Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

لماذا يصمت العالم أمام استخدام السعودية أسلحة محرمة

علي السريحي

أطفال، نساء، عجزة وعائلات بلا مأوى، أينما ولوا وجههم، فإن قذائف التحالف الذي تقوده السعودية تخترق أجسادهم، لتنثر هذه القذائف الانشطارية حقد المملكة على المدنيين العزل، ففي 22 فبراير حوالي الساعة 3 مساء، كان محمد ضيف الله (10 أعوام) وأحمد عبد الخالق (12 عاما) يعملان في مزرعة لأقاربهما في قحزة بمنطقة الأُعلبي شمالي محافظة صعدة عندما تعرضت للهجوم.عنقودية2

قال محمد حنيش حوزة (60 عاما) عم الطفلين، إنه كان في قحزة ذلك اليوم: “سمعنا انفجارات في الهواء، عشرات الانفجارات الصغيرة في نفس الوقت، ووقعت علينا القنابل الصغيرة”.

قال أحد مالكي المزرعة، طارق أحمد صالح العويري (25 عاما)، إنه كان في المشتل مع الطفلين يقلمون نبتات الخيار والطماطم. سمعوا انفجارا فهرعوا إلى الخارج ورأوا قنبلة تنفجر على بعد 50 مترا. قال إنه أمر الطفلين الخائفين بالانبطاح أرضا.

قال: “إحدى القنابل وقعت على بعد 5 أمتار وانفجرت فوقنا، فأصابت الطفلين. وانفجرت قنبلتان أو ثلاث وسط المشاتل وانفجرت حوالي 60 قنبلة في المنطقة. كأنه يوم القيامة”.

أصيب ضيف الله في ذراعه اليسرى، وأصيب عبد الخالق في فخذه الأيمن وظهره. نقل الأقاربٌ الطفلين إلى المستشفى الجمهوري لتلقي العلاج.

ذخائر عنقودية برازيلية

من ناحيتها ،قالت “هيومن رايتس ووتش” الجمعة 17مارس، إن التحالف بقيادة السعودية أطلق ذخائر عنقودية برازيلية الصنع استهدف بها مزرعة شمال اليمن في أواخر فبراير 2017، ما أدى إلى إصابة طفلين.

قال ستيف غوز، مدير قسم الأسلحة في هيومن رايتس ووتش ورئيس “تحالف حظر القنابل العنقودية”، تحالف دولي لمنظمات تعمل على حظر الأسلحة العنقودية: “إن استمرار التحالف السعودي في استخدام الذخائر العنقودية المحظورة على نطاق واسع في اليمن يُظهر استخفافا كبيرا بأرواح المدنيين. وعلى السعودية وشركائها في التحالف والبرازيل، كبلد منتج، التوقيع فورا على الاتفاقية الدولية لحظر الأسلحة العنقودية التي تحظى بدعم دولي واسع”.

جرائم حرب

وفي ذات السياق،أكدت “هيومن رايتس ووتش” أن الضربات الجوية التي ينفذها في اليمن التحالف العربي بقيادة السعودية وأدت إلى مقتل مئات المدنيين قد ترتقي إلى مستوى جرائم حرب، داعية إلى وقف تسليح الرياض.

وحمل أحمد بن شمسي، مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة، في حديث حصري لشبكة “RT”، الأحد 12 مارس جميع أطراف النزاع المسؤولية عن انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، لكنه أكد، نقلا عن معطيات الأمم المتحدة، أن معظم حالات مقتل المدنيين ناجمة عن أعمال التحالف العربي الذي تقوده السعودية.

وأوضح المسؤول، قائلا: “إننا بأنفسنا استطعنا توثيق 61 ضربة جوية نفذت، على ما يبدو، من قبل التحالف وبطريقة غير قانونية، من الممكن أن يمثل بعضها حقا جرائم حرب”.

وأضاف بن شمسي أن هذه الضربات “أودت بحياة حوالي 900 شخص واستهدفت مناطق مدنية، بما في ذلك أسواق ومدارس ومستشفيات ومنازل شخصية”.

7 أنواع من الذخائر

من جهتها،أعلنت منظمة العفو الدولية، خلال الشهر الفائت ،عن استخدام تحالف العدوان على اليمن لقنابل عنقودية برازيلية الصنع، من المفترض أنها محظورة دولياً، ورغم حظرها واستخدام السعودية لها، لم يتجرأ المجتمع الدولي حتى بإصدار أي تنديد باستخدمها ضد المدنيين .عنقودية3

وقالت المنظمة في بيان لها أن قنابل عنقودية تم إلقائها على ثلاث مناطق مكتظة بالسكان وعلى مساحات زراعية وسط صعدة، يوم 15 فبراير الماضي. وأشارت إلى أن الهجوم أدى إلى إصابة شخصين على الأقل بجروح خطيرة في محافظة صعدة.

ووثقت منظمة العفو الدولية ومنظمة حقوق الإنسان، استخدام السعودية  أكثر من 7 أنواع من الذخائر العنقودية  المحظورة دولياً ، في أكثر من ثلاث مناطق خلال عام ونيف، ففي 6 ديسمبر الأول 2016 قامت قوات التحالف بضرب مواقع قريبة من مدرستين في محافظة صعدة، أدت إلى مقتل مدنيَّين اثنين وإصابة 6 آخرين على الأقل، بينهم طفل.

كما قامت قوات تحالف العدوان على اليمن بهجوم على منطقة أحما في صعدة في 27 أكتوبر 2015، مما أدى إلى إصابة 4 أشخاص على الأقل، كذلك الأمر في مايو 2016، حيث عثرت منظمة العفو الدولية على مزيد من الأدلة على النوع نفسه من الذخائر العنقودية في قرى بمحافظة حجة، على بعد 30 كيلومتراً عن الحدود مع السعودية.

أسلحة محرمة دوليا

وأتت أول التعليقات على استعمال السعودية للقنابل العنقودية من بيروت، على لسان مديرة قسم البحوث في منظمة العفو الدولية، لين معلوف، التي أكدت أن محاولات السعودية لتبرير استعمالها الذخائر العنقودية وادعائها أنها تتوافق مع القانون الدولي، هي محاولات عبثية، فهذه الأسلحة خطيرة جداً وقد سببت أضرار جسيمة في صفوف المدنيين المحاصرين.

وقالت معلوف “إن الذخائر العنقودية أسلحة غير تمييزية، بحكم طبيعتها، وتلحق أذى لا يمكن تصوره بحياة المدنيين. واستعمال مثل هذه الأسلحة محظور بموجب القانون الإنساني الدولي العرفي تحت كل الظروف”.

وأضافت مديرة البحوث أنه “وفي ضوء الأدلة المتزايدة باطراد، بات مُلحاً اليوم أكثر من أي وقت مضى أن تنضم البرازيل إلى الاتفاقية الدولية بشأن الذخائر العنقودية، وأن تتوقف المملكة العربية السعودية والدول الأعضاء في التحالف عن استعمال أية ذخائر عنقودية”.

وفي السادس من ديسمبر، امتنعت والسعودية والبرازيل والولايات المتحدة عن التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار حظي بدعم أغلبية ساحقة لفرض حظر دولي على استخدام الذخائر العنقودية.

واعترفت قوات التحالف بقيادة السعودية في 19 ديسمبر 2016، بأنها استخدمت ذخائر عنقودية بريطانية الصنع بكميات محدودة على حد تعبيرها، رغم أنها أعلنت أنها ستتوقف عن استخدام هذه القنابل.

الذخائر العنقودية

يذكر أن الذخائر العنقودية تحتوي على ما بين عشرات ومئات الذخائر الصغيرة، التي تنفجر في الهواء وتنتشر بصورة عشوائية على منطقة واسعة تصل مساحتها إلى مئات الأمتار المربعة، وكثير منها لا ينفجر ويخلف ذخائر صغيرة غير منفجرة تشكل تهديدا لفترة طويلة بعد انتهاء النزاع. ويمكن أن يتم إسقاطها أو إطلاقها من طائرة، أو إطلاقها، كما هو الحال هنا، عن طريق صواريخ أرض – أرض.

واستعمال الذخائر العنقودية من قبل أي دولة وإنتاجها وبيعها ونقلها محظور وفقاً للاتفاقية التي وقعت من قبل 100 دولة في اوسلو عام 2008، والتي دخلت حيز التنفيذ في العام 2010 .

وتجدر الإشارة إلى أن القنابل العنقودية التي يستخدمها التحالف في عدوانه على اليمن، هي صناعة  شركة “افيبراس” البرازيلية وهي ذخائر يطلقها سلاح “استروس 2” القادر على إطلاق عدة صواريخ يحتوي كل صاروخ منها على 65 ذخيرة بوتيرة مكثفة وسريعة، لمسافة 80 كلم..

Share

التصنيفات: تحقيقات

Share