Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

د.محمد السنفي: الوطن والمواطن

سنوات مسحورة تسكن بين الطفولة والشباب من تاريخ اليمن مكتظة بالثورة والثورة المضادة، مليئة بالخونة والشهداء ثورة وصلت للمدارس وشاهدها الأطفال ونزعج منها العملاء، لكنها لم تلبث أن أختبت ورائها حرب ضروس دبرها الأعداء فأحسن تدبيرها وتورطنا فيها في غفلة ليس لها نظير، تشاهد من خلالها مواقف رسمت في ذاكرتنا ما بين موتها وميلادها فيما لم نعهدها، وصنعت تاريخاً يقودك إلى وضع الحقيقة في تسجيل التاريخ، ويعترف لك أن ما روي لك كان كذباً، عن واقع لا يدانية واقع إلى بمقدار الوطنية التي نراها في أرواح أبنائنا الشهداء من أجل الوطن وحبه الصادق المجرد عن المصلحة والغرض، في زمان تغير فيه كل شيء، والثابت الذي لم يتغير ولن يتغير هو قلب المقاتل اليمني قصة المقاتل على الحدود يحدثنا قائلاً :” إذا لم توافني منيتي فسوف أقص على شعبي مأساة العدوان وبطولات جنودنا وبسالتهم، أما إذا كانت نهايتي على حدود أرضي فسأموت مستريحا لأن أفكاري وجدت طريقها، ولم تعجز عن مواصلة السير ، وبذلك تكون هذه الرسالة هي حديث الرصاص الذي يجب أن تتكلم به قضية شعبنا، إنهم أولئك الجنود الذين قبلوا الرصاص والموت والمقاساة بديلاً عن غيره،  حتى عندما شعروا بحصار الفقراء وتدمير البنى وعمالة الإخوان والأبناء وخذلان الساسة في الداخل والخارج لشعب صامد صابر، إنهم جنود أغلبهم فقراء وفلاحين مؤمنين بنظرية “الوطنية للفقراء والوطن للأغنياء” وهم هناك يقاسون تحت خط الموت اليومي الذي فيه تولد البطولة والحكمة والشجاعة وتظهر معادن الرجال، مستشعرين هموم الناس وشؤن الوطن التي لا تغرب عن عين الوطنيين من كتاب وقراء، ولا يعلمون عنها إنها بطولات لا تكتب عنها الجرائد، ولا تتكلم عنها الإذاعات، بطولات لا تنمحي الكلمات من أوراقها، ولا تعود بعدها إلا الشهادة، كحقيقة وحيدة يسطرها بحفنه من تراب الوطن، بطوله نراها صافية مميزة وواضحة لا لبس فيها ولا نفاق بين الاخوة بطولات لا ليفخر أو يتفاخر بها ،وإنما لضعنا أمام الواقع نموذج يقدمه الإنسان اليمني رجلاً أو فتاة.

وما نراه من كل الأطياف وما علاقة الوطن بمثلهم في الداخل وما يريده الشهداء منا، يزعجهم انشغالنا بتوافه الأمور وصراعنا اليومي من أجل أشياء تافهة، بينما هم يعيشون معنى التضحية والفداء في كل شيء إن لهم كلمات كالرصاص ومن يقاسي الحزن والفقر يجب أن يكون عابراً أمام هذه الاحداث، والذي يجب أن تتحول عواطف الحزن إلى طوفان من الحقد على الأعداء.

إن قلبي يؤلمني متى تصفوا الأيام وتعود لليمن واليمنيين تلك الأيام الصافية وتسترد مدننا أبنائها الراقدة على تخوم الجبهات، لتأنس بهم وتستريح فيها أرواحهم .

 

Share

التصنيفات: أقــلام

Share