Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

” معركة الأمعاء الخاوية : فلسطين بمساحة العرب ؟! “.

ناصيف ياسين

لم يُعدَم الشعبُ الفلسطينيّ – منذ أن احتُلّتْ أرضُهُ- أيّ وسيلةٍ مُمكنةٍ ، مهما كانت ، لإعلان رفضه الإعتراف بالكيان الصهيونيّ ، والتسليم بمنطق الغطرسة القهرية التي تُمارَسُ عليه ، منذ البدايات الأولى للمقاومة ضدّ الكيان الدخيل ، حتى وصل إلى ما يُعرَفُ بِ ” معركة الأمعاء الخاوية ” التي يُمثّل الأخَوَان : محمد ومحمود البلبول ، نموذجًا راهنًا أثبت نجاعته ، في ظلّ التآمر ، بوجهَيه : الداخليّ والخارجيّ !
فالأخَوَان اللذان اعتُقِلا ، إثرَ استشهادِ والدِهِما ، أعلنا إضرابًا مفتوحًا عن الطعام منذ مطلع يوليو/ تموز الماضي ، احتجاجًا على ما يُسمّى ” الإعتقال الإداريّ ” الذي يُمارسُه الصهاينة ضدّهما ، وضدّ غيرهما ، دون تهمةٍ أو محاكمةٍ ، أو توقيتٍ محدّد . إلى درجةٍ فَقَدَ معها محمد – وهو طبيب أسنان – بصرَهُ ، مؤقّتًا ، ووصلت حالُ أخيه ، إلى درجةٍ تُهدِّد بِشَلَلِ أطرافه، وهو ما دفع خمسة آلاف مُعتَقَلٍ وأسير فلسطينيّ لإعلان الإضراب المفتوح عن الطعام ، تضامنًا واحتجاجًا ، وإعلانًا : كشكلٍ من أشكال المقاومة بِ ” الأمعاء الخاوية ” :
في وقتٍ تسعى فيه الأنظمة في مصر والسعودية والإمارات – بالتواطؤ مع ” إسرائيل ” – والإتّفاق مع محمود عباس ، على إعادة محمود دحلان وجبريل الرجّوب ، إلى ” السُّلْطة الفلسطينية ” و ” فتح ” ليسهُلَ عليهم جميعًا ، تقاسُمَ فُتات ” الجبنة ” من يد العدو الاسرائيليّ و” ترويض العُصاةِ” من الشعب الفلسطينيّ الذي يُقاتل بالسكين ودولاب السيارة وحتى ” أمعائه الخاوية ِ ” أساسًا ؟!
كذلك : في الوقت الذي صدَرَ فيه تقريرٌ تابعٌ لإحدى منظّمات الأمم المتحدة ، يُقرّ فيه بأنّ نسبة وفيّات الأطفال الفلسطينيّين ، قد ارتفعت إلى مستوى يُعادل الخمسين سنةً السابقة على عام 2015 ، ما يعني أنّ ” فتوّةَ” الشعب الفلسطينيّ تُصابُ في الصميم : قتلًا وحرقًا واعتقالًا وتجويعًا وإبعادًا ، مع مضايقاتٍ على المعابر ، كمعبر ” رفح” من قِبَلِ الجانب المصريّ !
لقد تشظّت المنطقة العربية ، لا سيّما منها ما كان مؤهّلًا – موضوعيًّا – يومًا ما ، ليكون دعامةً مساعدةً في تحرير فلسطين … وكان التشظّي مقصودًا لِتَرْكِ ” أولى القبلتين عاريةً ” من أيّ نصيرٍ أمام جحافل الغزاة الصهاينة وحلفائهم ، في وقتٍ تُستباح فيه السّلْطَةُ في منطقة الحرمين الشريفين من قِبَلِ آل سعود الذين يُوزّعون إرهابهم على اليمن والعراق وسوريا والبحرين وليبيا ولبنان .
لم تَعُدْ فلسطين قُطرًا جغرافيًّا و” أرض ميعاد ” منفردة ٍ للصهاينة ، بقدْرِ ما أصبح الوطن العربيّ ، بِرُمّتِه ” أرضًا فلسطينيةً موعودةً ” لصالح الحلف الصهيو / أمريكيّ / السعوديّ / التركيّ ، ومَن معهم جميعًا … ممّا يعني أنّ المواجهة تستلزم نمطَيْن متداخلَيْن : الأول : عبر محور المقاومة والممانعة الذي يخوض ، الآن ، مواجهةً موصوفةً مترامية الأطراف ، ببسالةٍ وصلابة ، والثاني : الذي يتطلّب تنظيمًا عربيًّا ثوريًّا : عِمادُهُ كلّ المُنضَوِين في إطار الثقافة العربية ، مهما تنوّعت الإنتماءاتُ الإثنية والدينية وأصولُها … لأننا ، واقعًا ، نحن أمام هجمةٍ تستهدفنا ، بكل مُكَوّنات أمّتنا : ما بين المحيط والخليج ، مع كل من يساندنا في استرجاع حقّنا : في الجوار من أممٍ وإنظمةٍ في الإقليم .
على العرب أن يستلهموا تجارب الأمم والشعوب الأخرى ، مثل : إيران وكوريا الشمالية والصين وكوبا ، وغيرها … فمصائر الشعوبِ بِأيدي ثوّارها ومجاهديها ، لا بأيدي تجارها وسماسرتها :
فالحقّ للعزْمِ والأرواحٍ : إنْ قَوِيَتْ سادتْ، وإنْ ضعفتْ : حلّتْ بها الغٍيَرُ ؟؟!

Share

التصنيفات: أقــلام

Share