Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

الاتكال على المخلوق بدلا عن الخالق بعد انقطاع الرواتب جعل شوارع المدن تكتظ بطوابير المتسولين

الوحدة نيوز / مراد الموسمي:
تعد ظاهرة التسول من أخطر الظواهر الاجتماعية السلبية، الاكثر انتشارا في اوساط المجتمع اليمني، اذ تشير التقديرات إلى ارتفاع غير مسبوق في أعداد المتسولين خلال العامين الماضيين، وبالاخص خلال شهر رمضان المبارك شهدت المدن اليمنية انتشار لافت وتزايدً ملحوظً للمتسولين من كافة الفئات العمرية المختلفة.
“تغريد” فتاة في العاشرة من عمرها تبدأ مشوارها الرمضاني بخطى متقادمة من منزلها صوب سوق القات، بحثاً عما تجود به أيادي الخيرين.
لكنها ” تغريد” تفضل رمضان عن سائر الشهور كونه الشهر الذي تتوفر فيه كامل متطلبات أسرتها من تلك الايادي الخيرة.
فترتان مسائيتان تقضيهما “تغريد” أمام بوابة سوق القات، بانتظار الايادي الذي تثق بعطائها لها.
و رغم قصر تلك الفترتين التي تقضيها “تغريد” امام بوابة السوق الا ان مردودها مثمر حسب قولها.
ومع ذلك فإن الفقر والضرورة الانسانية الملحة من اخرجن ” تغريد” من منزلها الى السوق وليس الدافع جلب المال كما تقول، لا كما يراها الاخرون.
تتمنى “تغريد” أن تكون كغيرها من الفتيات وأن لا تكون هذه هي مهنتها، رغم أن الحظ التعيس هو ما دفعها للخروج من منزلها وتزاول هذه المهنة السيئة ”
اسباب ومسببات
الفقر والبطالة هما السبب الرئيس في اكتظاظ شوارع المدن اليمنية بالمتسولين، حسب خبراء اقتصاد.
الاعتماد على المخلوق!
“ايمن الحرازي” مواطن، يرى ” أن الفقر والبطالة وعدم توفر فرص عمل من الاسباب المؤدية لتفشي هذه الظاهرة، لكن الموطن اكرم ابو ريم يرى ” ان الحصار المفروض على اليمن وعجز الدولة عن صرف الرواتب منذ ما يقارب تسعة أشهر وافتقاد معظم الموطنين مصادر دخلهم من اسباب تفشي هذه المشكلة.
من جانبه يقول: الشيخ عبد الباسط الريدي” ان اقبال المواطنين على العطاء واستغلال المتسولين لأولئك المتصدقين الذين يقبلون على البذل والعطاء في شهر رمضان من أسباب هذا الانتشار المتزايد للتسوّل.
ويؤكد الريدي على ان اتكال المتسول على المخلوق لا على الخالق من اهم الاسباب المؤدية لهذا الانتشار للمتسولين.
بدوره يشير الأخصائي الاجتماعي عبده سبيع إلى أن” ضعف الوعي لدى الموطنين، وعدم وجود رؤية اقتصادية لدى الدولة للاستثمار، وعدم استيعاب المواطنين للمتغيرات العالمية والاقليمية، ابرز الاسباب لانتشار التسول”.
اثار سلبية
اضرارًا جسيمة يتلقاها المتسول والمجتمع إزاء تفشي وانتشار ظاهرة التسول، فالموطن محمد الحيدري يشير الى ان المتسول يواجه مشقة عظيمة اثناء بحثه على المال فهو يجوب الشوارع والاسواق والمحلات التجارية متنقلا على قدميه من مكان الى اخر بحثا عن مبلغ بسيط لا يزداد عن ثلاثة الاف ريال يمني، ويعترف الحيدري
بان هذا التزايد غير المسبوق يشكل ازعاجا للمواطنين في الشوارع وفي محلاتهم التجارية.
ومع ذلك يشير الأخصائي الاجتماعي، سبيع الى ان هناك آثارا جسيمة تتعلق بشخصية المتسول واسرته، اذ ان المتسول يصبح فاقد للكثير من كل الغرائز والقيم التي وهبها الله اياه، كالأخلاق والحياء،
و من جهة ثانية يرى أن هناك آثارا تتعلق بالمجتمع وتحد من قدراته حيث أنه يصبح مجتمعا ضعيفا وغير متماسكا وغير معتمدا على نفسه بل على الاخرين.
واجبات
التسول ظاهرة سيئة في نظر الكثيرين، فالبعض يتخذها مهنة فيما يتخذها البعض الاخر لسد رمقه واسرته لكن ايادي المحسنين لم تكن تعرف اليد السفلى لكثرة انتشار المتسولين في رمضان، وينوه امين القيسي بانه اذا تكاتف الجميع نستطيع الحد من تفشي هذه الظاهرة عن طريق تشغيل الشباب العاطلين عن العمل، كما ان الدولة تستطيع الحد منها اذا قامت بمهامها وواجباتها من خلال توفير المدارس والمشاريع الخاصة لهم مجانا وتعليمهم وأسرهم اتقان بعض الحرف اليدوية التي تجعلهم قادرين على العمل والانتاج.
القاضي علي حسن مدير ادارة مكافحة التسول بامانة العاصمة، يرى ان:”هناك من يقول ان انتشار التسول بشكل متزايد في شهر رمضان هو نتيجة لغياب دور الدولة في حل مشاكلهم ؟
ويرى حسن ان انتشار هذه الظاهرة ليس في رمضان فقط لكنها تفشت اكثر منذ بداية العدوان والحصار الاقتصادي على اليمن واسباب كثيره مرتبطة بمعيشة الناس، وقد عملت الادارات السابقة على الحد منها وكانت الامكانيات متاحة ومتوفرة و لمسنا هذا في الفترات السابقة.

Share

التصنيفات: تحقيقات

Share