Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

محمد ناجي احمد: الحرب الناعمة في مواجهة الهوية

في كلمته التي ألقاها عصر امس بمناسبة جمعة رجب “الرجبية” تمحور خطاب قائد حركة أنصار الله ،السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في خطورة وتحديات (الحرب الناعمة ) التي تهيء النفوس والعقول والأجسام لتقبل أهداف الحرب العسكرية والاقتصادية .
الحرب الناعمة تستهدف الهوية الوطنية اليمنية ،ويصبح فيها الإنسان المسلوب الهوية دون قيم ومباديء ،ودون دور ومسئولية في وعيه ومفاهيمه ومبادئه وقيمه الأخلاقية.
لهذا فإن العدو في هدفه الرئيسي وغايته السيطرة علينا في وعينا ،وبصيرتنا ،وإذا سيطر على هويتنا أصبحت الأرض والإنسان في ملك عدونا .استغلال للإنسان في قدراته ومقدراته وثرواته وتوجهاته وخياراته.
الهوية الوطنية هي ركيزة تماسكنا ووحدتنا وصمودنا ،فالوطن في القول المأثور “بعض من الله،وحب الوطن من الإيمان”.فلا كيان سيبقى لنا ،ولا عوامل قوة تبقينا إن كنَّا بلا هوية .يتحول الإنسان إلى شيء من الأشياء ،حيوان مسير ،دون وعي وقيم ومفاهيم وإرادة ،مسلوب القوة ،خائر العزيمة ،إمعة في خياراته وقراراته .
 
الهوية الوطنية اليمنية أعظم هوية أشاد بها الرسول “ص” حين قال “الإيمان يمان ” الإيمان أفق وطنيتنا وعروبتنا ،به نتماسك كضمانة لوجودنا في مواجهة الأخطار التي تتهددنا كشعب ووطن .
للأمم هوياتهم التي يدخل في نسيجها الأساطير والخرافات ،ومع ذلك ظلت تتمسك بهويتها ،وتعزز من أساطيرها ،كهوية ثقافية يعكس شخصيتها الوطنية ،لهذا تتشبث بها ،لأن ذلك أصبح جزء من نسيج حياتها وحيوتها ،دون ذلك تتبعثر وتبتلعها الكيانات الأخرى .
فما بالكم بهويتنا التي جوهرها العقل والعاطفة والروح .التي يتجدد من خلالها نهوضنا التاريخي والحضاري .
هويتنا الوطنية اليمنية “الإيمان يمان “أي منظومة متكاملة من القيم والمواقف ومسار ومشروع حياة متكامل ،في نمط وواقع حياتنا .
علينا أن ننطلق من هذه القيم في كل رؤانا وسلوكنا .فالهوية قيم ومباديء وأخلاق تسيج وتحمي جغرافيتنا الوطنية في امتزاجها مع أفق العروبة ورسالتها الإنسانية .فهي أعم عوامل مواجهة التحديات والتصدي للعدوان.
ويأتي الوعي والبصيرة كركيزة إيمانية في هويتنا الوطنية ،كي نتصدى لمحاولات غسل الدمغة ،وعصف العقول ، وثقافة الصورة الغربية ،وخدع الثقافية الاستهلاكية التي تحول الإنسان إلى سلعة وشيء من أشيائها .
السلام هو دين النور “نور على نور “”يخرجكم من الظلمات إلى النور ” “الله نور السموات والأرض ،مثل نوره كمشكاة ” وعلينا أن نستنير بنوره ومشكاته بوعينا وبصيرتنا التي هي نور من الله وفعل مكتسب من تحركنا.
من مباديء الهوية الإيمانية الإحساس بالمسئولية .فالإنسان حر ،وشرط الحرية الإحساس بالمسئولية والانتماء للأمة ومصيرها .
فإن تتنصل عن مسؤليتك جاه الأمة ومصالحها فإنك بذلك تهيء الظروف لسحق آدميتك وفناء أمتك .
إذا غاب الإحساس بالمسؤلية أصبحت الأمة متناثرة ومتأثرة لا متماسكة ومؤثرة ،ومستهدفة لافاعلة في المشهد العالمي والحضاري خدمة لمصالحها ولقيم الإنسانية ،وحمل راية الخير للإنسانية جمعاء.
الهوية الوطنية مسئولية في مواجهة الظلم والطغيان والاستلاب .
ومن القيم الإيمانية للهوية الوطنية :الصبر ،الذي نستمد منه القدرة على التحمل والاستمرار في طريق الحرية .كلفة هذا الطريق ومتعته .
هي جميعا مباديء تخلق الحضور الناجح للأمة ،والشهود الحضاري ،كهوية وطنية نابضة بالحياة والإيمان .
دون ذلك الخسران والمهانة ،والاستحواذ علينا في جوارحنا ومشاعرنا ورغباتنا وأفعالنا وأقوالنا .
لذلك فإن الوعي والبصيرة والإحساس بالمسؤلية والإيمان بالحرية والكرامة ،والصبر كل ذلك لبنات في سياج هويتنا التي تحمينا من طغيان المتكبرين والمتجبرين في الأرض ،الذين يهيؤننا ويخلقون القابلية للاستعباد والاستعمار فينا .
Share

التصنيفات: أقــلام

Share