Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

عادل عبد الله خاتم: الوحدة مشروع حياة

نزعة التسلط والتآمر والاستحواذ هي الشر المستطير الذي ابتلي به الشعب اليمني عبر عصوره وفصوله جنوبه وشماله شرقه وغربه سواء في الزمن الغابر او الحاضر..التاريخ يروي ان قدرنا مع الصراع هو البلاء المبين..وان قدر لنا ذات غفلة زمنية بمساحة سكون لجني حصاد أمل تولد في تلافيف الوجدان مانلبث أن يباغتنا ذات إعصار ماكر تضيع معه عصا التجديف وسط رواسب التزييف.

تلك باختصار قصتنا مع حلقات الضياع التي تبدأ بالتجاهل فالتساهل والقطيعة العمياء من الاستفادة من حقائق التاريخ..استغفال تجذير الوعي جعلنا في كل مراحل الصراع ننزلق مندهشين لأيديولوجيات المبررات الخيالية والمثالية التي تعصف بالبلد نحو المجهول وتتيح للأشباح والعملاء واللصوص فرصة ممارسة طقوس التموضع والاستئثار واللعب بالمصير الجمعوي..
في السلم متنفذون وفي الحرب»متفيدون»اما في العمالة فوكلاء حصريون لا ينازعهم أحد.
اليوم هاهي الذكرى السابعة والعشرون للوحدة اليمنية تهل لتذكرنا بفعل تاريخي صنعه اليمنيون..لكنه كمشروع وطني لم يسلم من ظهور نتوءات تآمر مسمومة لا تستهدف فقط تشويهه بل طمس الهوية وافساد روح التسامح نتيجة ثقافات معقدة انبرى لها ذات العملاء ويروج لها المتآمرون لتدمير بنية الدولة مع ذات العدو التاريخي الخارجي المتربص والمنزعج لأي لحظة استقرار يعيشها هذا البلد والتاريخ خير شاهد.
ما هو مؤكد ان هذا العدو التاريخي وأذنابه المنبطحين يدركون جيدا وبعمق ان الوحدة من ابرز الضمانات لوقف هذه الحرب الهمجية واستمرار الحوار وبقاء الدولة..لذلك لا يخلو خطابه الاعلامي من التزلف بجملة»تأييد وحدة وسيادة اليمن» وهي ذات الجملة الحاضرة على استحياء في بيانات الامم المتحدة..
بيد ان ما يحدث ان مشاريع التمزيق والتشظي التي يتبناها العدو وبمساعدة لصوص الداخل لم تكن وليدة اللحظة فقد ظلت مسافات شحنات التآمر سارية المفعول واخذت صورا متعددة لم تكن آخرها المبادرة الخليجية كمشروع تفتيت مفروض لم يكتب له النجاح.

ما يحدث اليوم وفي ذروة هذا العدوان الغاشم هو ان اليمن يمر بأخطر مرحلة تحد في تاريخه السياسي. والتفكير بالمصير المشترك يجب ان لا يصادر علينا منطقية التعاطي المسؤول ان بقاء اليمن موحدا وترميم التصدعات من منطلق المصلحة الوجودية خير لنا من الاستسلام لهندسة التشظي والتدخلات الخارجية السافرة المغذية لمشاريع الصراع والتناحر..
فمن يتاجر بالقضية الجنوبية ويحولها الى مشروع للتسوق الخارجي على حساب القضية الوطنية هم ذاتهم من يتاجرون بالقضايا الوطنية المصيرية للبلاد عموما. ويروجون للتشطير ويسعون للاثرة والنفوذ والفردية والمغانم المادية.

اذن ياهؤلاء عدونا الحقيقي والمشترك بالامس واليوم والى ما شاء الله هو الفساد وزبانيته ..هم المستأثرون بمقدرات الوطن ومن يحول القضايا الوطنية إلى مغانم شخصية ومكاسب عائلية..هم من يبارك مجازر العدو ويسترخص إزهاق الدماء ويبتسم لضيافة المحتل وعودة المستعمر..اعقلوا فدروس التاريخ واضحة وادركوا من يشارك العدو أحقاده وأهدافه لوأد مشروع السيادة والدولة الوطنية والذهاب بالوطن نحو المجهول.
لماذا تراجع الخــطاب الوطني أمام الخطاب الجهوي ؟..

Share

التصنيفات: أقــلام

Share