Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

د.أحمد الصعدي: يوم القدس العالمي ليس تظاهرة فحسب

كانت دعوة زعيم الثورة الاسلامية في إيران آية الله الخميني لجعل الجمعة الأخيرة من شهر رمضان في كل عام جمعة للقدس يحييها المسلمون في كافة أقطار العالم في غاية التوفيق والأهمية . فإلى القدس حيث أولى القبلتين وثالث الحرمين يتجه المسلمون بكل قواهم الروحانية والإيمانية، والعقلية والعاطفية، وأن يكون هذا اليوم هو يوم جمعة، يوم عطلة المسلمين وجمعهم للصلاة، وفي آخر جمعة من شهر رمضان ذي الخصوصية الإسلامية فهنا مكمن حسن وبراعة إختيار الجمعة الأخيرة من رمضان بالذات .
بعد مرور أربعة عقود على إطلاق الإمام الخميني لدعوته هذه عام 1979 يتأكد بالوقائع الملموسة أن صاحب الدعوة كان مدركا بعمق لأهمية ومحورية القدس ليس لدى المسلمين والمسيحيين فهذا أمر معروف، بل في مخططات الصهيونية العالمية والدوائر المتصهينة من متدينين مسيحيين وعلمانيين في الغرب وفي أمريكا بصورة خاصة، لكن مالم يكن في الحسبان في حينه هو أن يوم القدس العالمي في هذا العام ( 1439ه -2018م) يأتي وقد سقطت الأقنعة وظهر متصهينون مسلمون عرب لا يقلون حماسة لتحقيق الأهداف الصهيونية في القدس وفلسطين و أراض عربية أخرى، ويسخرون لها ثروات بلدانهم الطائلة، إلا أنهم، أي العرب المسلمين المتصهينين أكثر وقاحة في تنكرهم لحقوق الشعب الفلسطيني في أرضه فلسطين والقدس عاصمتها ، وفي إزدرائهم مشاعر العرب والمسلمين . إن يوم القدس العالمي في الظروف الحالية لم يعد تظاهرات فحسب ، بل هو ، ويجب بالضرورة أن يكون يوم إيقاظ وتحفيز الوعي لدى العرب والمسلمين وترسيخ توجههم نحو قضيتهم الأولى ، قضية فلسطين ونحو أخطر ما يستهدفهم من مخططات بعيدة المدى والمدة تحيكها الصهيونية العالمية مدعومة من حلفائها في أمريكا والغرب ومن بعض العرب . ويجب أن يكون يوم القدس العالمي مناسبة لتكريس قضية فلسطين والقدس في وعي و ذاكرة الأجيال الفتية من العرب والمسلمين ، الوعي الذي يتعرض الى حملات مدروسة تسعى الى تجويفه وإلهائه إما بصراعات مفتعلة ومضخمة او بتوافه الأمور .
كان بعض العرب يتذرع بكون الدعوة ليوم القدس العالمي جاءت من إيران ومن الإمام الخميني بالذات لرفض فعاليات يوم القدس وتسخيفها والتحذير من عواقبها والتشكيك في نوايا أصحابها ، ولكننا اليوم نرى أصحاب تلك المواقف وأكثرهم تشددا في رفض يوم القدس العالمي يصطفون في معسكر العدو الصهيوني ما يكشف عن دوافع مواقفهم السياسية وزيف تسترهم يالتباينات المذهبية . إن الدعوة إلى يوم عالمي للقدس في آخر جمعة من شهر رمضان كل عام دعوة حق ، وقديما قال أحد اسلافنا الفلاسفة هو أبو يوسف يعقوب الكندي في رسالته إلى الخليفة المعتصم ( في الفلسفة الأولى ) ، قال عن الفلسفة اليونانية ، واليونان كانوا وثنيين بطبيعة الحال ، إن الحق أحق أن يتبع حتى لو جاءنا من أمم مخالفة لنا في العقيدة . وقضية القدس وفلسطين قضية حق ، حق لا تشوبه شائبه ، والأجدر بالمسلمين كافة ، وبالعرب بخاصة أن يتبعوا هذا الحق وأن يجعلوا يوم القدس العالمي يوم نضال من أجل تحرير فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

Share

التصنيفات: أقــلام

Share