Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

إحدى أدوات التنمية والقضاء على الفقر .. الزكاة فريضة لتعزيز التكافل الاجتماعي

اعتبر العلماء الزكاة أحد أشكال العطاء لتحقيق التكافل الاجتماعي الذي يعد أحد أهم الأسس التي يقوم عليها المجتمع في الإسلام، لضمان الحياة الكريمة للفرد وتحقيق سعادته وبقائه في إطار من المودة والأمن والوحدة والسلام.

وأشاروا إلى أن التكافل الاجتماعي أن يكون أفراد الشعب في كفالة جماعتهم، وأن يكون كل قادر أو ذي سلطان يمد مجتمعه بالخير للحفاظ على تمتين البناء الاجتماعي، وإحساس كل واحد بواجبه في هذا المضمار.

ويشمل هذا المفهوم التأمين والمساعدات الاجتماعية والضمان الاجتماعي ويعد أصلاً من الأصول التي تنظم العلاقات في المجتمع في مواجهة الظروف الإستثنائية العامة أو الخاصة، وتعبيراً عملياً عن الإخوة الإيمانية، وثمرة لتآزر العلاقات الروحية والاقتصادية والثقافية التي تربط أفراد المجتمع ببعضهم.

وتعد الزكاة التي جعلها الدين الإسلامي فريضة لا تقدم تطوعا بل الزامية للتكافل بين القادرين والعاجزين، جزءاً من نظام التكافل الاجتماعي في الإسلام، الذي يعتبره حقاً أساسياً من حقوق الإنسان التي كفلها الله تعالى لعباده منذ أربعة عشر قرناً.

وأوضح العلماء أن الزكاة وسيلة لتقريب المسافة بين الأغنياء والفقراء، فالإسلام رغم اعترافه بالتفاوت الفطري في الأرزاق بين الناس؛ لكنه لم يدع الغني يزداد غنى، والفقير يزداد فقرا، فتتسع الهوة بين الأغنياء والفقراء.

ولفت العلماء إلى أن إخراج الزكاة ليست إتاوة تؤخذ من الناس بل فرضها الله كعبادة وجعلها ركناً من أركانه تطهر النفس من البخل والشح والبدن من الآثام .. مبينين أن إخراج الزكاة يحقق للمسلمين مقاصد عدة أهمها حث النفس على العطاء للخير وعلاج لأمراض النفس.

وأوضحوا أن إخراج الزكاة لها مردودات اجتماعية إيجابية على المزكي، فهو يوصل الفقير بماله ويزداد المجتمع قوة وترابطاً كما أن الفقير يشعر بان له حق في مال الغني فيحافظ عليه ويحميه، وتعمل على تقوية التكافل بين أفراد المجتمع .

وطالب العلماء الجميع بعدم التلكؤ في إخراج الزكاة فهي قرينة الصلاة قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه « وَاللهِ لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ.

والزكاة تطهر نفوس الأغنياء من الشح وأموالهم من الأوساخ وتنمِّي روح الجود والكرم والتعاون بين المسلمين وتسد حاجة الفقراء.

ويقسم العلماء التكافل الاجتماعي إلى قسمين مادياً ومعنوياً، فالمادي هو المساعدة بالأموال كي ينقل المحتاج من حالة الفقر إلى حد الكفاية أو حد الغنى، كما قال الإمام علي بن أبي طالب «إن الله فرض على الأغنياء في أموالهم بقدر ما يكفي فقراءهم «، فيما التكافل المعنوي يأتي في صور أخرى كثيرة كالنصيحة، والصداقة والود والتعليم والمواساة في الأحزان.

وظهر مفهوم التكافل الاجتماعي في كثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية قال تعالى « إنما المؤمنون إخوة « وقال «المؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض»، وورد في السنة كثير من الأحاديث التي تحث المسلمين على التآخي والإيثار من أجل الآخرين قال رسول الله صلى الله عليه و سلم « المؤمن للمؤمن كالبنان أو كالبنيان يشد بعضه بعضا « وقوله « مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى».

ويرى العلماء أن الزكاة أداة من أدوات التنمية والقضاء الفعلي على الفقر، كما أن للموارد الزكوية دور في إحداث أثر إيجابي ملموس في ما يتصل بتحقيق الرعاية الاجتماعية للفقراء ومكافحة الفقر وتوفير مشاريع التنمية.

وأكدوا أن الزكاة كفريضة دينية تكتسب أهمية في مواجهة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية المتمثلة بالبطالة والفقر.

وأجمع العلماء على أن للزكاة فوائد اجتماعية كبيرة ففيها دفعاً لحاجة الفقراء، وتقوية المسلمين ورفعاً من شأنهم وإزالة للأحقاد والضغائن التي تكون في صدور الفقراء والمعوزين كما أن فيها تنمية للأموال وتكثيراً لبركتها كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « ما نقص مال من صدقة»..

Share

التصنيفات: تحقيقات

Share