Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

عبدالله الدهمشي: أكتوبر في ذاكرة النضال العربي

لا جدال في أن يوم السادس من اكتوبر 1973م، هو الحدث التاريخي الأبرز والأعظم في تاريخ الأمة العربية وذاكرة نضالها القومي المعاصر، لا لأنه مثل النصر العسكري الأكبر والأوحد للأمة في مواجهة التحالف العدواني للصهيونية والإمبريالية، ولكن بهذا ومعه، لأنه مثل قدراً محدوداً من التوحد العربي في تلك المواجهة وجسد نوعاً من التكامل القومي بين مقدرات الأمة وعناصر قوتها في كل أقطارها وعلى جميع الأصعدة ومختلف المستويات.
لكن أكتوبر لا يقف عند نصر السادس منه، بل يمتد به إلى ما سبقه من أمجاد النضال العربي، وإلى ما تلاه من ذلك في ملحمة تاريخية لا تخلو من نكسات ونكبات، فهو قبل ذلك صورة الكفاح المسلح ضد امبريالية الاستعمار العسكري وامبراطوريته الكبرى في القرن العشرين، بريطانيا، والتي اشتعلت نيرانها في 14 اكتوبر 1963م من جبال ردفان في جنوب اليمن، وأسندت نصر أكتوبر 1973م بعد ذلك من خلال سيطرتها الوطنية على مضيق باب المندب وتأمين الجيش المصري في البحر الأحمر من بوابته الجنوبية، ليكون العبور العظيم في قناة السويس مسنوداً بالعمق العربي من خليج السويس إلى خليج عدن.
وفي ظلال المجد العربي للثورة والنصر في اكتوبر، تخيم محطات من النكسة التي مني بها النضال القومي في مسيرته نحو الحرية والوحدة، منها جريمة اغتيال الشهيد إبراهيم الحمدي في شمال اليمن في 11 أكتوبر 1977م قبل يومين من توجهه إلى عاصمة جنوب الوطن، عدن، للاتفاق مع الشهيد سالم ربيع علي، على خطوات إجرائية لتوحيد الشطرين، فكانت جريمة مضاعفة، باغتيال الحلم الوحدوي ومعه قيادات النضال الوطني في كلا الشطرين.
وحين يجيء اكتوبر بعد عام من ذلك في اليمن بومضة أمل قادمة من محاولة الحركة الناصرية، استعادة وطنية ووحدوية القيادة السياسية في الشمال في 15 اكتوبر 1978م، يفجع النضال الوطني والقومي بفشل هذه الحركة، وتغول القوى الرجعية في التنكيل بالقوى الوطنية، وإفساد الثورة والدولة، حتى بعد الانتصار العظيم للنضال الوطني بتوحيد الشطرين في دولة الجمهورية اليمنية في 22 مايو 1990م والذي قاد اليمن الديمقراطي الموحد إلى أزمات عاصفة، وصلت به إلى الفشل والانهيار ثم إلى الاحتراب والعدوان.
وقد جاء اكتوبر بنكبة قاصمة، حين عادت جيوش الاستعمار لتنتقم من ثورة الفاتح من سبتمبر في ليبيا، وتثأر من قائدها الشهيد الخالد معمر القذافي, ليكون بمقتله الوحشي في 20 اكتوبر 2011م ثاني زعيم عربي تقتله جيوش الاستعمار بعد مقتل الشهيد الخالد صدام حسين في 28 ديسمبر 2006م.
لكن أمجاد النضال العربي ونكساته، توقد في الذاكرة التاريخية للأمة مشاعل الاصرار على المقاومة والرفض حتى للنصر المبين في غد قريب.

Share

التصنيفات: أقــلام

Share