Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

ناصيف ياسين” سنرجِعُ يومًا إلى حيٍّنا …” ؟!

كُنّا نتعلّمُ في المدارسِ أنّ ” الوقتَ كالسّيف ، ذو حدَّيْنِ : إنْ لم تقطعْهُ قطعَك “… والمقياسُ هو : الدروسُ والفروضُ … حينها ، كان استدراكُ الوقتِ مُمْكِنًا ، بجهدٍ فرديٍّ …
ولكن : إذا تجاوزنا ذلك إلى أرض الواقعة بمقياس الأوطان والمهمّاتِ الجسيمة ، فإنّنا نُدرِكُ الطامّة الكبرى في مسألة هدر الوقتِ … ولعلّ مأساة اغتصاب فلسطين ، واستغلال الوقت ، أكبرُ برهانٍ يُعطى للعرب الذين يقفزون بمنطقِ الأرنبِ ، ثمّ ينامون ، طويلًا ، مُتمنطقين : بالتعويلِ السّلبيّ على الوقت – والصهاينةُ يغذّون السّيرَ بدأبِ السلحفاةِ إلى غاياتهم التآمرية – الإغتصابيّة ، المرسومةِ سلفًا :
لثلاثةِ أيامٍ مضت ، اتّخذت ” إسرائيل ” خطوتَيْن جديدتَيْن نوعيَّتَيْن ضدّ العرب الفلسطينيّين ، في سياق مخطَّطِها الكامل لاستئصال الشعب الفلسطينيّ – بِرُمّته – من أرضه :
الأولى : ” شرعنة ” ( 3200 ) وحدة سكنيّة جديدة لِ ” المستوطنين ” ، استكمالًا لبقيّة ” المستوطنات ” الصهيونية المُقامةِ على أرض ” الضفة الغربية ” التي بلغت – منذ احتلالها عام 1967، مع القدس الشرقية – الى ” 140مستوطَنَة ” بما يزيد عدد سكّانها على ” 620 ألف مستوطن” .
والثانية : هي إقدامُ جيش العدوّ الصهيونيّ على هدْمِ منازل في عدّة قرى في منطقة النقب جنوب فلسطين ، تمهيدًا لاستكمال تدميرها بالكامل ، وإحلال مستوطناتٍ صهيونية مكانها .
ومع كلّ ” عواصفِ التصريحات ” على ألسنة مسؤولي ما يُسمّى ” السلطة الفلسطينية ” و ” النوّاب العرب ” في ” الكنيست الإسرائيلي ” فإنها ثرثراتٌ لا طائلَ منها ، إذْ تجدرُ استعادةُ التّذكّرِ بأنّ هذه الخطوات هي نتيجةٌ حتميّةٌ لِما قبلها في أسلوب المواجهة الرسمية الفلسطينية ، العقيم :
– ففي عام 1988 ، أثناء ” انتفاضة الحجارة ” الأولى في الضفّة الغربية والقطاع ، كان إسحق رابين وزيرًا للحرب في ” إسرائيل ” فأمر بكسرِ أيدي وأرجُلِ راشقي الحجارة الفلسطينيين ولو كانوا أطفالًا … وانتهت كل التضحيات والنضالات بِ” اتّفاقيّة أوسلو ” الخيانية المُذِلّة في أيلول / سبتمبر عام 1993 ؟! وكرّت السُّبحَةُ في التنازلاتِ … حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن : بعمليّات السكّين والدّهس وغيرها من أساليب الإستشهاد البطوليّ الفرديّ ، المُترافقِ مع تآمرِ ” السلطة الفلسطينية ” ضدّ المُقاوِمين ؟!
وأمّا في النقب : فلْنتذكَّرْ أنّ مشروعَ وزير التخطيط الصهيونيّ : ” إيهود برافر ” الذي قُدِّمَ عام 2011 لتهجيرِ (38 قرية ) فلسطينية في النقب ، وتجميع سكّانها في ما يُسمّى ” بلديّات التركيز ” ، ومصادرة ( 800 ألف دونم ) من الأراضي لصالح الصهاينة … كانت ” إسرائيلُ” قد تراجعت عنه – مؤقّتًا – بعدما تمّت الموافقة عليه من ” الكنيست الإسرائيليّ ” ، تحت الضغط الفلسطينيّ – آنذاك – عام 2013 … وها هي – الآن – في عهد ” الإدارة التّرامبية ” الأميركية ، والتواطُؤ العربيّ الرسميّ ، ومعه ” السلطة الفلسطينية ” ، تعود لعملها الإجرائيّ التدميريّ المُمَنهَج لتلك القرى طاردةً أبناءها العرب الفلسطينيّين في العراء : المناخيّ والسياسيّ وخزعبلات الشكاوى إلى المؤسّسات الدولية التي لم تطبًقْ ” إسرائيلُ ” حرفًا واحدًامنها ، منذ وجودها وحتى الآن ؟!… فإلى الشعب الفلسطينيّ البطل ومُقاوميه الشرفاء:
أصبح الوقتُ بأيدي المقاومين : في لبنان وسوريا والعراق واليمن ، سلاحًا قويًّا وإيجابيًّا حينما برمجَتْهُ قياداتُهم الأمينةُ على دمائهم وعذاباتهم وتضحياتهم ، فلم تعُدْ تذهبُ سُدىً… فهَلّا تعيدون النظرَ في أمرِ القيادات التي تبيع دماءكم ، هدرًا ومساومةً ، في بلاطات وقصور الملوك والأمراء والمشايخ اللائذين بأحضان الصهاينة ورِضاهم ؟ ! ألَمْ تُقنِعْكُم تجاربكم معهم – داخلَ فلسطينَ وخارجها – بعدُ ؟! عدوّكُم لا يرحمُ ، فارحموا أنفسَكم وبنيكم وأجيالكم القادمة بقياداتٍ تحفظ دماء شهدائكم وعذابات أسراكم ومُعتقليكم ، وأنتم تُردّدون بلسان الأمل المحتَّمِ مع الشاعر العربيّ الفلسطينيّ الراحل : هارون هاشم رشيد :
سنَرجِعُ يومًا إلى حيِّنا ونغرقُ في دافئاتِ المُنى
سنرجِعُ مهما يمُرّ الزمانُ وتنأى المسافاتُ ما بيننا ؟!!

* كاتب لبناني

Share

التصنيفات: أقــلام

Share