Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

د. حسن علي مجلي .. الفساد المتوحش

د. حسن علي مجلي

يشيع الأعراب قولاً كاذباً هو أن النفط أفسد البدوي الإعرابي وذلك بعد تصويره، خلافا للحقيقة ، مثالا للخلق الكريم والمروءة والشهامة قبل عصر النفط والغاز،بينما الحقيقة التي أسفر عنها الواقع هي أن الاعرابي هو الذي أفسد النفط والغاز ،و أهدر على مذبح مصالحه الخاصة وحروبه العدوانية وحاجاته الطفيلية وأطماعه التوسعية كل إمكانات النفط والغاز التاريخية، التي كانت مؤملة في تحقيق النهضة والحداثة وسيادة القانون ،و إعلاء شأن الحرية والعقل والعدل وخاب الأمل .

واليمن ليست استثناء من ذلك فقد افسد النفط والغاز عدداً كبيراً من اليمنيين ، أهل الإيمان والحكمة ،بل لقد صار النفط والغاز ،ليس فقط فرصة تاريخية ضائعة وحسب ، وإنما أيضا مصيدة تاريخية محكمة لسيادة اليمن وحرية اليمنيين وأخلاقهم وقيمهم الفاضلة المتوارثة عبر الزمن.

لقد نفت سيطرة الفاسدين والمستبدين على النفط والغاز في اليمن كل إمكانية للتطور السياسي والإصلاح الاجتماعي ، الأمر الذي أدى بدوره إلى إهدار السيادة والحرية على مذبح الفساد والخيانة والارتزاق في كل مكان امتد إليه تأثير مال النفط والغاز وخاصة الشركات النفطية وفي مقدمتها شركة صافر المسماة كذبا( حكومية).

لقد حرصت الدول ذات الأطماع التوسعية في اليمن والهيمنة عليه أن تجعل مراكز القوى المشائخية والعسكرية والتجارية والعناصر الانتهازية البيروقراطية الفاسدة التابعة لها هي المهيمنة على الثروة النفطية والغازية ،وان تكون مراكز القوى الحاكمة في اليمن شبيهة بالمؤسسة والأنظمة الحاكمة في بعض الدول النفطية من حيث الطغيان والفساد والسفه في الإنفاق وتبديد المال العام الخ ..

ومن هنا يمكن أن يفهم الكافة سبب الفساد المستشري في شركة صافر النفطية واستمراره نتيجة الحماية التي يسبغها بعض المتنفذين على الفاسدين في الشركة وأعوانهم والحيلولة دون ضم الشركة إلى حظيرة الدولة كما يقضي بذلك قانون إنشائها وما تقتضيه المصلحة العامة لأن من شأن إعادة الشركة إلى حظيرة الدولة والقضاء على الفساد المستشري بها فقدانهم لمصالحهم غير المشروعة..

Share

التصنيفات: أقــلام

Share