Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

المقاتلات في «داعش»: البحث عن زوج جهادي في «جنة المهاجرين»

ارتفعت أعداد النساء اللاتي انضوينَ تحت ظلال «تنظيم الدولة الإسلامية» (داعش)، سواء عن طريق السفر للمناطق الخاضعة لسيطرته، أو بتشكيل خلايا تتبعه في دولهم الأصلية، والتخطيط لتنفيذ عمليات حيال حكوماتهم.

تتباين مهام النساء اللاتي انضممن لداعش، عن مثيلاتهنّ في تنظيماتٍ إسلامية كـ«حركة حماس»، و«تنظيم القاعدة»، وغيرها من التنظيمات الإسلامية، في دلالةٍ على تباين طرائق تفكير كُل تنظيم في استخدام عنصر المرأة.

«طريق الهداية للجنة»

خديجة سلطانة – 16 عامًا – فتاة بريطانية، غادرت بيتها في المدينة الواقعة شرق لندن، في إجازة منتصف العام في فبراير(شباط) عام 2015، برفقة اثنتين من زميلاتها: شاميما بيجم، وأميرة أباز، بحثًا عن الزواج من جهاديين يكملنّ معهنّ بقية حياتهن، على أمل أن يكون هذا هو«طريق الهداية للجنة».

غادرت خديجة برفقة زميلاتها، في خفيةٍ عن عائلاتهن، عبر مطار جاتويك بلندن، إلى تركيا، ثم عبر شاحنة إلى الحدود السورية، لينتهي بهنّ المطاف إلى مدينة الرقة السورية، التي تخضع لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، ويقضين شهرين خلف أبوابٍ مغلقة يتلقين «أيديولوجية» التنظيم.
بعد شهرين من تلقِّي أبجديات أيديولوجية التنظيم، تحقَّق للثلاث فتيات أحلامهنَّ بالزواج من مقاتلين في التنظيم، من بينهم اثنان يحملان الجنسية الأسترالية والأمريكية، قبل أن تنتهي هذه الأحلام بكابوسٍ مزعج ومُخيف، بعد قتل أزواج الثلاثة في غاراتٍ روسية على المدينة.

سعت تلك الفتيات للهروب من قبضة التنظيم، بعد انهيار أحلامهنّ، بمقتل أزواجهنّ، قبل أن يكتشفنَ استحالة ذلك في ظل قبضة التنظيم عليهنّ، وانغلاق كافة الحدود المؤدية لتركيا، لتنتهي حياتهنّ بغاراتٍ روسية شبيهة بتلك التي قصفت أزواجهنّ.

خديجة وصديقتاها لسن الوحيدات اللاتي وفدنَ من بريطانيا إلى تنظيم الدولة، إذ سبقتهنّ في الهروب سلمى وزهراء، وهما فتاتان بريطانيتان أيضًا، هربا من مدينة مانشستر للالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، بعد أن انجذبنَ لأفكار التنظيم على أيدي شقيقهما الأكبر أحمد إبراهيم محمد، الذي تعرفنَ من خلاله على دعوات التنظيم، ومشاهدة سلسلة الفيديوهات التي يُصدرها لتجنيد أعضاءٍ جُدد.

حسب دراسة وضعتها الباحثة ميا بلوم، فإنّ «النساء نفذنَ أكثر من 50% من العمليات الانتحارية الإرهابية الناجحة» في النزاعات التي شهدتها سيريلانكا وتركيا والشيشان منذ العام 2002».

كان تنظيم الدولة الإسلامية قد دعى ما وصفهنّ «الأخوات» للهجرة إلى الأراضي الخاضعة له، للمشاركة في أنشطة بناء الدولة وفي الحرب «ضد الكفار»، بينما كتبت أم سمية المهاجرة في مجلة «دابق» – المجلة الرسمية للتنظيم – أنّ الهجرة «واجب على النساء، تمامًا كما أنها واجبٌ على الرجال»، وتعدد المزايا التي تتمتع بها النساء المقاتلات في التنظيم.

لا ينحصر انضمام النساء لتنظيم داعش من الغرب؛ إذ انضمت مئات النساء من البلاد العربية للتنظيم، سواءٍ بالانتقال إلى الأراضي الخاضعة له بسوريا أو العراق وإرسال مقاطع فيديوهات يعددنَ فيها المناقب التي يتمتع بها نساء تنظيم، أو الانتماء لخلايا تتبع التنظيم في بلادهنّ.
ندى معيض القحطاني، أول سعودية تذهب إلى سوريا، في ديسمبر (كانون الأول) 2013، للالتحاق بالتنظيم، بهدف «الجهاد» و«التخطيط لتنفيذ عمليات انتحارية»، للحاق بشقيقها الذي سبقها للانضمام للتنظيم قبلها بعامين، لتصل مدينة حمص السورية، وتلتقي بشقيقها الذي شجعها علي السفر واللحاق به.

تحقَّقَ لندي، ماكانت تسعى إليه في تغريداتها من الانتقال من الحياة «البعيدة عن التقوى»، و«الخالية من أي معنى» إلى البطولة الملحمية بعد التحاقها بالتنظيم. عبر حسابها على «تويتر»، الذي يحمل اسم «أخت جليبيب»، سعت بعد وصولها لنشر تغريدات تدعو من خلالها النساء في البلاد العربية للالتحاق بالتنظيم: «يجب على النساء ألا يتخاذلنَ أيضًا»، وطلبت الدعاء لها لتثبيتها في تنفيذ عمليتها الانتحارية.

وأوقفت أجهزة الاستخبارات المغربية، في الثالث من أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي، 10 نساء ينتمين إلى خلية تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية، في مدن مغربية عدّة، قالت إنها توصلت إليهنّ وصادرت معهنّ موادًا تُستخدم في صنع المتفجِّرات، وأعلنت أن الخليَّة كانت تخطّط لتنفيذ هجوم انتحاري في 7 من أكتوبر (تشرين الأول)، خلال الانتخابات التشريعية في المملكة.

واعتقلت الأجهزة الأمنية في باريس، كذلك في 13 سبتمبر (أيلول) الماضي الماضي، خمس نساء، مرتبطات بتنظيم الدولة الإسلامية، بحوزتهنّ سيارة محمَّلة باسطوانات غاز على مقربةٍ من كاتدرائية نوتردام، لشنّ هجوم على محطة القطارات «غار دو ليون» المزدحمة.

في مقالها المنشور «أخوات في السلاح»، بمركز كارنيجي للأبحاث والدراسات السياسية، تُفسر الباحثة دالية غانم – يزبك، ارتفاع انضواء النساء لتنظيم داعش، قائلة: «النساء اللواتي ينضممنَ إلى الدولة الإسلامية، سواء كنّ غربيات أوعربيّات، يتصرّفن انطلاقًا من مجموعة عوامل معقّدة ومتعدّدة الأبعاد، تدفعهنّ إلى القيام بهذه الممارسات، وتتراوح بين عوامل دينية واقتصادية وسياسية ونفسية وفلسفية».

النساء: زوجاتٌ للمقاتلين وانتحاريّات في داعش والقاعدة

بينما أحجمت حركة حماس – مثلًا – عن مشاركة المرأة في العمل العسكريّ المباشر، وخاصة في تنفيذ العمليات الاستشهادية، واقتصار دورها على العمل الدعوي، كان لتنظيم القاعدة وداعش رأيٌ آخر.

أمَّا تنظيم «القاعدة» فيستخدم النساء المنضويات تحت رايته، في العمليات الانتحارية، والمُشاركة في القتال إلي جانب الجهاديين الذكور، وهي المسألة التي ذكرها بيانٌ صادر من وزارة الدفاع الأمريكية ذكر فيه أن «القوات الخاصة الأمريكية التي نفذت عملية إنزال نادرة في اليمن مؤخرًا ضد القاعدة فوجئت بنساءٍ كثيراتٍ يقاتلنّ في صفوف الأخير»، وقال جيف ديفيس المتحدث باسم الوزارة: إن «نساء مقاتلات كثيرات شاركنَ في القتال إلى جانب الجهاديين الذكور ضد قوات الولايات المتحدة المهاجمة».
وحذرت الأمم المتحدة، عام 2010 من وجود النساء في الصفوف الأولى لقيادة التنظيم، لافتة في بياناتها إلى أن المرأة في أفغانستان أو دول عربية وإسلامية أخرى كانت لها وظيفة وحيدة، وهي أن تكون ربة لمنزلها، ويقتصر دورها على التربية والإنجاب دون أي أدوار أخرى، سوى الدور التعليمي المحدود، وتحولت الأدوار بعد ذلك لتصبح مهمة وحيوية للقاعدة.

ويغُلب علي دور النساء في تنظيم داعش، الزواج من الجهاديين الذكور، والعناية بتربية أولادها على الأسس التي وضعها التنظيم، والالتزام بأوامر أزواجهنَ، فيما تغلُب على مهام النساء اللاتي ينضممنَ لخلايا التنظيم في بلادهن المهامٍ الانتحارية، والتخطيطٍ لعمليات انتقامية حيال سلطات بلادهنّ.

وكان تنظيم الدولة الإسلامية، قد نشر في مدينة سرت الليبية – بعد انحسار نفوذه داخلها – قنّاصات من النساء اللاتي انضوينَ تحت رايته، دفاعًا عن مواقعه في المدينة، في رسالةٍ رمزية يسعى من خلالها لاستعطاف قطاعات كبيرة من المجتمع الليبي، فضلًا عن تحفيز عناصره الرجال وشد عصبهم عبر اللعب على وتر الرجولة.

“ساسه بوست”

Share

التصنيفات: أخبار وتقارير,خارج الحدود

Share