Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

ناصيف ياسين : ” محرقةُ صنعاء : مَن يتحمّلُ وِزْرَها ؟!”

ناصيف ياسين

” مجزرةُ صنعاءَ ” المُروّعة ، أو بتعبيرٍ أدقّ ” محرقتُها ” ، لم تكنِ الأولى : لا في الأعراس ، ولا الأسواق ، ولا المآتم ، لكنها كانت الأقسى والأفظع …وهي مثلّثةُ التخطيط ، دوليّةُ التنفيذ ، وبرعاية الأمم المتّحدة وتواطئها ؟

– فالولاياتُ المتحدة التي بَنَت كيانها على جثث ” الهنود الحُمر ” ، واستكملت نهجها الذي عاد وبَلْوَرَهُ ” هنري كيسنجر ” بمبدئه في إبادة ” الفيتكونغ” الذي أطلق عليه رموزَهُ الشّيفريّة بهدف ” أكل الشعوب ” والتغذية بإبادتها تسميات : ” الإفطار – الغداء- الوجبة الخفيفة – العشاء ، والتعقيبة ” حسب قوة واتّساع كل محرقةٍ اميركية يحصد بها الطيران الحربيّ في طلعته من شعوب فيتنام وبورما وتايلاند وبقية الجوار … والحاصدةُ ، ما زالت مستمرّةً في كل بقاع العالم … ونحن اليوم ، جزءٌ أساسيٌّ من ” وجَبَاتها ” ؟!

– ألكيان الصهيونيُّ الاستيطاني الذي اختطّ وجودَهُ بمجازرَ ضدّ الشعب الفلسطينيّ ، وِفْقَ معادلةٍ قٍوامها : لكلّ قريةٍ أو مدينةٍ : مجزرةٌ وأكثر ، أينما حلّ ” جيشُهُ” : داخلَ فلسطين المحتلّة ، وخارجها … وسّع نشاطاته إلى أقطارنا العربية ، حتى أصبحت محرقَتُهُ المُدّعاة ” أوشفيتز” نقطةً في بحر المحارق والمجازر التي نكتوي بنارها ونُردَمُ ونُدفَنُ بدمارها؟!

– آلُ سعود ، وما يشهد لهم به تاريخُ تسلُّطِهٍمً- منذ أنْ ابتُلِيَ بهم شعبُ الجزيرة العربية ، وحتّى الآن – يمضون في نشْرٍ ما رضِعوهُ ، وأرضَعوهُ ، من حقدٍ وتسلّطٍ واستبدادٍ ، في مُلْكٍ عَضوضٍ ، تطوّعوا لأجلِهٍ : فكرًا وسيفًا ونارًا ودمارًا لٍقَتْل كلّ حياةٍ على أرض العرب ، كي يعيشَ العدوُّ الصهيونيّ ” هانئًا ، مُطمئنّ البالِ ” لا يُكَدّر خاطرَهُ مُكَدّر !!

ثلاثةُ أطرافٍ ، هم ، إذن ، استكملوا : ” متآلفين مُتضامنين ” حياكة خطّةٍ منهجيّةٍ لتدمير اليمن : بِمَن وما عليها ، أسوةً بباقي دنيا ” العربِ العُصاة” ، وإحراقها : كي لا يبقى فيها حجرٌ على حجر ، ولا بشرٌ يجاور بشر ، في ظلّ تواطؤٍ من ” الأمم المتّحدة ” و ” أمينِها العام “” الذي كان قد ” زلّ لسانُهُ ” وأدان ” سابقًا ” مجازر ” تحالف آلِ سعود ” بحقّ الشعب اليمني : أطفالِهٍ ونسائهِ وشيوخه ومدنيّيه ، لكنه عاد و” أسِفَ” وتراجعَ عن تلك ” الإدانة ” بعد ” قرصةِ أذنٍ” من أمريكا ، وسدّة فمٍ ” من نعلٍ سعوديٍّ ممهورةٍ بالبترودولار ، مُعطيًا بذلك ” شيكًا على بياض ” لاستكمال مهمة الإبادة الجماعية بحقّ اليمنيّين ؟!

هؤلاءِ : مُمْتَهِنو الحرق والقتل والتدمير …” ألآباءُ المُؤَسِّسون ” لعصابات الإرهاب التكفيريّ ، مع أذنابهم من صغار النفوس في الممالك والإمارات والمشيخات ، هم مَن يتحمّلون وِزْرَ استشهاد مئات الشهداء : مُتَفحّمين وأشلاء وجثثًا خالَطَ عظامها ودمَها ودماءها حطامُ الإسمنت و حديدُهُ ، إضافةً لمئات الجرحى الذين لم يبتّ الموتُ المُرَوّعُ بمصير أكثرهم بعد ، في قاعةٍ لمجلسِ عزاءٍ بوفاةِ والِدِ وزيرِ الداخليّة ، ولا علاقة لها بالعسكر ومهماته القتالية !!

هي “محرقةٌ ” مُروّعةٌ بظروفها ومفاعيلها ، بحقّ الشعب اليمنيّ البطل ، تعتصر لها النفوس ألمًا ، وغضبًا ، ويَندى لها جبينُ الإنسانية : خجلًا واحتقارًا للذين افتعلوها ، جهارَ نَهار ، ثمّ يتظاهرون – بوقاحةٍ وفجاجةٍ فاجِرَتَيْن – أنهم ليسوا مسؤولين عنها ، بل ” هم جاهزون للتحقيق معهم ” … ؟!

والمُضحِكُ / المُبكي ، أنّ السعوديّين يطالبون بأن يُحقّقَ معهم الأمريكيّون : ذئبٌ يُحاكٍمُ ضبعًا ؟

لن نقولَ لليمنيّين ما عليهم أن يفعلوه ، لأنهم أصبحوا أصحابَ دُربةٍ في كيفيّة الرّدّ المناسب : موقعًا وأسلوبًا …

ولكن يمكن القول : إنّ مسيرة ” ذات الشوكة ” شاقّةٌ وعسيرة ، وهم لها ، وتاريخهم يشهد : فالمجد للشهداء ، والشفاء للجرحى ، وكامل العزاء والفخر والنصر الأكيد للشعب اليمنيّ البطل ، والخزيُ والعار والهزيمة لأعدائه وأعداء الأمة العربية وحلفائها ؟!!.

Share

التصنيفات: أقــلام

Share