Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

باب المندب أمام التدويل مجدداً !

الوحدة نيوز/ خاص:
تدرك الاوساط السياسية والاكاديمية على نطاق واسع أن التصعيد السعودي الأمريكي باتجاه باب المندب والبحر الأحمر، والتدخل الأمريكي العسكري المباشر بقصف مواقع رادار يمنية مؤخراً، بحجة الرد على تهديدات مزعومة للسفن البحرية الأمريكية وخطوط الملاحة الدولية تندرج ضمن مخطط أشمل تتكشف معالمه يوميا.
وقال ماجد حسين سراج- مسؤول الدراسات السياسية والاستراتيجية بمركز الدراسات الاستراتيجية والاستشارية اليمني : ” أن مضيق باب المندب الذي تشرف عليه اليمن يمثل أحد أهم الممرات المائية على مستوى العالم نظراً لحجم النشاط التجاري المرتبط به، ولكونه المعبر الأساسي لناقلات النفط التي تأتي من دول الخليج وتتجه إلى أوروبا وبقية دول العالم، ومن هنا ارتبطت أهميته بمطامع الدول الكبرى ومصالحها الأمر الذي جعل هذا المضيق مجالاً لمحاولات عديدة سعت كلها باتجاه السيطرة عليه وإخراجه من سيادة الدول التي يقع عملياً في إطارها الجغرافي؛ تارة بالقوة العسكرية والاحتلال المباشر كما هو الحال مع بريطانيا وتارة باقتراح مشاريع كالتدويل والحماية كما هو الحال مع المشاريع المختلفة التي تقدمت بها كلاً من بريطانيا في أعقاب انسحابها من عدن و الولايات المتحدة الأمريكية و إسرائيل في مراحل لاحقة، وبالرغم من تعثر كل المشاريع التي قدمت والتي غالباً ما يكون نتيجة تقاطع مصالح القوي الدولية؛ إلا أنه بين الحين والآخر تظهر على السطح مطالبات ودعوات مماثلة تستند إلى وجود مهددات أمنية تمس سلامة الملاحة في المضيق، وسواءً كانت هذه المهددات حقيقية مثل ظاهرة القرصنة التي انتشرت في العشر السنوات الأخيرة وجلبت معها أساطيل العالم بدعوى محاربة القرصنة أو كانت مجرد ادعاءات مقصودة للوصول إلى الهدف الأساسي المتمثل في نزع سيادة اليمن عليه والسيطرة عليه من قبل الولايات المتحدة الأمريكية التي ادعت مؤخراً إن القوات الموالية لصالح والحوثي قد استهدفت إحدى سفنها العابرة للمضيق بالقصف الصاروخي؛ وهو ما جعلها تسارع إلى الرد العسكري حيث قصفت ثلاثة مواقع للرادارات البحرية اليمنية قبل أن تعترف أنها اتخذت هذا الإجراء المتسرع بدون أن تتحقق من مصدر القصف؛ إلا أنها أكدت أنه من الضرورة بمكان تأمين هذا الممر وإيجاد آلية دولية لحمايته، وهو ما يعني ضمناً إعادة طرح ملف التدويل مجدداً”.
معلومات خاطئة
في السياق أكد نخبة من السياسيين والأكاديميين والعسكريين والباحثين، في حلقة نقاش حول “محاولات تدويل باب المندب والادعاءات الأمريكية بتهديد سلامة الملاحة فيه” عقدها “منتدى مقاربات” بمركز الدراسات الاستراتيجية والاستشارية اليمني، أكدوا على أنه “من المؤكد أن حالة العدوان التي تطال اليمن والتي تقترب من إنهاء عامها الثاني وما تزال مستمرة؛ تلقي بظلالها على واقع القدرات الأمنية والدفاعية لليمن وتجعل من الصعوبة بمكان تأمين كافة التراب اليمني بما في ذلك حدوده البحرية وسواحله ذات الامتداد الكبير، بالإضافة إلى دخول قوى الغزو والعدوان وسيطرتها العملية على جزء من التراب اليمني، هذه الحالة حفزت بعض القوى الدولية والإقليمية على إعادة طرح مشاريعها القديمة بالحديث عن مخاطر تعرض الملاحة الدولية في مضيق باب المندب للتهديد، وإن من ناحية إعلامية كخطوة تهدف منها لجس النبض وردة الفعل الرسمية اليمنية والتي تميزت بالعقلانية وعدم التسرع والتخبط؛ ما دفع هذه الأطراف إلى سرعة التراجع والتأكيد على أن ما حدث من اعتداء على محطات الرادارات اليمنية بني على معلومات خاطئة وغير موثوقة المصدر”.
تهديد
وأضافوا: “إلا أن هذه الخطوة حملت مؤشراً هاماً وسلطت الضوء على حجم المصالح سواءً لدول الجوار الإقليمي أو للقوي العظمي الأخرى واستراتيجيتها؛ ما يتوجب معه الإشارة والتأكيد على أن أمن مضيق باب المندب جزء لا يتجزأ من أمن اليمن، وقد أكدت الوقائع أن أي تهديد لهذا المضيق هو تهديد لليمن وللمنطقة أيضاً ولمصالح القوي الدولية التي تمر عبره، بالإضافة إلى أن مسألة حماية المضيق بحاجة إلى قدرات اقتصادية وبشرية عالية الكلفة وهو ما يجعل من الصعب على اليمن توفيرها منفردة في حالة الاستقرار، فكيف بها في حالة العدوان، وبالتالي يستوجب ذلك تكاتف الجهود العربية في سبيل دعم اليمن واستقراره وايقاف العدوان الغاشم عليه، كما أن انعدام الأجواء التصالحية السائد في اليمن بسبب دعم طرف ضد آخر من قبل بعض دول الجوار الإقليمي قد خلق حالة من الاستقطاب لقوى بعيدة ذات أطماع تاريخية في المنطقة لا تسعى إلاَ إلى تحقيق مصالحها وجعل اليمن ساحة بديلة لتصفية حساباتها، وهو ما سينعكس سلباً في المنظور البعيد على أمن وسلامة واستقرار المنطقة كلها”.
إمكانية التدويل
يشير الاكاديميين على هامش المنتدى إلى أن ” الأزمة اليمنية القائمة بين فرقاء العمل السياسي، هي المبرر الرئيسي وراء كل المشاريع التي تستهدف أمن وسيادة البلد ووحدة أراضيه، حيث تستغلها بعض الأطراف الإقليمية والدولية، لتحقيق أهدافها، ومسألة التدويل واحدة من هذه الأهداف التي سعت إلى تحقيقها في أكثر من مناسبة وتحت مبررات مختلفة ترتبط بالعامل الأمني غالباً، ولكن ما يجعل من إمكانية طرح هذا المشروع مجدداً أمر غير مناسب في الوقت الحالي، هو دخول جملة من المتغيرات الجديدة على المستويين الاقليمي والدولي، ليس أقلها حالة تضارب المصالح والتسابق الدولي المحموم في المنطقة منذ العام 2011م وما أعقبه من ثورات لاتزال جذوة البعض منها مستعراً ويتفاعل بصورة دراماتيكية سريعة عززت من حالة الاستقطاب الدولي في المنطقة كما هو الحال في الملف السوري وتفاعلاته، والملف الليبي وانعكاساته الأمنية لناحية انتقال التنظيمات الإرهابية وإعادة تموضعها في بعض المناطق الليبية”.
ويردف الاكاديميين: ” إن تجاذب وتقاطع المصالح في الملف اليمني وخصوصاً في موضوع الجنوب وبالذات ملف باب المندب؛ أفشل بشكل أساسي المشروع القديم الجديد، الذي تسعى إليه الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها العرب، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من العوامل الذاتية لدى هذه القوى، جعلتها تتراجع فيما يخص تقديم مشروع التدويل، ولكن هذا لا يعني أن المشروع قد انتهي بشكل تام؛ بل ما تزال بذوره موجودة، وارتباطه بالسياسات الدولية الأمنية تجاه المنطقة قائماً ويمكن أن تبعث من جديد إذا ما توفرت لها الظروف والبيئة الدولية المناسبة وهو ما ليس ملموساً على الأقل في المنظور القريب”.
يأتي تجاذب وتقاطع المصالح حول باب المندب في وقت أصبحت فيه جيبوتي وجهةً لبناء قواعد عسكرية فيها لعدد من دول العالم من شرقه وغربه، أبرزها فرنسا وأمريكا ، واليابان، وإيطاليا، والصين، والسعودية التي سيكون لها قاعدة هناك العام القادم، حسب ما أورده “ساسة بوست”.

Share

التصنيفات: أخبار وتقارير,الشارع السياسي

Share