Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

دماء يمنية على جدران السفارة السورية

 

الليث : سأصرخ في شوارع موسكو اليمنيون يقتلون .. فهل ثمة ضمير في هذا العالم ؟cbcdeff1-e332-48e1-ab19-85fda419b1be

نجيب علي

najibalassar@hotmail.com

 

< أصيب «عبد العزيز» بجلطة في شرايين  القلب، في شهر سبتمبر2015م ، عقب العدوان بخمسة أشهر، ووقتئذ نصحه الأطباء بالسفر للعلاج في الخارج، نظرا لسوء الأوضاع الصحية المتردية نتيجة الحرب، حينذاك بدأ» عبد العزيز الليث» بالتواصل مع أصدقاء في روسيا بهذا الشأن، فتمكن من الحصول على التسهيل الطبي، لغرض العلاج على نفقته الخاصة.

يقول عبد العزيز الليث لـ «الوحدة»: «اضطررت إلى السفر برا إلى سلطنة عمان الشقيقة، وبصحبة عبد الملك العصار، رئيس منظمة كفاح لمناهضة العنف والإرهاب، وحينها كان مطار صنعاء مغلقا بعد أن قصفته طائرات العدوان، وأثناء تواجدنا في مسقط أدركت إنَّ من أساليب العدوان على اليمن ،أنَّ الحقائق الواضحة يتم نفيها ومن دون خجل غالبًا، من قبل النظام السعودي ،على سبيل المثال ادَّعى التحالف العربي والأمريكي ، أن الحرب في اليمن لإعادة الشرعية ، بينما مايدور في الواقع مؤلم ومغاير، فالسعودية وحلفاؤها استهدفوا المدنيين والبنية التحتية المدنية ، كما ألقيت القنابل المحرمة على عطان ونقم في صنعاء، وتحولت محافظة صعدة إلى منطقة عسكرية ،وأصبحت منكوبة، ناهيك عن ارتكاب مجازر عديدة في المخا وسنبان، كما دمرت مقاتلات التحالف الحديثة المزودة بأنظمة أسلحة دقيقة المدارس والمستشفيات».

 

حقائق يتم نفيها!

 

يضيف الليث: «أثناء تواجدنا في مسقط قبل مغادرتنا إلى موسكو، لمسنا من خلال الحديث مع مواطنين عمانيين ،أنهم لا يعون حجم الدمار والحرب في اليمن ، حينها أدركت أن التعتيم الإعلامي ،وكذلك التضليل الذي دأبت عليه وسائل إعلام السعودية، قد جعلت جيراننا بمعزل عن هذه الحرب المنسية ، فكيف بدول العالم ،ومن هنا عزمت إن تماثلت للشفاء سريعا ،لإقامة معرض للصور الفوتوغرافية ،عن مأساة الحرب .. وسأصرخ في شوارع موسكو ، إلى كل محبي السلام ومناهضي الحروب ،اليمنيون يذبحون أمام أعين العالم ومنظماته والأمم المتحدة والمجتمع الدولي ،أشلاء وأطراف ممزَّقة، قتل وتشويه للبشر ، أطفال ونساء وشيوخ ، يقتلون يوميا بطائرات التحالف .. فهل ثمة ضمير في هذا العالم ؟».

يردف الليث: «بعد أن وصلت موسكو وأجريت الفحوصات الطبية والعملية .. وتماثلت للشفاء سريعا ، وقتذاك بدأنا على تنفيذ الفكرة ،وما حفزني أكثر،عندما كنت في المشفى ، فوجئت ببعض الأطباء الروس إنهم لا يعلمون أين تقع اليمن في خارطة العالم ،ناهيك من أن الرأي العام الروسي حينها غايب تماما عما يجري من إزهاق لأرواح البشر في اليمن» .

 

الذهاب إلى السفارة!

 

يشرح «الليث»: بعدما تبلورت فكرة إقامة المعرض اتجهت و عبد الملك العصار، لمقابلة سفير اليمن في موسكو حينها كان حسن الراعي ، وطرحنا عليه الفكرة لمساعدتنا في تسهيل الإجراءات ،ونحن الخزنة والمال ،وأوضحنا له أن تنظيم المعرض تتبناه منظمة مدنية ،عضو في الائتلاف المدني لرصد جرائم العدوان السعودي، ووقتئذ تفهم  السفير المعاناة الإنسانية ، ولكنه فاجأنا أن  التعليمات لديه أن لا يتم التخاطب إلا مع الرياض فالعالم وقتها  كما يقول يؤمن أنما حدث «انقلاب» حتى مجلس النواب أغلق، لكنه في تلك الأثناء اتصل بأحد الطلاب الدارسين في موسكو الأخ علي الباردة لكي يتعاون معنا ،ثم قال أنصحكم أن لا تأتوا إلى مكتبي مرة أخرى، فالسفارة السعودية هي جارتنا في موسكو ،و لا يفصلنا عنها سوى هذا السور ، انظروا هناك كاميرا تراقب الداخل والخارج من السفارة ،وأرجوكم أن تقدروا ما نحن عليه من وضع سياسي».

الجالية في موسكو!

يواصل الليث سرد المعاناة قائلاً: «بعد أن باءت محاولتنا بالفشل مع السفير حسن الراعي، لم نيأس بدأنا نبحث عن بدائل أخرى، كالتواصل مع رئيس الجالية اليمنية في روسيا ،الدكتور أنور الظرافي، لعله يفعل شيئا التقينا به وتجاذبنا أطراف الحديث ، قلنا:» يا دكتور قد لا يخفاك ما يجري في بلدك ، ونحن كمنظمة مدنية لا علاقة لها بالسياسة، نسعى  لإقامة معرض للصور لتوثيق جرائم العدوان السعودي بعنوان رسالة من اليمن الأرض والإنسان إلى أحرار العالم «.. أوحى لنا أن الإجراءات لإقامة معرض كهذا صعبة للغاية ، منها الحصول على ترخيص من الخارجية الروسية، وهذا صعب المنال ، ثانيا أن السفارة اليمنية في موسكو تعتبر ما حدث انقلاباً على «الشرعية» فكيف ستتعاون معكم ،وثالثة الأثافي أن الظرافي، حذرنا من مواجهة أخطار إن أقدمنا على إقامة معرض كهذا ،وقال لنا:» هناك من سيعتبركما «حوا فيش»!.»

 

يهودي لكنه إنسان!

 

هكذا قالها الدكتور عبد العزيز الليث:»حول الله بيهودي لكنه إنسان» اسمه الكسندر بادوف، تم التعرف عليه بواسطة الأخ علي الباردة ، أحد الطلاب الدارسين في موسكو، والكسندر بادوف، صفته رئيس المنظمة العالمية لمناهضة العولمة، وهو رجل يهتم بقضايا الشرق الأوسط ، ومنها اليمن ،هذا الرجل شرحنا له المأساة التي تجري في اليمن بذريعة «الشرعية» إذ يقوم التحالف العربي بقيادة السعودية ،بدعم من بعض القوى الإقليمية والدولية ،وعلى رأسها أميركا، بشن حرب إبادة أهلكت البشر والحجر والشجر لتحقيق مآربه وأهدافه واتخذ من تلك «الشرعية» أداة سياسية وورقة يستغلها لقتل البشر وتدمير البنى التحتية في هذا البلد، وبعد أن تفهم الكسندر بادوف، الوضع الإنساني ،بعد أن رأى بأم عينيه صورا لآثار الدمار والخراب، طلبنا منه المساعدة في إقامة معرض صور يحكي المأساة التي يتعرض لها شعبنا، وحقيقة تفاعل الرجل مع قضيتنا، وأخبرنا أن هناك فعالية ستقام خلال أيام في السفارة السورية بمناسبة يوم الصداقة الروسية – السورية، من خلالها يمكننا إقامة المعرض على هامش هذه الفعالية، إن نسقنا مع السفارة السورية».

 

حائط السفارة السورية!6c0e91ec-5c18-4606-8464-2f6f3b057266 (1)

 

وهو ما تم بالفعل، بواسطة الاسكندر، من خلال التنسيق لمقابلة السفير السوري في موسكو، وذهبنا في اليوم التالي ، بسعادة السفير السوري الدكتور رياض حداد ، وقلنا له :» مشكلتنا في اليمن وانتم في سوريا واحدة جارة السوء السعودية تحارب سوريا بدواعشها، أما نحن فأنشأت حلفا عربيا بدعم لوجستي غربي لقتل اليمنيين .

وافق الدكتور رياض حداد، التعاون معنا من  خلال تخصيص مساحة لإقامة المعرض ،عن مأساة الحرب في اليمن ، على هامش فعاليات جمعية الصداقة الروسية السورية ، وقال حداد :» الحرب في سورية أصبحت قضية العالم برمته على العكس مما يحدث في اليمن، فمظلوميتكم يجهلها العالم «.

 

خلف كل صورة حكاية12208452_1057581640941104_3542902423403725599_n

 

وتحت عنوان (رسالة من اليمن، الأرض والإنسان، إلى أحرار العالم) وحينذاك عصر السبت 7/11/2015م افتتح في العاصمة الروسية موسكو معرض الصور الفوتغرافية ، أشتمل على   150 صورة ملونة تحكي حجم الدمار الذي خلفه العدوان ، لأكثر من 225 يوما وقتئذ، واستهدافه للأرض والإنسان ،وممتلكات الشعب اليمني العسكرية والمدنية الخاصة والعامة ،وقتل الأبرياء والمدنيين والأطفال والنساء ،وانتهاكه لحقوق الإنسان.

وجرى ضمن فعاليات المعرض، الذي حضره سفراء بوليفيا وفنزويلا وكوبا توزيع نسخ من تقارير صادرة عن منظمات حقوقية تضمنت توثيقا لجرائم العدوان.

المعرض نظمته المنظمة الوطنية لمناهضة العنف والإرهاب  (كفاح) بالتعاون مع المنظمة الروسية لمناهضة العولمة ومجموعة من الطلاب اليمنيين الدارسين في روسيا.IMG-20170317-WA0061

وأضاف الدكتور عبد العزيز الليث أمين عام منظمة “كفاح”، وهو في ذات الوقت طبيب جراحة ، أنه خلال المؤتمر الصحفي ،الذي أقيم ضمن فعاليات المعرض : استعرض الكثير من الحقائق والتقارير والإحصائيات التي تبين حجم الدمار الذي لحق بالمنشآت الطبية والمدنية في اليمن والآثار الناتجة عن الحصار ،الذي تفرضه السعودية وحلفاؤها وخاصة فيما يتعلق بالمجالات والقطاعات الصحية.

 

 

أين علم اليمن وسط كل هذا !

 

يحكي عبد العزيز الليث من المواقف الصعبة التي حدثت أثناء إقامة المعرض، أنه ورئيس منظمة كفاح عبدالملك العصار، حملا على عاتقهما كافة الترتيبات ، وأنهما فوجئا قبل افتتاح المعرض بلحظات أن علم الجمهورية اليمنية لم يكن حاضراً ، حينها اتصلت بالسفارة اليمنية وبالجالية، وتوسلنا إليهم أن يعطونا العلم ، فاختلقوا المبررات ، فلم يكن من بد أن تم إحراج السفير السوري ، لاستعارة علم سوريا الشقيقة فهو يتشابه مع علم اليمن ، سوى أننا سنضع صورتان على النجمتين في العلم السوري ، حينها قال السفير لولا أنني أدرك حجم مظلوميتكم ، لما جعلتكما تقدمون على طمس النجمتين من علم بلدي سوريا .

17357221_1454746877891243_1821613497_o (1)

لتشابهه مع علم اليمن

استعارة العلم السوري لإقامة فعالية في روسيا لإبراز جرائم العدوان

——————————————————————

ناهيك من أن أنور الظرافي رئيس الجالية في موسكو ،وفي تلك الأثناء – فعالية المعرض- قام بضوضاء خارج ساحة السفارة السورية ، مع مجموعة يحملون أعلام اليمن و صوراً للرئيس السابق علي عبد الله صالح ،والسيد عبد الملك الحوثي ،على أنهم قتلة الأطفال، ونشرت حينها «العربية» هذا الخبر بينما نحن وأثناء الفعالية نبحث عن علم اليمن ،وكأننا لا نعرض مظلومية اليمن من صعدة حتى موزع في تعز ، هذا الرجل مثله مثل الذين باعوا وطنهم  ودماء أبنائه بحفنة من المال ، لم يكتف بصنع العقبات،بل قام بتحريض الطلاب الدارسين في موسكو ، بعدم حضور الفعالية ، وكنت قد اتفقت مع شركة روسية أن تعلن عنها من خلال رسائل (اس ام اس) ودفعت 200 دولار أجورها ، ناهيك من دفع   500دولار لقنوات الأعلام في روسيا.

عند استخراج الصور واجهتنا مشكلة  طبعها ملون وقال حينها أحد الطلاب وهو الأخ علي الباردة،والذي يستحق التقدير لموقفه وتعاونه لابراز الحرب المنسية ، ان لامجال امامنا سوى شراء طابعة لاستخراج الصور وبالفعل اشتريت طابعة كانون بثلاثة آلاف ربية مايعادل ستون دولار ،ناهيك من ان قيمة الحبر تعادل قيمتها وتطبع عشرون صورة ثم تحتاج لاستبدال الحبر مرة أخرى، وحتى لا أطيل عليكم ثمة عوائق حدثت وتغلبنا عليها ،ورأى المعرض النور ، وعلى نفقتي الخاصة ولم أتقاضى من أحد فلسا واحدا..>

 

 

 

Share

التصنيفات: أخبار وتقارير,تحقيقات

Share