Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

د. عبد الوهاب الروحاني:عندما يثبت ياسين نعمان أنه كبيرا.!!!

لم أكن أتمنى للدكتور ياسين نعمان وهو السياسي اليمني الذي يراه الناس كبيرا أن يعصف به الغضب وينزل إلى أدنى درجات الخطاب المتعارف عليه عند السياسيين والدبلوماسيين لمجرد أن ناشطا تساءل عن:
– ماذا يفعل سعادة السفير ياسين نعمان في سفارة الجمهورية اليمنية بلندن؟!!
– ولماذا تحول ياسين إلى مغرد “فيسبوكي” وحسب ؟!!

هذه التساؤلات التي وجهها إليه الإعلامي همدان العليي اعتبرها سعادة الدكتور السفير في مقالة كتبها في 18 فبراير الجاري 2017 بأنها “سخيفة” و “متطاولة” وفيها “سقوط” ..بينما هي برأيي وبرأي كل الناس أيضا تساؤلات منطقية ومشروعة من مواطن يمني لشخصية عامة تشغل منصبا عاما .. ولا أدري أين مواطن “السخف أو التطاول والسقوط” فيها ؟!!
يا سعادة السفير – رعاك الله – ما كنا نتمنى عليك أن تنفعل بهذا القدر على مواطن بسيط ، وأنت محسوب على الإعلام اليمني والعامة بكونك سياسي حصيف ودكتور، وأيضا منظر وزعيم حزب وأخيرا رئيسا للبعثة الدبلوماسية للجمهورية اليمنية في لندن عاصمة دولة عظمى ..!!

دعني د. ياسين أصدقك القول, بأن مناقشتك هنا, لا أقول خلت من اللياقة والمنطق فذلك لا يليق, ولكن أقول إنها خلت من الدبلوماسية ولين القول.

لقد حملت الموضوع يا معالي الدكتور أكثر مما يحتمل حينما كلت الاتهامات للجميع وخبطت خبط عشواء ووصفتهم “بالنذالة” و “صندلات المخلوع” .. واتهمت الناس كل الناس بالتآمر عليك وأنهم “يحركون طابور حملات تشهير – كما قلت – جمعت الشامي على المغربي ضد ياسين نعمان” .. كل ذلك لمجرد تساؤلات موضوعيه بريئة أوردها مواطن يمني عن دور السفير والسفارة فيما يجري ..!!

لم نسمع أو نقرأ يا سعادة الدكتور أن هناك حملة ضد السفير ياسين نعمان إلا عندما نقرأ منشوراتك !! ثم لماذا يحملون عليك؟!! وما الجديد الذي يستحق تنظيم حملات من أجله ضدك ؟! .. صدقني تلك أوهام من الماضي.

أخي الدكتور, أوردت ألفاظا وعبارات لا تليق بالآخرين أولا, ولا تليق بمقام سعادة السفير ثانيا, حينما تضمنت مقالتك أوصافا وعبارات غاية في البؤس والجفاف ،كاستكثارك على مواطن يمني أن يسألك وأنت تمثل شعبه الذي يقتل ووطنه الذي يدمر حينما خاطبته بكبرياء واستعلاء قائلا: “وتريد أن تعرف ما الذي يعمله”هذا” السفير في لندن فأمر لا يعتمر التفاهة ولكنه التفاهة بعينها” !!, ثم تواصل وتصف الكاتب ب”الكاذب وقليل الحياء”..!!! .

استغرب حقا ويستغرب معي كل الشرفاء ماذا فعل هذا أو ذاك حتى ينتاب يا سين نعمان هذا النزق وينبري لإرهاب الآخرين فكريا وماديا ؟!! ثم يا عمنا يا سين, أنت لست فوق النقد, ولست فوق البشر !! أنت موظف دولة .. كان عليك أن تجيب على تساؤلات “هذا” المواطن وفقا للأصول والتقاليد, وكان بالإمكان أيضا أن تعفي نفسك من هذا النزق وتتيح الفرصة لأحد طاقم السفارة ،الذي ترأسه ليقوم بالمهمة كجزء من المشاركة وتوزيع المهام .

ألم يكن يا سين نعمان جزءا من الحوار .. ألم يقل لنا في خطاباته وأحاديثه أن اليمن بحاجه إلى دولة حديثه, ونظام وقانون؟!! نعم قال ويقول أن الدولة المدنية هي المخرج .. وهذا ما نصرخ لأجله جميعا .. لكن لابد أن يطابق القول بالعمل يا دكتور.

إذن ومن هنا نقول للدكتور السفير وزعيم الحزب الاشتراكي – الذي كنا نراهن أن يكون هو البديل في هذه الظروف المأساوية – أن الدولة المدنية تبدأ من القبول بالاخر, يعني الرأي المخالف يا دكتور, مش رأي الحزب الواحد وتوجه القائد الواحد ..أي أن الدولة المدنية هنا تبدأ بإجابة السفير بروح رياضية وطيب خاطر وبدون شتائم وانفعالات على استفسارات المواطنين .. لأن النظام والقانون في ظل الدولة المدنية تعتبر المسئول خادما للمواطن لا سيدا ولا “مهنجما” عليه.

أنا شخصيا اعذر الدكتور ياسين وأقدر الخلفية التي جاء منها والثقافة التي جبل على ملازمتها, وربما تجلت للعامة في إدارة بعض جلسات الحوار الوطني ،التي اتسمت بقمع وإرهاب الرأي المخالف .. لكن الذي لم استوعبه و أصابني بحالة من الذهول والإحباط هو أن الفهم لا يزال هو هو رغم التغيرات, ورغم كل هذا الدمار وكل هذا القتل والتشريد والتجويع .. وكأنه لم يكف بعد !!

هناك أمران آخران لابد أيضا من الإشارة إليهما في مقال سعادة السفير :

الأول: أن الدكتور يا سين وهو سفير للجمهورية اليمنية في بريطانيا العظمى وأيضا يمثل “الشرعية” يتحدث عن سفارة من “حصة الشمال وحصة الجنوب” .. هذه كبيرة وجوووور – على رأي أبناء أب – يا دكتور , وهي للأسف نغمة لا تخلو من أغلب منشوراته.

الثاني: أن دكتورنا السفير حشر في مقالته ما سماه ب” …فضح البي بي سي وبنت ألمقحفي وتعلموهم أصول الإعلام …” في إشارة لم تكن موفقه من ياسين السفير للاعلامية الشابة الناجحة نوال ألمقحفي, التي تعمل محققة استقصائية في ال BBC البريطانية, ثم أن البي بي سي لا أعتقد أنها ستتعلم أصول العمل الإعلامي من “الثوري” !!.

يا دكتور يا سين, المواطنون الذين يتساءلون عن دوركم، وعن ماذا تفعلون بالمال والسلطة؟ هم الذين تقتلهم آلياتكم الحربية وطائرات تحالفاتكم ورشاشاتكم ودبابتكم, هم الذين قتلوا في سوق الفيوش بلحح وأسواق حجة والحديدة وعنس والمخا, هم الذين يقتلون في حارات عدن, وتعز وحضرموت, وصنعاء, ونهم, وصعده وكل مناطق اليمن .. هؤلاء هم الذين جوعتموهم وشردتم أسرهم وحرمتم أطفالهم من الصحة والتعليم .. فأنتم كلكم شركاء في التفجير والقتل والتدمير .

هؤلاء الذين يتساءلوا عن أدواركم وماذا تفعلون ؟! هم من حملكم في 2011 ، على أكتافهم وجماجمهم إلى قمة السلطة, التي احتكرتموها على أقاربكم والمقربين من كوادركم ثم فشلتم في إدارتها, وأخيرا انتم من تآمر , وانتم من سلم صنعاء كما سلمتم عمران من قبل إلى من تسمونهم اليوم بالانقلابيين ؟!!

وأخيرا, أمل من سعادة الأخ السفير د. يا سين سعيد أن يتسع صدره للآخر ويثبت أنه كبيرا, وليس عيبا أن نتعلم من الآخرين, فأنتم في بريطانيا حيث قيم الحرية والعدالة وحيث القضاء .. نعم القضاء الحر والمستقل.. ثم لا يجب أن ننسى أن ما نحن فيه اليوم هو “منهج الشباب” الذي أذكيتموه والتفيتم عليه في 2011, وأذكرك هنا بسؤال المستشرق الروسي “فيتالي ناومكين” الذي سالك أنت ووفد “ثورة الشباب” الآنسي و باسندوة ضمن مؤتمركم الصحفي الذي عقدتموه في موسكو حينها فقال:

– انتم تتحدثون عن ثورة الشباب .. فأين الشباب بينكم؟!!
كان سؤالا محرجا لم يتمكن أحد منكم من الرد عليه, وكان ذلك كافيا لتقييم ما عملتموه وما تفعلونه اليوم.

*رئيس مراكز الوحدة للدراسات الاستراتيجية

Share

التصنيفات: أقــلام

Share