Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

عبد الغني العزي : نقطة نظام

كثيرا ما نقرأ ونسمع بعض العبارات والألفاظ الصادرة من أشخاص نحسبهم أرباب للسياسة وفطاحل للكياسة ونوابغ للثقافة و الوعي الوطني ، يفصلون (الوطن) (والوطنية) علي مقاساتهم المذهبية حينا وعلى مقاساتهم السياسية أحيانا كثيرة غير مدركين لخطورة ما يصدر منهم من أقوال أو كتابات علي الوطن والوطنية ، مصرين علي أن ما يصدر منهم هوكبد الحقيقة وعين الصواب ، الذي لا يمكن التشكيك فيه .
فترى معالم الوطن والوطنية لديهم لا تتجاوز التنظيم السياسي،الذي ينتمون إليه أو المذهب الديني الذي يؤمنوا به ، بل وقد يصل بهم الحال إلي إضافة الجهوية والمناطقية ،التي ينتمون إليها كمعالم للوطن والوطنية ….
هذه النظرة القاصرة من المحسوبين علي السياسة والثقافة تعد جناية علي الوطن والوطنية وعلي الدولة المدنية والتعددية السياسية، ناهيك عن حرية الرأي والتعبير، وكذا على التعايش والتنوع الفكري والثقافي الذي يزخر به الوطن .
ولا أخال من يمارس هذا المنطق إلا جاهلا حتى ولو جند له عديد المغفلين يسبحون بحمده ويمجدون وجهة نظرة حول الوطن والوطنية .
الوطن يا ساسة ليس حزبا سياسيا ولا مذهبا دينيا ولا موضعا جغرافيا ،فالوطن اكبر مما تتصورون وأعظم مما تعتقدون وأوسع مما تشاهدون .
الوطن تنوع جغرافي وتعدد سياسي وزخم ثقافي وتفاعل اجتماعي ومجموعة قيم نؤمن بها جميعا ، ويتوجب علينا الحفاظ عليها، بل والدافع عنها والسعي لتنميتها ورعايتها حتى نحقق أحلام كل من ينتمي إليها وفقا للعدالة والمساواة وسيادة القانون .
الوطن قداسة وسيادة وكرامة وفخر وعزة وشموخ كل من ينتمي إليه ،الوطن كل ذرة رمل وكل قطرة بحر وكل ذرة هواء يطلق عليها اليمن .
ليس هناك مجال لتحجيم الوطن أو عرض كسلعه أو بضاعة للمزايدة علي أبنائه،الوطن هو التعايش وهو الأمان وهو الحضن الدافئ للجميع ،إلا من شذ فعليه أن يبحث له عن وطن عوضا عن وطنه.

*رئيس التيار الوطني الحر للسلم والمصالحة الوطنية

Share

التصنيفات: أقــلام

Share