Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

الرقص على أنقاض الحالمة !

حنان حسين

مرت شهور العدوان طويلة وثقيلة وتساقطت المكابرة الزائفة وعلم كل اليمنيين الذين توهموا لفترة بسيطة أن العدوان جاء ليحرر اليمن من الكيان الحوثي ذراع إيران في اليمن ، فالمتأمل لمراكز القصف يعلم جيداً أن اليمن ببنيته التحتية كان محل استهداف لهذا العدوان الإرهابي العربي .

فالتف الشعب بفئاته المختلفة مع الجيش واللجان الشعبية لمواجهة هذا العدوان والدفاع عن الوطن فمنهم من حمل السلاح والتحق بالجيش واللجان الشعبية، ومنهم من واجه العدوان بطريقته وبحسب إمكانياته رغم كل التحفظات على طريقة انقضاض أنصار الله على السلطة ، وتحفظهم أيضاً على طريقة إدارتهم للدولة ، فمجابهة العدوان أول الأوليات ، وإذا على المآخذ المأخوذة على أنصار الله فليسوا أكثر قبحاً أو سوءاً من سلفهم ، فمنذ 2011م اعتلى السلطة أردأ الناس وأكثرهم فساداً وأقلهم وطنية .

 

إلا أن محافظة تعز ظلت تكابر وتكابر و تكابر ولا تزال مصرة أن تشذ عن القاعدة العامة أو عن الفطرية التي يفترض أن تنصاع لها وهي حماية الوطن ، وكالعادة يجد أصحاب المصالح في بعض أهالي تعز البيئة الخصبة لتنفيذ مخططاتهم وبسهولة ، فشراء القادة أسهل الطرق وتعبئة القواعد والشباب على مفاهيم مغلوطة أكثر سهولة أيضاً رغم أن تعز تعتبر من أكثر المدن ثقافة وعلم كما هو معروف على عاصمة الثقافة .

وإن كانت الحقيقة موجعة لنا نحن أهالي تعز

إلا أنه لا بد أن نعلم جميعاً أن انتهاك كرامة تعز- الشماعة التي غذى بها المرتزقة والقادة العملاء أذرعت العدوان- قواعدهم لم تكن من الجيش واللجان الشعبية وإن كنا ضد تواجدهم في تعز ولا نبرر هذا التواجد يوماً ولا زلنا وسنظل فتواجد الجيش في الحدود ليس المدن .

 

بل من المقاومة وفصائلها القاعدية الإرهابية فالمتأمل لفصائل هذه المسماة المقاومة توزعت بين تيار قاعدي وتيار إخواني وأخر سلفي ورابع توزع تحت مسمى لواء الصعاليك ولواء الطلاب وقادة هذه المجاميع عبارة عن تجار بشر مرتزقة لا أكثر ولا أقل .

فكل هذه المجاميع المسلحة أسلحتها تأتي من دول العدوان وتغذي قادتها بالأموال الخليجية

وهذا كفيل بأن نجزم أن هذا أول انتهاك لكرامة تعز وسيادة اليمن كلها وهنا لن أخوض في الحديث عن “سيادة اليمن” فهذا الأمر لم يعد وللأسف لم يكن يوماً مهم عند أهالي تعز .

إن الحديث والتشدق بكرامة تعز والتنطع المخالف للواقع بات مضحكاً ومبكياً في ذات الوقت ، وتحويل المدارس إلى ثكنات عسكرية وتوقف الحياة ونزوح أهاليها وبث الرعب في المدينة والقتل الماجن والسحل والتمثيل بالجثث أكبر انتهاك لكرامة تعز وللإنسانية كلها

فضعف أو غياب روابط القبيلة والأعراف التقليدية فيها يسهل دوماً احتراقها ومن قادة مرتزقة ومعروف تاريخهم الأسود ولكن بمجرد تعبئة بسيطة تجد الشريحة المثقفة منصاعة لهذه المجاميع بل وتقدم لها الولاء والطاعة . .

 

والشريحة الأغلب من أهالي تعز تختار دائماً الصمت وتجد نفسها بين خيارين أحلاهما مر فتفضل الصمت ، والغريب أن النخبة في تعز منقسمين أيضاً فمنهم من انصاع وباع القضية كلها ومنهم من هرول للخارج ليختار طريق الصمت متأمل المدينة الحزينة وهي تموت ببطئ ودون أي اهتمام ومبالاة ، لا تجد الشعور بالغيرة والألم أو حتى محاولة إنعاش المدينة التي ماتت إكلينيكياً وبات استيقاظها محال . .

والبعض الأخر تجده ينقل فؤاده حيثما فرض الواقع ويبقى حنينه لمصلحته الخاصة فوق كل اعتبار حتى اعتبار الوطن والولاء له ، أما البعض الأخير فيظل صامد بمواقفه الخطابية واعتراضه الخجول .ولكن لا شيء أكثر.

 

والمؤلم هنا العنصرية و المناطقية التي تجسدت بطريقة مقززة وتعملقت بمبررات أكثر عنصرية ، تجد الحديث عن الوطن متجسد في حديثهم عن تعز وعن التأمر على تعز وعن تعز الضحية والفريسة ، لا توجد أي مدينة تزاحم الحالمة في هذا الجانب .

وبالشكل العملي حتى هذه العنصرية لم تسخر بشكل فعلي لحماية تعز والذود عنها ليكون ثمة جانب إيجابي لها ، فنجد كل ما يفتك بالمدينة متواجد ومحمي أيضاً

ويظل صوت التنديد بمليشيات الحوثي وعفاش المتواجدة في المدينة يعلوا وتختفي هذه الأصوات عن المجاميع القادمة من أوكار القاعدة من مدن أخرى وتتمركز في شوارع المدينة وتمارس القتل والسحل والإرهاب دون أي معارضة أو تنديد أو حتى رفض .

هذه المتناقضات الغريبة والمواقف المتحولة تجعل العدوان أكثر إمعاناً في نسيان تعز واحتقار لأهاليها والذي يمكن شرائهم بكل سهولة وتطويعهم لصالحه ، فمن لم يوافق على البيعة والارتزاق ستجده صامت وكأن الأمر لا يعنيه وبهذا يكون في نظر نفسه أنه وطني من الطراز الأول فلم يقبض كالآخرين ثمن اغتيال وانتهاك المدينة .

فيا رجال تعز الصامتون ألم يحن الوقت أن تنقذوا أنقاض المدينة ؟!

ألم يحن الوقت يا وجهاء تعز والمعتبرون نخبتها المكابرون أن تشبع جيوبكم وبطونكم عن البيع والعمالة والارتزاق ،

ألا تشعرون بالخزي والعار ومدينتكم أصبحت مسرحاً ينفذ مخطط عدوان إرهابي غاشم ، فر قائد مقاومتكم بعد أن جلب كل الموت والدمار ليتسكع في تركيا ويصرف ثمن اغتصاب واغتيال المدينة ؟! تفضلون أن تظلوا ارجوزات تنتظرون الفتات المتساقط من السماء بإنزال مظلي مهين .

ألا يكفي عصيان وتنكر لهذا الوطن المخذول منا ؟!

Share

التصنيفات: أقــلام

Share