Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

د.أحمد الصعدي: آخر أسلحة العدوان السعودي: الاستسلام مقابل المرتبات.!

بعد أن فشلت أسلحة بني سعود وحلفها الإجرامي بزعامة أمريكا، في إخضاع اليمنيين بالقتل والحصار اكتشف العدو سلاح الدمار الشامل كما تصوره له أوهامه، فقرر السطو على البنك المركزي لمنع تسليم المرتبات إلا لمن يعلن استسلامه. ولأن هذا العمل يظهر قذارته فقد احتاط لنفسه بارتداء قفازات هي ما يسميه بالرئيس الشرعي والحكومة الشرعية.

الآن يتصارع لصوص “الشرعية” على إيرادات منفذ الوديعة والنفط والغاز بل ويلهثون للسطو على الاحتياطي المودع في الخارج لو تتاح لهم الفرصة. إلا أنهم، أي لصوص “الشرعية” يصورون السطو على البنك المركزي بوصفه الوسيلة الأهم لتقصير أمد الحرب هكذا يقول وزير خارجية حكومة الفندق عبدالملك المخلافي في مقابلته مع صحيفة ((الحياة)) السعودية أواخر سبتمبر الماضي. قال في تلك المقابلة أن الحكومة ستسلم المرتبات لكل المناطق بما فيها المناطق الواقعة تحت سيطرة الإنقلابيين ولكن بعد تسليم القرار وهو يعني بذلك بعد أن يستسلم بسبب المرتب شعب قاوم 18 دولة وتصدى لأحدث أسلحة الجو والبر والبحر، وانتقل من الدفاع إلى الهجوم وحول في ما يبثه الإعلام الحربي لجيش العدو الى اضحوكة للمراقبين العسكريين العرب والأجانب.

إن سلاح المرتبات لن يجدي نفعا بقدر ما أظهر دناءة العدو السعودي الأمريكي وأدواته من اليمنيين. إن استخدام المرتبات سلاحا في هذا العدوان وممن يدعي أنه رئيس شرعي وحكومة شرعية يدفعنا لإجراء بعض المقارنات في الأخلاق السياسية . عام 2011 خرجنا نحن المنتمين إلى اللقاء المشترك ومن إنضم إلينا من المستقلين في جامعة صنعاء مع من خرج لإسقاط النظام ثم اختزلت المطالب بإسقاط علي عبدالله صالح وإحلال عبدربه أو علي محسن مكانه. أوقفنا التدريس في الجامعة، وتحت قيادة النقابة عرقلنا كل إمكانية لإعادة الدراسة، وتحت شعار (( لا دراسة ولا تدريس حتى يرحل الرئيس)) انطلق شبان الأحزاب لإغلاق الكليات بالسلاسل وإخراج من لم يمتثل للقرار الثوري واستمر في التدريس من القاعات قسرا وتعريض بعض أعضاء هيئة التدريس للإهانة أحيانا وعندما فكرت إدارة الجامعة في أماكن بديلة رفضنا بل واعتبرنا الذهاب للتدريس خيانة. وطوال تلك الفترة التي امتدت لحوالي فصلين دراسيين كنا نستلم مرتباتنا في أوقاتها ولم يهددونا بقطع المرتبات رغم انقطاعنا عن التدريس.

وكنا إذا ما تخوف البعض من إمكانية لجوء السلطة إلى إجراء كهذا نحشد المواثيق والمعاهدات الدولية بشأن حقوق الإنسان ونقول أن ليس من حق علي عبدالله صالح أن يستخدم المرتب لردعنا عن المطالبة بإسقاطه رغم أنه كان ما يزال يملك من السلطة والقوة ما يكفي لمحو الساحات لو كان لديه من الحقد والكراهية ما لدى من أرسل طائراته لقصف الصالة الكبرى وقبلها لارتكاب عشرات المجازر منذ 26/مارس/2015 .

أذكر بعض الاصدقاء -وبدون زعل- أن ساحة التغيير كانت محاطة “ببلاطجة” مستعدين لافتراسنا لو صدرت لهم الأوامر. اليوم تخيرنا عصابة مقيمة في فنادق ولا تجرؤ على العودة بين الاستسلام أو عدم إستلام المرتبات. قارنوا يا أصدقائي بين أخلاق السياسيين، فليس صحيحا إطلاقا أن السياسة تفترض التجرد من الأخلاق وأن السياسي الناجح لا أخلاق له، فقد يجتمع الانحطاط والخسران معا كما هو الحال في أدوات عدوان بني سعود.

لا أستغرب عدوانية وإجرام العدو السعودي/الأمريكي فهذه طبيعته وتلك وسائله لكن ما أستغربه بحق هو تلك العدوانية والنزعة الإجرامية التي يظهرها بعض ((نجوم)) 2011م من القادة والناشطين الحزبيين، فحين أرى ما يفعلون وأسمع ما يقولون لا أملك إلا أن أقول مع بدر شاكر السياب :

لك الحمد أن الرزايا عطاء وأن المصيبات بعض الكرم

لك الحمد مهما استطال البلاء ومهما أستبد الألم

Share

التصنيفات: أقــلام

Share