Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

دماج..بساطةٌ كرسمةِ طفل، عظمةٌ لن تُمحى!

الوحدة نيوز/ محفوظ الشامي:
كعاشقٍ شجيٍ فاتن، كوردةٍ نابضةٍ ماتعة، يدلفُ بناء المساء نحو صباحٍ مختلفٌ ألوانه، صباحٌ تكاثر بالموسيقى وتجلى بالعطر!
صباحٌ متخللٌ برعشةِ المطر و ممتلئ برائحة الأغنيات والشعر!
الاثنين، 25ديسمبر، بيت الثقافة، صنعاء:صباحٌ أدبيٌ شاهق، هامةٌ شعريةٌ منقطعة النظير، مسيرةٌ نضاليةٌ وجمهورية لن تتكرر!
في الذكرى الأولى لرحيله:أحياء منتدى الحداثة والتنوير الثقافي الدور الأدبي والفكري والنضالي للأديب اليمني الشاعر الكبير أحمد قاسم دماج.
في هذا الصباح تموتُ الحرب كثيراً، ثم تختفي الأدخنة الرمادية الكئيبة، وحدهُ الورد من تفرد بالمشهد، ووحدها هلوسات الشعراء من كانت صادقة وعظيمة!
ولد الأديب والشاعر أحمد قاسم دماج في قرية ذي المحاسن، عزلة النقيلين بمديرية السياني محافظة إب في العام 1939م، ويعتبر أول أمين عام لمجلس الوزراء بعد قيام ثورة سبتمبر الخالدة في العام 1962م، أيضاً ترأس الاتحاد العام للأدباء والكتاب اليمنيين لعدة دورات، وله تأريخ يعجُ بكل ألوان النضال والكفاح اللا معدود!
إضافة إلى شاعريته السامقة وحسه الأدبي الرفيع!
من بين رذاذ الرصاص، يكتملُ العزف ويختنقُ الظلام، تطولُ المواويل وتختفي رائحة الموت، تلوكُ الأقلام المستحيل، تموتُ لغة الظل والحرب، تتلاشى الخناجر ويندحرُ الغبار، تنتشرُ رائحة الكتاب وحزن القهوة، ثم تتكون لوحة سوريالية فريدة التلوين و الإيقاع!
وكالعادة:الدهشةُ لا تكتمل إلا حين يتضور الصباح شوقاً إلى الكنايات العريضة، إلى الغيم الضحوك، إلى القصائد الفوق ممتعة، إلى ما وراء المجاز النيذي!
وبحضورٍ ضوئي قصير، مدته دهشة وضحكة، تكتملُ اللوحة في ذات الأديب والشاعر الفخيم د. عبدالعزيز المقالح، والذي كان قد كتب قصيدة بكائية في مرثية رفيقه المناضل الشاعر أحمد قاسم دماج..
كما حضر عدد من الأدباء والشعراء والنقاد والمثقفين منهم، الناقد أحمد ناجي أحمد، تحدث عن تأريخ الرجل ودوره العظيم في سبيل الثورة والجمهورية، وبذات النسق:يُذكرُ الأديب محمد عبدالسلام منصور- رفيق دماج في السجن، أن الشاعر كان يمتلك روح قوية، فقد استطاع مواصلة نهجه التنويري دون ملل أو تساهل..
أيضاً تحدثت الأديبة هدى أبلان عن المشوار الطويل والنضالي الحق الذي حققه الشاعر دماج.
أما الناقد والمفكر عبدالباري طاهر، فقد وصف دماج بإنه:بسيطٌ كرسمةِ طفل، كريمٌ كضحكةِ العشق، ثم أسترسل منقباً عن عظمة دماج..
وللذكريات صدى لا يزول:هكذا أخبرنا عبدالكريم قاسم، نائب الاتحاد العام للكتاب والأدباء اليمنيين- حين تحدث عن ذكريات المثقف اليساري دماج، يقول:رأيت دماج في دمشق ثم تحدثنا عن الصفعة التي تلقتها أمريكا من قِبل دولة الفيتنام وثورة إيران ضدها قبل أن تتحول إلى دولةٍ طائفية، ثم أكمل حديثه عن تضحيات دماج ووطنيته.
حضر الفعالية أيضاً: الشاعرة آزال الصباري والشاعر عزالدين الضبيبي والقارئين العميقين عبدالله عثمان ويوسف العريقي، بالإضافة إلى الإعلامين والمصورين والعازف الموسيقي عبدالله الدبعي.
وفي نهاية الصباح:
تختنقُ الشمسُ أكثر، تقتربُ رائحةُ الوداع، يشربنا الوقت، يغادرنا المقالح، يموتُ الصباح ليقترب المساء، تماماً كما مات أحمد قاسم دماج.
وهذا لا يعني إطلاقاً أن المناضلون والأحرار وعشاق السلام والموسيقى يموتون، فقط تموت أجسادهم، ثم يبقى الفكر وتبقى الغاية الكبيرة.

Share

التصنيفات: أخبار وتقارير,ثقافــة

Share