Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

محفوظ الشامي:شكرًا أيها الرب، شكرًا لأنك منحتني أماً أخرى!

“سأستيقظُ بوقتٍ مبكرٍ كي أعد لكم الخبز”.
هكذا أخبرتني الدكتورة سامية الأغبري، أستاذة الصحافة بكلية إعلام جامعة صنعاء، حين هاتفتها لأحدثها عن الخطة المتبعة بخصوص الرحلة التي نعملُ من أجل تنفيذها!
وفي صباح هذا اليوم المختلف ألوانه، الخميس، 8 فبراير، اليوم الذي لن تكرره أغنيات السماء، التقينا بالدكتورة في ساحة الكلية، حدثتنا بلمحةٍ قصيرةٍ عن مدى أهمية الصحافة والإعلام في دولة مصر، ثم تناولنا الفطور وبعدها مضى بنا السلام إلى المركز الثقافي، حيث يُدرس الدبلوم الموسيقي المجاني التابع لوزراة الثقافة برعاية منتدى الحداثة والتنوير الثقافي، أستمعنا إلى معزوفات متعددة بآلات موسيقة مختلفة، كمان، عود، بيانو، عزفها أستاذ الموسيقى عبدالله الدبعي وبعض طلاب الموسيقى..
“إنها سيارة آيلة للسقوط”
بسخرية معبرة تلفظ الدكتورة سامية جملتها هذه، تجاه مظهر سيارة الاجرة التي أقلتنا إلى محطة أخرى، كانت لابد تشيرُ بشكلٍ أو بآخر إلى وضعنا المأزوم في بلادنا التعيسة!
صنعاء القديمة:لوحةٌ معماريةٌ ضاربةٌ في أعماق التأريخ، من أقدم الفنون المعمارية المدهشة وأكثرها هندسة وإبداعاً، كانت محطتنا الثانية أثناء الرحلة، هناك مررنا بحارات صنعاء القديمة، كذلك عرجنا على “بيت التراث الصنعاني” ومن خلاله تعرفنا على إرث متنوع وفلكلور ثري، خلفه الإنسان اليمني البديع، تجولنا بقسم الملبوسات وقسم الأسلحة القديمة، كان ذلك برفقة المرشد والذي بدوره أيضاً أخبرنا عن نظام القصر وتفاصيل دهاليزه لدى الحاكم اليمني القديم، وكل تفاصيل الحياة في تلك الحقبة المنقضية..
ينتهي الترفيه والإكتشاف، ثم يأتي دور التثقيف والإلهام، مرة أخرى تشدنا الدكتورة سامية نحو الحديث عن الصحافة وهواجس الكتابة الصحفية، والأدبية في آن، وتهدينا كتاب لنقرأه لحظة ذاك!
الوقتُ كالريح، أو ربما كالصدى البعيد، يمرُ دون إذن الشمس، الجوعُ كذلك، كم هو جبان وعدائي، هكذا كانت تقولُ ملامحنا المتعبة والشاحبة من عناء التجول!
تحركنا نحو مسرح الهواء الطلق، الواقع بصنعاء القديمة، كي نستظل ونأكل طعام الغداء، وهناك ينكسرُ ما تبقى فينا من فرح!
يخبرنا حارس المكان أن أحد مراكز الشرطة منعه من إستقبال الناس بعد الظهيرة، كارثة ومصيبة أن تمنع الأماكن العامة من ارتيادها، ومن جهات معنية وحكومية، والأسوأ من ذلك أن يكون ذلك في عاصمة البلاد صنعاء، يا الله ما الذي يمكن أن يجعلنا نأمل أكثر في هذا الوطن المعطوب!؟
أي قسوة ومرارة يتجرعها الإنسان اليمني، أي حرمان وتعسف يتلقاه المواطن المغلوب!؟
رفقاً رفقاً بنا أيتها الحرب، قسماً بالسلام والحرمان أننا سننجو وسنعيش بكرامة طال الزمن أم قَصُر!
تحسرنا قليلاً ثم مضينا إلى حديقة السبعين العامة، هناك تنفسنا، حتى وإن كان الغبار يمارس عبثية رقصة السالسا مع الريح!
تناولنا الغداء، بعد ذلك تعاود دكتورتنا السخاء والعطاء في التقديم العلمي والنصائح الصحفية المتعلقة بالتطبيق بالنسبة لممارسة المهنة، وذلك من خلال تجربتها الصحفية الطويلة..
زملائي وزميلاتي الأنقياء
المذيع يوسف، لولاكَ لكان الحب ناقصاً ومهترئاً، أنت إنعكاس الجوري ونصف الرحلة..
الصحفية جهينة، وحدكِ من سرق للسماء زرقتها، وجودكِ كان ضرورة أزلية، تأبجدت اليوم!
الصحفي أحمد المصري، كنت بركة الحضور، وعطر الزمان والمكان..
الصحفية عبير، لا شبيه لخفة دمكِ، أنتِ كما النرجس، طيب وأنيق!
الشابان الرائعان، موسى وأحمد، شكراً لكم ووجودكم معنا..
شكراً يا صنعاء..
شكراً للجميع..

Share

التصنيفات: أقــلام

Share