقدمة من منظمات المجتمع المدني تلا ذلك فتح المجال للنقاش.

وكرست جلسة العمل الثانية، لمناقشة ورقة العمل الخامسة، مقدمة من وزارة الأوقاف والإرشاد وورقة العمل السادسة مقدمة من وزارة الإعلام والورقة السابعة مقدمة من وزارة الخارجية وورقة العمل الثامنة مقدمة من الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط الحضري تلا ذلك فتح المجال للنقاش.

حضر جلسات اليوم الأول من الندوة عددٌ من الوزراء وأعضاء مجلس النواب ومجلس الشورى وعدد من المسؤولين في الجهات ذات العلاقة.

وهذا وستتواصل جلسات عمل الندوة يوم غد من خلال جلستي العمل الثالثة والرابعة واللتين سيناقش خلالهما سبع أرواق عمل.

Share

التصنيفات: أخبار وتقارير

Share