Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

محفوظ الشامي: لأنه أنيقٌ، أوقفوه!

ما زلت على ثقة تامة بأن أدوات الحرب الفتاكة و التي تدمر الحرث و النسل، هي أرحم بكثير من تلك العقول الأنانية و السودواوية.
بالمناسبة: الحرب بطبيعتها ليست ظالمة بالقدر الذي نتصوره، ثمة نيران صديقة تمنحنا قدرًا ألطف و أجمل في البقاء!
لكن يبقى السؤال، من ينقذنا من الحرب الأشنع، الحرب الباردة التي تتسرب في الفكر و قيم الإنسان!
قبل أشهر قليلة من اللحظة، أرسل لي أحد اصدقائي تسجيل واتسآبي يقول فيه” لم أشعر بالإهانة في حياتي قط سوى هذه المرة”.
ختم التصريح بتنهيدة تشظت نحو فضاءات غير محصورة من المعاناة!
بدوري أنا، تقصيته أكثر نحو الأمر، أردف قائلًا ” تم احتجازي في الكلية لمساءلة أخلاقية تتعلق بمظهري و كيفية ارتدائي للملابس!
يا للغرابة، منذ متى أصبح الجمال قبحًا، و منذ متى أصبحنا كائنات تملؤها الوحشة..
يستمثر دينيون منتمون لمكونات دينية في تلك الكلية، أو بالأصح المنشأة التي تلهث فقط كي تربح، لأن تسمية كلية أمر يمس بقداسة التعليم!
تقع هذه الكلية في مدينة دمت الواقعة شمال محافظة الضالع، و تسمى ( الكلية النوعية ).
تشير مصادر التاريخ أن لا منافس إطلاقًا لحضارات اليمن و عمقها الضارب في السنين، و هذه حقيقة بديهية ألفها الجميع و سمع بها الإرث الإنساني في كل أنحاء الوجود!
عبر الأزمان أيضًا، تتعرض هذه البلاد الطيبة ( اليمن ) لحروب و صراعات متعددة، رغم ذلك، تنتصر أدوات السلام و الجمال و تكون الغالبة.
صديقي حاتم الحقب، إحدى تلك الأدوات، شابٌ أنيقٌ يحب أن يكون مظهره منافيًا للبؤس المنثور حاليًا ببلده، يعمل بكل تفان من أجل اختيار ملابسه بطريقة عصرية تتلاءم مع أحلامه و نظريته البيضاء في الظهور!
بوحشية تربوية يتعرض هذا الطالب لمساءلة تتعلق بإنكار المظهر الذي يدخل به الكلية!
من يخبر أولئك المتعصبون و الماضويون بأن ديننا الإسلامي يحث على تصليح هيئة البشر، كما أنه لا يتعارض مع إرتداء قميص عصري و جينز أزرق أو داكن اللون، من يقنعهم أن رسولنا الجميل محمد، كان أنيقًا و يحب الأنيقين، كيف لنا أن نمحي تفكيرهم الظلامي، ثم نذكرهم أن الله جميل و يحب الجمال أيضًا.
متى يجب أن نرتقي كما سائر الأمم، هل يأتي يومًا نترك فيه للحرية الشخصية متسعًا، و نعمل فقط لنكون أقوى و أقدر، ما الذي يمكن أن نحققه و عقولنا محشوة بسراويل جداتنا!؟
من يردع هؤلاء المتعصبون و يخبرهم أن العصرية خيار محتوم و أن تطلعاتنا في اتساع شديد نحو تمدين كل شيء!
كنتُ قد تناسيتُ هذا الأمر حين أخبرني به الشاب، لكنني الآن أستجمع معاناته أكثر و أنقل الحالة و أعول على مجتمعنا المليء بالحرص على التنشئة التعليمة و الاجتماعية، لابد أن توقفوا هذا العبث الغاشم بحق أولادكم الطلاب.
ملحوظة أخيرة: غادر الشاب اليمن، لغرض الهجرة و اللجوء، هناك سيجد متسعًا كافيًا لكل طموحاته، سيكتشف أنسانيته أكثر!
ولنا نحن خيارين، إما أن نتنبه و ننجو، أو نتغافل لنتلاشى واحدًا بعد الآخر!

Share

التصنيفات: أقــلام

Share