Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

فكري قاسم: إطفائي الحرائق لم يمت !

في جريمة بشعة شهدتها صالة عزاء حولت البلد الى مناحة حزينة مات اطفائي الحرائق في اليمن .وتبقت الحريق تحاول التهام كل شيء .

الذين يتألمون يعرفون معنى الخسارات الكبيرة . كانت هنا او هناك ، والذين يعرفون (عبدالقادر هلال) عن قرب لابد انهم يشعرون الان ، وفي هذه الظروف الصعبة ، بواحدة من تلك الخسارات الكبيرة .

 

تحرك الإطفائي هلال خلال سنوات شغله للوظيفة العامة في اكثر المربعات سخونة وكان وجها مقبولا لدى الجميع في الشمال والجنوب ،فلم يكن طائفيا ولا مناطقيا ولاحزبيا متعصبا ولا هو من ذلك الصنف من الرجال الذين يتكئون على ارث القبيلة وكان يقول دائما بأن السلاح في ميدان السياسة هزيمة خالصة ، ووقف ضد كل الحروب التي كان يعرف انها تتحول تلقائيا الى محارق للطاقات ومصنع لإنتاج العاهات وتصدير الكراهية بين ابناء البلد الواحد . وعاش حياته المهنية والاسرية متشيعا للمحبة و للسلام وورث ذلك لأبنائه ولكل من نالهم حظ مصادفته في الحياة ، ويكفي ان يذهب احدكم في هذا الوقت المليء بالتشنجات وبالاحزان الى صفحة نجله ” حسين ” في موقع التواصل الاجتماعي ” فيس بوك” وسيعرف المعدن الأصيل لذلك الراحل الكبير .

حسين الشاب ذي الثلاثين او اقل ، تغلب على الاحزان وغلب البشاعات التي تحاول دائما الاستفادة من دماء الضحايا وكتب في اليوم الثاني من حادثة استشهاد والده يقول ” اوقفوا الحرب التي تقتل اليمنيين” ، فهو يعرف جيدا ان والده واحدا من بين الاف الابرياء الذين طحنتهم هذه الحرب العبثية وان لا حل لنسيان الاحزان ودفنها الا بالسلام .

لا يموت ابدا من ربى اولاده على فضائل المحبة والخير والسلام .

الإطفائي لم يمت ، ماتت الحريق .

Share

التصنيفات: أقــلام

Share