أكد رئيس وفد مجلس النواب إلى المؤتمر الـ 135 للاتحاد البرلماني الدولي أحمد محمد الكحلاني أن مجلس النواب في الجمهورية اليمنية هو السلطة الدستورية العليا ومقره العاصمة صنعاء الذي يمثل إرادة الشعب اليمني بأكمله .
وقال في كلمة مجلس النواب إلى المؤتمر ” وهو كمؤسسة تنوب عن الشعب اليمني لا يمكن له أن ينحاز لطرف سياسي ولا يمكن أن يرجح كفة طرف على طرف آخر في أية خلافات سياسية بل إنه ينحاز إلى إرادة الشعب اليمني ومصالحه وحقوقه العادلة والمشروعة ” .
وأضاف ” اليمن يعيش مرحلة استثنائية بتعرضه لعدوان خارجي تقوده السعودية وحلفاؤها وبشكل غير مبرر وذلك من خلال شنهم حرب مدمرة وقذرة فرضت عليه منذ أكثر من عام ونصف استهدفت الإنسان اليمني ودمرت معظم البنى التحتية وفرضت عليه حصارا بريا وبحريا وجويا ظالما لا يستند إلى أي مشروعية ”
وتابع : ” وصل الوضع الإنساني الى حد المجاعة بنسبة٨٠٪ ويتزايد أعداد القتلى والجرحى يوميا في صفوف المدنيين خاصة من النساء و الأطفال و الشيوخ جراء القصف الجوي بأحدث الصواريخ الموجهة والأسلحة المحرمة دوليا وبشكل يومي لاتستهدف مناطق القتال وإنما تستهدف المدن والقرى المكتظة بالمدنيين ، الأمر الذي يترتب عليه تزايد أعداد القتلى والوفيات نتيجة الأمراض التي انتشرت في ظل انعدام الغذاء والدواء وبقية وسائل الحياة الأساسية وتوقف معظم المستشفيات والمراكز الصحية عن تقديم خدماتها وعجز البقية الأخرى منها في معظم محافظات الجمهورية” .
وأوضح الكحلاني أن كل هذا يحدث في ظل صمت دولي مطبق وتعتيم إعلامي مؤسف والذي في معظمه يجرم الضحية ويبرئ المعتدي ، مؤكداً تمادي العدوان في الاستهداف المتعمد للأماكن التي يتجمع فيها المدنيين العزل والتي لا يتواجد فيها ولا حولها أي أهداف عسكرية ولا تقع في إطار جغرافية أي تواجد عسكري بل طالت الاسواق والطرقات والمساجد والمدارس والمستشفيات والمزارع والمصانع وحتى مخيمات النازحين وصالات الأفراح والعزاء والتي كان آخرها المجزرة البشعة التي استهدف فيها طيران العدوان مجلس عزاء في الصالة الكبرى بصنعاء بعدد من الصواريخ الموجهة والتي سقط فيها ما يزيد عن سبعمائة وخمسين مدني ما بين شهيد وجريح .
وقال : ” حصل ذلك ولازال يحصل في ظل صمت دولي مؤلم ومخز وإن ظهرت أصوات هنا أو هناك سرعان ما يتم إسكاتها بأي طريقة من الطرق أو وسيلة من الوسائل حتى المنظمات الدولية والإنسانية المعنية من المؤسف هي الأخرى لم تكلف نفسها بإسقاط أقل الواجبات عليها بتشكيل لجان تحقيق دولية محايدة في كل المجازر والمذابح التي ارتكبت من قبل العدوان في حق الشعب اليمني والتي تمثل معظمها جرائم حرب وإبادة جماعية في حق الإنسانية .”
ودعا رئيس وفد مجلس النواب إلى العمل على وقف العدوان على اليمن وبشكل عاجل ودون شروط مسبقة والوصول الى اتفاق سياسي نهائي وشامل بتوافق جميع الأطراف لحل سياسي ، وكذا تجريم العدوان بقصفه للمدنيين واستهدافهم ودعوة مجلس حقوق الإنسان لتشكيل لجنة دولية محايدة للتحقيق في كل انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب .
وحث الكحلاني الاتحاد البرلماني الدولي على إلزام دول العدوان بقيادة السعودية بفتح المطارات ورفع الحظر الجوي على اليمن لعودة العالقين ونقل المصابين والمرضى الذين يتعذر علاجهم داخل اليمن فضلاً عن رفع الحظر والحصار البري والبحري عن المنافذ والموانئ البحرية اليمنية والسماح بدخول جميع المواد وعلى وجه الخصوص الغذاء والدواء وبقية المواد الضرورية للتخفيف من حالة الجوع والفقر والمرض التي أصبحت واقعا معاشا في اليمن جراء الحصار الشامل .
وناشد المشاركين في المؤتمر حث برلمانات بلدانهم وحكوماتهم وجميع المؤسسات الدولية في جميع المجالات بالعمل الجاد والعاجل لإيقاف العدوان والحرب على اليمن ورفع الحصار الجائر عليه وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة…
وأعرب عن الشكر لكل الدول والمنظمات التي عملت ولازالت تعمل من أجل إحلال السلام .
وعلى هامش المؤتمر الـ 135 للاتحاد البرلماني الدولي التقى وفد مجلس النواب رئيس الاتحاد البرلماني الدولي صابر شودهوري وناقش معه عدداً من المواضيع المتعلقة بتعزيز العلاقات بين مجلس النواب في بلادنا والاتحاد البرلماني الدولي.
من جهة أخرى التقى وفد اليمن برئاسة الأخ أحمد محمد الكحلاني ومعه عضو الوفد الأخ زكريا سعيد الزكري السكرتير العام للاتحاد البرلماني الدولي مارتن شنقونق .
واستعرض الوفد الوضع في اليمن ودور البرلمان اليمني في العمل من أجل إنهاء العدوان والوصول إلى حل سياسي شامل وكامل باعتبار مجلس النواب المؤسسة الدستورية العليا التي تمثل الشعب ولا تمثل أي طرف من الأطراف.
وثمّن الوفد دور الاتحاد البرلماني الدولي وحرصه على التعامل مع المؤسسات الدستورية وعدم تعامله مع الحكومات أو الأشخاص وعدم تأثره بالضغوطات التي تعرض ويتعرض لها و التي أصبحت تسير معظم المؤسسات الدولية السياسية والإنسانية وخاصة فيما يتعرض له اليمن من عدوان وحصار ظالم.
من جانبه عبر السكرتير العام للاتحاد البرلماني الدولي عن سعادته بمشاركة الوفد في المؤتمر مؤكداً أن الاتحاد البرلماني الدولي يقف إلى جانب الشعوب وأن الاتحاد يقف إلى جانب الشعب اليمني وما يتعرض له في الوقت الراهن .
ولفت إلى أن الاتحاد البرلماني الدولي لن يتأثر بأي ضغوط خارجية أياً كانت ، مشيراً إلى أن الاتحاد البرلماني الدولي متابع للوضع في اليمن باهتمام بالغ ويحرص دوما على إنهاء الوضع الراهن في اليمن وإحلال السلام حيث يعمل على كل ما من شانه انهاء الحرب والوصول الى حل سياسي شامل.
وسلم وفد بلادنا نسخة من كلمة البرلمان اليمني التي القيت في المؤتمر إلى السكرتير العام والذي بدوره اعتبرها احدى وثائق الدورة الحالية .
حضر اللقاء كبير المستشارين بالأمانة العامة لاتحاد البرلمان الدولي مختار عمر.
