Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

د.أكرم عطران: خرافة “الضلع الأعوج” تسقط أمام القرآن الكريم!

ربما أنا ومثلي كثيرون جدا منكم ومنذ الطفولة لم نتقبل فكرة خلق (المرأة) من (ضلع أعوج) للرجل وذلك لعدم منطقيتها، ولعدم ثبوت أي أساس علمي ولا حتى ديني لصحتها غير ما نقلته أساطير الإسرائيليات !

ولمعرفة الحق لابد من الرجوع للمصدر الحق بعد الاستعانة بالله تعالى ورجاء توفيقه، وتدبر آيات الخلق البينات المفصلات من لدن عليم خبير!

والتي نجد منها أن (الإنسان) الأول قد بدأ الله تعالى خلقه من طين .. حسب قوله :
(الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ۖ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ)!!

ثم جعل فيه ما يضمن استمرار بقائه وتكاثره وهو (نسله) .. حسب قوله :
(ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ)!!

فجعل في ذلك المخلوق نسله المتمثل بأجهزة التناسل الكاملة وماتحمله من سلاسل الخلق (الذكرية والأنثوية)، وهو (الماء المهين) أي الذي يحتوي على سلاسل (دقيقة) (مجهرية) (لاتكاد تبين)، مما يمكنه من إنتاج أول إنسان من تلك السلالة حسب سنن التناسل والخلق والتوالد الطبيعية!

فهل كان ذلك الإنسان الأول هو الذكر (آدم) أم هو الأنثى (حواء)؟! أم ماذا كان بالضبط؟!

لقد بين الله تعالى ذلك وفصله في قوله تعالى :

(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ [[نَفْسٍ وَاحِدَةٍ]] وَجَعَلَ مِنْهَا [[زَوْجَهَا]] [[لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا]] ۖ فَلَمَّا [[تَغَشَّاهَا]] [[حَمَلَت]]ْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ ۖ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ)
[سورة اﻷعراف 189]

وبتدبر تلك الآية المبينة نجد أن الإنسان الأول كان تلك (النفس الواحدة)، ودعونا ننسى ما نظنه أنها كانت (الذكر) ولا نخمن أنها (الأنثى)، وتدبروا القول بحياد تام مستخدمين ماشئتم من لغات العالم والعلم والعقل والمنطق وكيفما شئتم فقط بتحليل وتأمل وحياد وانظروا ماذا ستكون النتيجة !
وأنا سأستخدم لسان القرآن العربي المبين ولغة ومنطق الرياضيات للوصول إلى الفهم المنطقي والمعقول .. كالتالي :

لنفرض أن :
النَفْسٍ الوَاحِدَةٍ = س
ونفرض أن :
زَوْجَهَا = ص

فيكون قوله :
لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ۖ = ليسكن ص إلى س
ويكون قوله :
فَلَمَّا تَغَشَّاهَا = فلما ص تغشى س
ويكون قوله:
حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا = س حملت حملا خفيفا.

وبما أن الحمل يكون عند الأنثى.

فإن س = الأنثى
ويكون ص = الذكر

أي أن قوله :
خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ = خلقكم من الأنثى!
وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا = الذكر!!

إلى هنا فإن هذا الفهم منطقي ومعقول خاصة إذا كانت (النفس الواحدة) تحمل أجهزة التناسل الذكرية والأنثوية وهو فعلا مابينه تعالى بقوله (ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين)!
بمعنى أن تكون تلك النفس تحمل (الماء المهين) الذي يحوي ماء الذكر وماء الأنثى، وما تحتاجه فقط هو نفخة من روح الله تعالى ليختلط وتحمل!!

وللتأكيد على ذلك الفهم وتفصيله كونه حدثا غير مدرك نجد تفصيلا له بمثل ضربه الله تعالى في قوله :

(إِنَّ مَثَلَ [[عِيسَى]] ٰ عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ [[آدَمَ]] ۖ خَلَقَهُ مِنْ [[تُرَابٍ]] ثُمَّ قَالَ لَهُ [[كُنْ فَيَكُونُ]])
[سورة آل عمران 59]

فكيف يكون مثل (عيسى) كمثل (آدم) لوكان حسب مافهمنا عن آبائنا قد خلق آدم من غير أب ولا أم بينما خلق عيسى من أم؟!

ونحن نعلم أنه عندما يضرب الله تعالى مثلا في القرآن فإن ذلك المثل يكون فيه صورة معلومة لتوضيح وفهم ومعرفة صورة أخرى مجهولة أو غامضة وغير واضحة، فتكون (مماثلة) أي مشابهة ومكافئة لها تماما ليعقلها الإنسان ويصير على علم بها بواسطة التفكر والتذكر .. قال تعالى :

(وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ ۖ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ) و(لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) و(لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)

أما لوكان المثل لايكافئ ماضرب لأجله فإن الفهم سيكون مشوها أو ناقصا أو خاطئا!

لذلك فإن مثل خلق عيسى عند الله لابد أن يكون كمثل خلق آدم بالضبط!!

ولايكون ذلك التماثل صحيحا إلا إذا كان آدم خلق من (أم) وبغير (أب) كما خلق عيسى بالضبط!

فهل كانت مريم (أنثى) كبقية الإناث؟!
هذا ما اعتقدته (والدتها) لما وضعتها حيث قالت
(فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَىٰ)!
لكن الحقيقة يعلمها الله تعالى حسب قوله (وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ)!
فلم يؤكد ولم ينفي بل قال (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَىٰ) في إشارة إلى أنها وإن كان مظهرها أنثى حسب اعتقاد والدتها وليس مظهر الذكر إلا أن الله تعالى أعلم بحقيقة تكوينها وما في داخلها ا!

فيكون مثل عيسى كمثل آدم خلق من أم (تحمل الماء المهين) كأم آدم عليهم السلام!

ولكن كيف قال خلقه من (تراب) ثم قال له (كن فيكون)؟!
فمن الذي خلق من (تراب)؟! وما هو (التراب)؟!

إنهما كل من (عيسى) و(آدم) خلقا من (تراب) فقط، بينما بقية الخلق خلقوا من (تراب + نطفة) كما تبين كل الآيات التي تفصل مراحل الخلق الناتج عن تزاوج ذكر وأنثى كقوله تعالى :
(قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ [[تُرَابٍ]] ثُمَّ مِنْ [[نُطْفَة]] ٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا)
[سورة الكهف 37]
فهذان رجلان قد خلق كل منهما من ذكر وأنثى يقول أحدهما لصاحبه أنه خلق من (تراب) أي بويضة الأم ثم من (نطفة) أي نطفة الأب ثم تكون داخل الرحم حتى صار ذكرا فكان رجلا بعد ذلك!!
أي أن الخلق من تراب ثم من نطفة لايقصد به خلق الإنسان الأول الذي خلق من (طين) بغير (أب وأم) وإنما يقصد بها كل من خلق من ذكر وأنثى بعد ذلك!

و(التراب) يعني كل بيئة خصبة قابلة للإخصاب إذا تم (حرثها) ووضعت فيها البذرة المناسبة لتكوين الخلق!

يقول تعالى :
(يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ [[الصُّلْبِ]] و[[َالتَّرَائِبِ]]) [الطارق 7]

فالبويضة هي (تراب) يخرج من (ترائب) الأنثى وهو (المستقر) حيث تتجمع البويضات، بينما تخرج النطفة من صلب الذكر وهو (المستودع) لتجمع النطف!!

وقوله تعالى :
(وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ [[فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ]] ۗ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ)
[سورة اﻷنعام 98]

فالمستقر هو ذلك (القرار المكين) الذي (يقر) فيه الخالق مايشاء له أن (يتكون) حسب مراحل الخلق فيه وهو (الرحم) حسب قوله تعالى :
(و[[َنُقِر]] ُّ فِي [[الْأَرْحَامِ]] مَا نَشَاءُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى)
[سورة الحج 5]

وبذلك يتضح تطابق التماثل بين خلق عيسى وآدم من (تراب) أنثى في (المستقر) ثم قال له (كن فيكون) … لاحظوا أنه لم يقل (كن فكان) ولكن قال (فيكون) بمعنى أنه لعدم وجود الذكر احتاج إلى (الأمر) الإلهي الذي هو من (روح الله) ليكون (الماء المهين) ذاتيا داخل الرحم فيتكون بعد ذلك حسب مراحل الخلق بشكل طبيعي علقة ثم مضغة.. الخ!

ومما يسبق يتضح أن الإنسان الأول كان (حواء) وجعل منها زوجها (آدم) بالطريقة المنطقية والمقبولة،والتي يبينها كتاب الله الذي فيه تبيان كل شيئ ذكر فيه، ودون الحاجة لاختلاق تلك الخرافة المتعلقة بالضلع الأعوج الذي يصعب تقويمه ويحتاج للضرب والتأديب المستمر وغير ذلك من الافتراءات التي وقعت بحق الأم الأولى للذكر والأنثى وأصل الخلق والنشأة، والتي انتقص الفهم المنحرف والخاطئ من كل حقوقها وإمكاناتها ووأدها في المطبخ وفي سرير حيوانية الذكر!

 

 

 

Share

التصنيفات: أقــلام

Share