Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

د. عبد الوهاب الروحاني : لا تراهنوا.. لن ينتصروا لحقوق الإنسان العربي ..!!

تعود العرب أن يتفاءلوا, والتفاؤل صنعة جميلة لا شك, لكنهم يتفاءلون بخطط ومشاريع وأفعال غيرهم .. وبالتالي هم -بحكم العادة- لا يحصدون إلا الأوهام .

من أوهام العرب في الأمس القريب المراهنة على انتصار بوش للديمقراطية وحقوق الإنسان في العراق, فتحطمت العراق وقتل فيها أكثر من مليون عراقي, ثم المراهنة على انتصار الغرب للتغيير والديمقراطية عبر الربيع العربي فدمرت ليبيا, وسوريا, واليمن ولا يزال الحبل على الجرار .

اليوم يراهن البعض على انتصار الرئيس الأمريكي ترامب لحقوق الإنسان في سوريا عبر الضربة التي وجهها لأحد مطاراتها الدفاعية بمبرر الانتصار لإنسان سوريا وأطفاله الذين ضربهم النظام بأسلحة كيماوية – أن ثبت أنها كيماوية .

للأسف .. هؤلاء يغرقون في تفاؤلهم .. لكن في واقع الأمر إن الرئيس الأمريكي ترامب يستهدف من الضربة الصاروخية الخاطفة على سوريا (يوم أمس 7 أبريل 2017) توجيه رسائل مختلفة كان من أهمها حسبما أرى:

1- ابتزاز ملوك وشيوخ النفط لدفع مزيد من الإتاوات والفواتير للإدارة الجديدة .

2- إثبات أن الرئيس قويا وصارما وأن أمريكا هي اليد الأقوى في الشرق الأوسط والعالم.

3- إما الرسالة الثالثة, فهي الأهم على الإطلاق .. وهي موجهة إلى الداخل الأمريكي حيث يواجه الرئيس ترامب أخطر اتهام قد يخرجه من البيت الأبيض إذا ثبت .. ذلك هو اتهامه وفريق حملته الانتخابية بالتورط مع روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية, ما يعتبر من وجهة نظر قانونية أمريكية خرقا للقانون الأمريكي وتفريطا بالسيادة.

وبالضربة الصاروخية ضد سوريا يحاول الرئيس ترامب إثبات براءته من التهمة وإقناع الشعب الأمريكي أنه على تقاطع تام مع روسيا .. علما بان الضربة الصاروخية تمت بعلم روسيا المسبق بها وفقا لمختصين في وزاره الدفاع الأمريكية – البنتاجون.

فالذين يهللون .. وينجمون بدعم أمريكي من نوع آخر .. وبمواجهات روسية – أمريكية لمصالح حقوق الإنسان العربي هم فقط يتوهمون .. فالأمريكان وغير الأمريكان سيدعمون العرب فقط لتأجيج الصراع في المنطقة, وفقط لمزيد من التمزق والتدمير والقتل العربي/ العربي .

ومن هنا, تفاءلوا وتفاءلوا كثيرا .. لكن لا تتفاءلوا إلا بنتائج ما تخططون له انتم وليس بنتائج ما يخطط له غيركم .. ولا عزاء للضعفاء !! .

Share

التصنيفات: أقــلام

Share