Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

لماذا ترفض بعض دول العالم العربي والإسلامي الاحتفال بعيد الحب ؟

لا تزال بعض الدول العربية والإسلامية ترفض الاحتفال بعيد الحب الذي يوافق 14 شباط-فبراير من كل عام. فبعض المجتمعات المحافظة تعتبره “إستيراد غربي” من شانه أن يساهم في إفساد الشباب. بعض الشخصيات السياسية اعتبرت أنّ هذا العيد لا صلة له بالثقافة الإسلامية ويجب تحاشيه.
عيد الحب في العالم العربي والإسلامي بين القبول والرفض
اتفق العالم على أنّ 14 من شباط-فبراير هو اليوم المصادف لعيد الحب، رغم إجماع الكثيرين على أن الحب أكبر من يخصص له يوم أو عيد. واختيار 14 شباط-فبراير كعيد للحب ليس اعتباطيا رغم الشكوك في القصة الحقيقة لأصل هذا العيد، والاختلاف حول الاحتفال به سواء من الجانب الديني أو في طريقة الاحتفال من مجتمع لآخر.
وكثيرا ما ارتبطت بعيد الحب قصص مختلفة وطرق عديدة للاحتفال به في العالم. قصص تنوعت ما بين التصديق من جهة والتشكيك من جهة أخرى.
قصص عيد الحب تختلف حسب الثقافات
فالرومانيون احتفلوا بعيد “التخصيب” بين 13 و14 شباط-فبراير، وهو ما يعتبر أساساً لعيد الحب مع اختلاف طريقة الاحتفال عن العيد، التي كانت تتضمن خروج الرجال عراة في الشوارع، ثم يقومون بضرب النساء على ظهورهن باستخدام جلد الماعز والكلاب، من أجل زيادة خصوبتهن، وقدرتهن على الإنجاب.
وفي القرن الثاني الميلادي تناقل المؤرخون قصة القديس “فالنتاين” بمدينة “تورني” في روما الإيطالية، والذي أعدم بأمر من الإمبراطور الروماني “أوريليان” الذي أمر بسجنه وتعذيبه قبل قطع رأسه ودفنه بمنطقة “فيافلامينا”، واختير اسمه للاحتفال لكونه قتل في 14 من شباط-فبراير، لأنه تمسك بحبه لديانته.
وتمّ تناقل رواية أخرى بطلها قديس يسمى “فالنتاين”، وأصر الإمبراطور “كلاديوس” في روما على سجنه بسبب إخلاصه لديانته، لكنه تمكن من استعطاف سجّانه بعد أن رد لابنته بصرها، فأمر الإمبراطور بإعدامه، وتقول الرواية إن “فالنتاين” وقع في غرام ابنة سجانه لدرجة كبيرة، وعقب وفاته اختير اسمه رمزاً للحب. ويقال أيضا إنّ الإمبراطور “كلاديوس”، منع الزواج في هذا التوقيت حتى يتفرغ الرجال للجيش وتزداد قوتهم، ولذلك سجن القديس “فالنتاين” بعد أن تأكد من مخالفته لأمر الإمبراطور بتزويج المحبين سراً.
أما الرواية الرابعة، فتشير إلى أنه في القرن الخامس الميلادي، أعلن البابا “غلاسيوس”، يوم 14 فبراير-شباط ليكون عيداً مسيحياً للقديس “فالنتاين” على غرار “عيد التخصيب” في عهد الرومان.
بعض الدول الإسلامية تعاقب المحتفلين بعيد الحب
إندونيسيا
ففي إندونيسيا مثلا يعارض المجتمع الاحتفالات الخاصة بعيد الحب حيث كثيرا ما اندلعت احتجاجات من قبل المحافظين ضدّ المحتفلين بعيد الحب حيث تمّ حظر الاحتفالات ومظاهر العشق في عدة مدن.
ماليزيا
وفي ماليزيا المجاورة كثيرا ما تعتقل الشرطة المكلفة بمراقبة الأخلاق عشرات الشخاص بتهمة الاحتفال بعيد العشاق ومحاكمتهم. يذكر أنّ ماليزيا سنّت قانونا في العام 2005 يقضي بتحريم الاحتفال بعيد العشاق ومعاقبة المحتفلين به.
وفي إيران كثيرا ما تسعى السلطات إلى التضييق على عيد الحب وكل احتفالاته الرسمية حيث تعتبر السلطات الإيرانية أنّ هذه المناسبة دخيلة على المجتمع الإيراني المسلم المحافظ، ولكن العشاق في إيران يحتفلون بالعيد بالكثير من السرية ويقتنون الهدايا والزهور والشكولاتة من المحلات التي تبيع هذه الأمور بشكل غير علني.
الهند
الهند ترفض عدة حركات سياسية في الهند عيد الحب وتعتبره مناسبة مرفوضة حيث يعتبر الكثيرون أنّ عيد الحب يمكن اعتماده في صفوف المتزوجين فقط أو من يرغبون ويستعدون للزواج فقط.
باكستان
باكستان كثيرا ما تحدث اشتباكات بين المعارضين والمؤيدين لعيد الحب في هذا البلد حيث شهدت مدينة بيشاور منذ سنوات مواجهات دامية بسبب وضع بالونات حمراء وتوزيع حلويات بمناسبة عيد الحب. وحذرت هيئة تنظيم الإعلام الإلكترونية الباكستانية المحطات الإذاعية والتلفزيونية من التطرق لعيد الحب.
وأشارت الهيئة إلى أنه لا يجوز عقد أي فعاليات على المستوى الرسمي أو في أي مكان عام حيث حظرت السلطات الباكستانية جميع الفعاليات التي تروج لعيد الحب للسنة الثانية على التوالي وذلك إثر حكم قضائي يعتبر هذه المناسبة دخيلة على المجتمع الإسلامي وأنها “استيراد ثقافي” من الغرب و”ضد تعاليم الإسلام”.
السعودية تغرّد خارج السرب
كثيرا ما حذرت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المحلات التجارية والبائعين من التصريح علنا بعيد الحب وعرض منتجات بهذه المناسبة حيث تمارس السلطات رقابة مكثفة على المتاجر والمحلات التي تروّج لعيد “الفالنتاين”. ولكن الداعية السعودي أحمد بن قاسم الغامدي أفتى بأن قبول التهاني والورود الحمراء بعيد الحب “مباح”.
وقال الغامدي: “لا مانع من تهنئة المحتفلين بالأعياد غير المتسمة بطابع ديني كعيد الحب ونحوه، وقبول الهدايا كالورود الحمراء والمكافأة على تلك الهدايا بالورود، وقبول تهنئتهم أيضاً لنا بعيد الفطر وعيد الأضحى ما لم تكن لها دلالات عقدية مخالفة للإسلام”.
وأثارت فتوى الغامدي عن عيد الحب جدلا واسعا في المملكة العربية السعودية حيث انقسم المجتمع إلى فريق محافظ متمسك بالتفسير الرسمي للشريعة الإسلامية، وفريق آخر يدعو لتطبيق تفسيرات أخرى أقلّ تشددا وتتبعها غالبية الدول الإسلامية.
وبعيداً عن الخلاف الديني، هناك اختلافات حول طبيعة الاحتفال وشكله، ففي معظم دول الوطن العربي يحتفل المحبون بعيد الحب عن طريق شراء الهدايا والورود الحمراء. وعلى الرغم من الاختلاف حول هذا العيد وحكمه الشرعي، وبين طرق الاحتفال بين دولة وأخرى، يبقي عيد الحب يوماً يحتفل فيه العالم، ويعقد فيه ملايين الأزواج قرانهم.
شبكة “ايرو نيوز”

Share

التصنيفات: أخبار وتقارير,تحقيقات

Share