Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

د.ابتسام المتوكل: حفل شواء لعروسين

صباح العرس المقصوف، صباح العروسين الممزقين ألما، وأشلاء جسد، صباح المحتفلين المتفحمة أجسادهم، أو المبتورة أعضاؤهم، في حفل أراده العدو مأتما مرتجلا، غائر الوجع متدفق الدم محروق البهجة!
يا لهذا الصباح المحترق النازف دما ودموعا من حجة إلى قلبي
ومن قرية العرس_ العزاء إلى كل قرية في هذا العالم و إلى كل بيت وكل قلب وكل إنسان سوي!
لم تكن الدماء المراقة في ساحة حرب بل كانت في ساحة رقص احتفالا بعرس في قرية لا تشكل خطرا على أمن النفط سعوديا كان أم اماراتيا و لا تهدد مخططات أمريكا وإسرائيل ولا تدري تلك القرية المسالمة شيئا عن شبكة مصالح القرى الظالم أهلها التي قضت بدم بارد أن تقصف القرية في يوم عرسها وأن تحيل فرحها القروي البريء إلى ساحة حزن محترقة تفحمت فيها الرقصة والبهجة والحياة وسال الدم أنهارا وقصف المسعفون واختلطت الاشلاء ببعضها وما عاد مشفى المدينة قادرا على توفير الدم كما أن البشرية ليست قادرة او راغبة في مشاهدة الدم المسفوك ظلما وعدوانا؛ ولهذا فحتى كلمات الأسى على الضحايا والإدانة للجلادين لم تصدر عن منظمات العمل الإنساني ولا عن المجتمع الدولي ولا قام مجلس الأمن بعقد جلسة طارئة ولا أحد انتبه فالدم والعرس والرقص ليس إلا يمنيا، كما أنه ليس العرس الاول في استهدف القصف، وقد مات محتفلون قبلهم ولم يتوقف الكون ولا توقف النفط عن التدفق ولا السوق العالمي عن انتاج صواريخ وقنابل مماثلة وتطويرها، لم يحدث سوى أن قل عدد القرويين المرمين في أحد أطراف العالم المشغول بتأمين نفسه وتعزيز أمنه ومصالحه، فلا داعي حتى للقلق الأممي المدفوع الأجر!
رئيسة الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان
Share

التصنيفات: أقــلام

Share