Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

عاصم السادة: معركة “المخا”.. التأثير الممكن في تغيير اتجاهات البوصلة السياسية.!

من يعتقد أن معركة “المخا” تتشابه مع باقي الجبهات الدائرة في مختلف مناطق اليمن فقد أخطأ التفكير؛ فلكل جبهة توجه سياسي ونمط تفكيري مذهبي وتاريخي مغاير عن الأخرى.
والمقصود بالنمط التفكيري هنا هو الطرف الذي يقاتل في صفوف دول التحالف الذي تقوده السعودية ضد اليمن.
معركة “المخا” تختلف أهدافها كلياً عن باقي المعارك، لأنها تحمل طابعاً خاصاً ظاهره دولياً وإقليمياً، منطقه حماية الملاحة الدولية من قوات (الحوثي وصالح) وباطنه أهداف لن تنكشف إلا إذا تمكنت قوات التحالف الذي تقوده السعودية ضد اليمن من السيطرة على مدينة المخا بشكل تام.
من الواضح أن الإمارات هي من تتصدر قيادة معركة “المخا”عسكرياً بل تقدم الدعم اللوجستي من حيث العتاد العسكري والجنود ومشاركة أبناء الجنوب اليمني لهم والذين تعتمد عليهم في مواجهة قوات (الحوثي وصالح) بهكذا معركة، بينما يظهر الدور السعودي ضئيل في مشاركتها ويقتصر ذلك في الإعلام ليس إلا.
إذا نظرنا الى الأدوات اليمنية التي تساند قوات التحالف في المعارك الواقعة في نهم وصرواح والمخا والجوف والبقع سنجد أن ثمة فروق وتباينات لدى هؤلاء من حيث الانتماءات السياسية والمذهبية، بمعنى أن من يقاتلون مع الإمارات يختلفون تماماً عن من يقاتلون في صفوف السعودية، فهم أضداد في الواقع جمعهم التحالف على اليمن لكن يظل العداء التاريخي الداخلي حاضر بينهم.
يعتبر أبناء الجنوب اليمني أن معركة “المخا” هي معركتهم المعنية باستعادة أمجادهم ودولتهم ما قبل عام 90م وكذلك رد الصاع صاعين والانتقام لما حدث لهم في حرب صيف 94م من قبل التحالف السياسي في الشمال بين المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح للدفاع عن الوحدة اليمنية.
أما “السلفيين “فعدائهم “للإصلاح” لا علاقة له بالوحدة لأن موقفهم معروف منها ومناهضتهم لها آنذاك، وإنما أصل الاختلاف تاريخي بينهم يمكن أن نحدده في مسائل الفقه والشرع وكذا سياسي وذلك من أيام شيخ السلفيين المؤسس مقبل هادي الوادعي.
تعد معركة “المخا” مفصلية بالنسبة لحلفاء الإمارات من أبناء الجنوب اليمني (الحراك- السلفيين) بل فرصة تاريخية لن تتكرر لفرض توازن جغرافي وسياسي بين القطبين الشمالي والجنوبي..وفي حال لم يتحقق ذلك التوازن فان الانفصال أمر وارد.
وبرغم اجتماع واتفاق الأدوات اليمنية تحت مظلة التحالف في الحرب ضد (الحوثي وصالح)، غير أن “الإصلاح” يقف من معركة “المخا” موقف المتفرج والمتوجس منها كونها تهدد الوحدة اليمنية وتشكل خطراً عليهم كحزب سياسي شارك في اجتياح الجنوب آنذاك دفاعاً عن الوحدة، ناهيك عن موقف الإمارات منه.
وبالتالي فإن هذه المعركة لا تهتم بـ(شرعية) هادي، بقدر ما تنظر إلى ما بعده، وتعمل على توطيد مراكز قوى جديدة على الساحة الوطنية.
يبدو أن معركة “المخا” ستغير من اتجاهات البوصلة السياسية في المستقبل القريب وستقلب الخارطة التحالفية بين القوى المتصارعة والمتحالفة، وستنبثق عن هذه المعركة، معارك عدة قد تمتد إلى المحافظات الجنوبية مجدداً.
Assem_alsadah@yahoo.com

Share

التصنيفات: أقــلام

Share