Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

د. رويدا العريقي: مشاريع تحدي .. في زمن الإنهيار ..!!

رغم ما يعانيه المجتمع اليمني من الحروب والتحديات والأزمات والمؤامرات الخارجية .. ورغم كثرة وتعدد النزاعات والصراعات الداخلية التي يتعاظم خطرها يوماً بعد آخر .. ورغم الانهيارات والدمار الذي يطال مقدراته واقتصاده وبنيته التحتية .. ورغم حالة البؤس والعوز التي يتجرع مرارتها ابنائه بمختلف فئاتهم وشرائحهم وما رافقها من انهيار لمنظومة القيم الاجتماعية، وضياع وفقدان لقيم التسامح والتعايش السلمي .. الى جانب حالة القتل والتنكيل التي يواجهها ابنائه جراء التعصب والانقسام والحرب الظالمة التي يواجهها من البر والبحر والجو.. ورغم كل ما يفتك به من كوارث وازمات وامراض واوبئة ومجاعة وغيرها من المآسي التي لا تعد ولا تحصى .. يبقى للضوء مساحة، وللتنمية والاصلاح والبناء رجالها ممن آلفوا تحدي ومواجهة الاخطار، وامتلكوا الرؤى والافكار الخلاقة والبناءة .. وبالتالي سخّروا انفسهم، وكرسوا جهودهم واوقاتهم وامكاناتهم في سبيل خدمة انفسهم ووطنهم وابناء أمتهم غير مبالين بتلك الاخطار التي تترصدهم والتي قد تطالهم جراء هذا الواقع المشوب بالظلمة والسواد.. هذه النماذج المشرقة تجلت أمامنا بوضوح في عدد من رجال الأعمال الشباب الصاعدين الذين فاجأونا بل وفاجأوا المجتمع اليمني برمته بتأسيس مجموعة من المشاريع الاستثمارية الممهورة برؤى وافكار عصرية بديعة وخلاقة، وهذه المشاريع يمكن اعتبارها في الظروف العادية لأي بلد لا يعاني من الحروب والحصار والمؤامرات مشاريع فردية .. الا أن ظهورها في ظل الظروف العصيبة والمريرة التي يعيشها المجتمع اليمني اليوم أكسبها سمة «الوطنية» .. وذلك كونها تعد تحدياً كبيراً ونوعياً يؤكد للعالم أجمع ان اليمن لا تزال ولادة وتزخر بالعديد من الكفاءات القادرة على تحويل الظلمة الى نور.. وبالنظر لمشاريع هؤلاء الشباب الصاعدين نجد أنهم لم يسعوا من خلالها لخدمة انفسهم وحسب .. وانما وضعوا خدمة وطنهم في صدارة الأهداف التي يسعون الى تحقيقها والتي تتجلى في النهوض بالاقتصاد الوطني الذي يشهد تدهوراً غير مسبوقاً .. فعلى الرغم من كثرة الصعوبات والعراقيل والاخطار التي تواجههم، والتي يأتي في مقدمتها شحة الامكانات – إلا أننا نجدهم انطلقوا ومضوا بمشاريعهم تلك قدماً محققين نجاحات مبهرة وغير مسبوقة .. وفي الحقيقة لسنا نسعى من خلال هذه التناولة البسيطة لاستعراض وسرد تلك النماذج المشرقة والمشرفة من رجال الاعمال الشباب وما حققوه من نجاحات – بقدر ما نسعى لتسليط الضوء على هؤلاء الشباب الذين جعلوا المستحيل ممكناً .. واثبتوا بمشاريعهم وافكارهم المبهرة هذه أن بالارادة والعزيمة والاصرار يمكن للإنسان ان يطوع الاخطار والصعوبات والعراقيل والسلبيات ويجعل منها عوامل تنمية وبناء .. وبإعتقادنا ان ذلك هو ما نحتاج تعلمه الآن سيما ان اليمن وبعد ان تضع الحرب اوزارها تتطلب منا جميعاً جهود جبارة لتنفيذ ما يسمى بمرحلة البناء واعادة التعمير.. وللتدليل على ذلك نذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر احد هذه النماذج الفريدة والمبهرة من رجال الأعمال الصاعدين وهو الاستاذ/ محمد حسين عامر, الذي استطاع وفي ظل هذه الظروف الاستثنائية شديدة التعقيد التي تشهدها اليمن .. الإعلان عن شركته الخاصة التي اطلق عليها إسم فودكسان «Foodexan» والمتخصصة في صناعة وإنتاج الأسمدة والمبيدات الزراعية، الى جانب ما يسمى بالمضافات العلفية والفرشات الصحية الخاصة بالدواجن .. والذي حقق وخلال فترة وجيزة نجاحات كبيرة ولاقت شركته ومنتجاتها شهرة واسعة واقبالاً كبيراً .. وبفضل تلك النجاحات نجده اليوم يجري استعداداته الاخيرة لإشهار فرع الشركة الخاص بأدوات التجميل, وآخر خاص بصناعة وانتاج مواد التنظيف.. أما الأمر الأكثر إبهاراً واثارة للإعجاب والدهشة فيكمن في أن مشروع التحدي هذا وهذه الشركة أسست وبنيت وجهزت بمواد محلية وخبرات يمنية صرفة .. حيث حرص صاحبها على تأهيل كادر متخصص جلهم من اليمنيين متجاوزاً بذلك «عقدة الاجنبي» ومشكلة الاستيراد للمواد والمعدات من الخارج .. وبالفعل قهر المستحيل وكان له ما اراد واستطاع خلال وقت قياسي ان يحقق نجاحات نوعية .. ليكون وبذلك ربما أول رجل أعمال يمني يؤسس مشروع وطني اسماً ومعنى .. ولا ننسى هنا ان نشير الى الاسهامات الكبيرة التي بذلها وقام بها معالي الاستاذ/ غازي أحمد محسن – وزير الزراعة والري .. والذي شارك بفاعلية في سبيل تحقيق ذلك النجاح المشهود الذي لاقته الشركة .. والذي نجده على الدوام يقف داعماً ومسانداً وراعياً لاية افكار أو مشاريع بناءة تصب في المجتمع خصوصاً في ظل هذه الظروف .. حيث قدم الدعم المعنوي للمشروع منذ انطلاقته .. وقد تجلى دوره من خلال مشاركته الإيجابية في تدشين حملة شركة «Foodexan» في أكثر من مديرية بالعاصمة صنعاء .. فله منا كل الشكر والتقدير .. وكم نتمنى من بقية المسئولين والمعنيين الحذو حذوه.. ختاماً نقول: بما اليمن اليوم يقف أمام تحديات جمة وكبيرة، وابناءه يعيشون فترة زمنية استثنائية وعصيبة وشديدة التعقيد سيما بعد تدمير بنيته التحتية، وانهيار الإقتصاد، وتعدد الصراعات الداخلية، والحروب الخارجية بكل انعكاساتها وآثارها وتداعياتها السلبية والكارثية .. أصبح لزاماً على كل الأقلام الوطنية الشريفة لفت انتباه الحكومة وكافة الجهات المعنية لهكذا مشاريع – وتوجيه دعوة صريحة لها للقيام بدورها وواجباتها في هذا الصدد .. وذلك من توفير الدعم اللازم والممكن لمثل هؤلاء العقول النيرة والبناءة والاخذ بأيديهم وتهيئة المناخات المناسبة لتمكينهم من الانطلاق بهكذا مشاريع .. الى جانب الاستفادة من خبراتهم وافكارهم النيرة والمثمرة .. لان هكذا مشاريع لاشك ستعود بالنفع والفائدة على المجتمع ككل .. ومهما أستطاع اصحابها ان يخطو الى الأمام إلا ان وجود دور رسمي وحكومي داعم ومساند لهم يعد امراً ضرورياً سيما في هكذا مرحلة عصيبة .. وكما نعلم جميعاً ان العملية التنموية لا يمكن ان يكتب لها النجاح مالم تسند بإرادة سياسية .. ولنتذكر على الدوام ان مثل هكذا مشاريع لا تمثل افراد بقدر ما تمثل وطن .. ونجاحها يعد تحدياً كبيراً نواجه به العالم.

Share

التصنيفات: أقــلام

Share