Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

د.نايف الأكوع:كونوا بخير يا يمانيين

د.نايف الأكوع*
ما بوسعنا أن ننجزه للحفاظ على ما تبقى من إنسانيتنا أنجزناه أو نشعر بأننا عملنا كذلك، وبالنظر إلى واقعنا لا يتجلى إنجازنا ولا فعالية حصافتنا، ربما أخطأنا التقدير وخانتنا قدرتنا على تقييم المشهد .
كل ما كان علينا فعله هو خلق حاله من التوازن وإنهاء كل التجاذبات وتقاطع المصالح وصولا إلى قاعدة متينة تبنى عليها كل أشكال التقارب وصيغ التفاهمات وتشكيل ملامح دولة حقيقية نستطيع من خلالها التصالح مع أنفسنا أولا والتماهي مع محيطنا بطريقة لائقة ومقبولة ثانيا .
الدولة التي نحلم بها جميعا هي تلك المنظومة الجامعة الحاضنة لمختلف التوجهات والأفكار والأيديولجيات والأنساق الثقافية كيفما كان معناها ومبناها ، على أن تقف من جميع المكونات بمسافات متساوية ولا فضل ليمني على يمني إلا بالإنجاز والتفاعل الإيجابي في الوسط الإجتماعي.
كم تغنينا بالديمقراطية وكم رفضناها في الآن نفسه ، نرفض الحرية وننشدها ، نبتغي العدل ونظلم أنفسنا وغيرنا ، ثم نرمي بعبْ أخطائنا القاتلة على غيرنا لنخرج مسرحية هزلية مفادها أننا مستهدفون من الغرب والشرق ونحن نعرف جيدا أن لا شرق ولا غرب يأبه لجراحنا ولا لأفراحنا .
هذه الفزاعة أفرزت لنا جيوب ونتوءات خارجة عن النظم والأعراف الديمقراطية وفتحت شهية المكونات الوصولية نحو إكتساح المشهد والعبث بما لا يجوز العبث به إستغلالا لواقع التشظي والتشرذم الذي تعيشه اليمن .
إن أحلامنا بحضور حقيقي للدولة لا تزال كما هي أحلام ونسميها مجازا أضغاث ، لأن ليس لنا من أحلامنا إلا ما تحقق منها بفعل شعبي قوي وجاد ، وما عدا ذلك سنستمر في سبات طويل وسنحلم أكثر وأكثر ولن نحقق من التمني غير خيبات الأمل .
# كونوا بخير – يا يمانيين –
* القاهرة

Share

التصنيفات: أقــلام

Share