Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

” ألسفيرُ السعوديّ على حقّ: كلّهم السّبهان ؟! ” .

ناصيف ياسين*
لم ينتظر سفيرُ السعوديّة في العراق : ثامر السّبهان ، طويلًا ، ليبدأ مهمّاتِه المُبَيّتَة التي أوكلت إليه ، في إثارة النعرات الطائفيّة / المذهبية ، وتعميق آثامها في بلاد الرافدَيْن ، في تآلفٍ منطقيٍّ مُمَنهَجٍ مع خطّ آلِ سعود السائرين – علنًا – وفق أهداف الحلف الصهيو / أمريكيّ وعصابات الإرهاب التكفيريّ ، التي اتّخذت من الموصل منطلقًا للتوسّع في مدّ النهج التدميريّ لكلّ المنطقة العربية .
مهمّةُ السفراء السعوديّين ، في بلاد العرب ، تختلف عن مهماتهم في بلادٍ أخرى : فهم في الأولى ، ينقلون أوامرَ الرياض وغاياتِها الفِتْنَويّة إلى تلك البلاد ، وهم بذلك ، يُكمّلون دور زملائهم المُنتدَبين في بلاد الغرب ، الذين ينقلون أوامر واشنطن وبقية عواصم الإمبريالية الأخريات ، إلى ملك السعودية لتنفيذها عبر ملوك وأمراء الخليج وبقية ” العربان ” ، بما يتناغم مع الحلف الصهيو / أمريكي ومراميه .
هذا ” السّبهان ” بذلَ جُلّ همّهِ في دجَلِ الإنحياز ” للسّنّةِ” باعتبارِهِم ” عَرَبَهُ” ، ضدّ ” الشيعةِ ” باعتبارهم ” فُرْسًا “… وهو ما يدعو إلى حصحصةِ الحقّ في هذا التخبّط الباطل المُمَنهج والمقصود ، ضمن المعايير التالية :
– لا يحقّ لسفير ” الوهّابيّين ” أن يتحدّث باسمِ ” السّنّة” ما دام محمد بن عبد الوهاب نفسه ، وأتباعه ، يكفّرون مذاهبَ السّنّة الأربعة وأتباعها ، و يُنزِلون بهم أفظع المجازر ، مثلما يفعلون ببقية الطوائف والمذاهب الأخرى ، وهذا انحيازٌ مُفتَعَلٌ من السفير ، واضحٌ ، ولا يعتريه التباسٌ أو تزويرٌ ، غايته الفتنة وإثارة المذابح الأهلية ليس إلّا …
– لا يحقّ لهذا السفير أن يتحدّث باسم العرب ، ما دامت دولتُه تُجاهر بعلاقاتها وارتباطاتها بالصهاينة ، مثلما فعل تركي الفيصل ، وكذلك أنور عشقي وزيارته مع الوفد السعودي ولقاؤه للمسؤولين في ” إسرائيل ” ، ودعم آل سعود لكل إجراءات الصهاينة ضدّ الفلسطينيّين العرب في انتفاضاتهم .
– أمّا الحديث عن حنَقِهِ من ” الحشد الشعبيّ” كمُكوِّنٍ عراقيٍّ عربيّ ، فخلفيّةُ هذا ” الوهّابيّ” هي في جوهرها : الحفاظ على ” داعش” وبقية العصابات الإرهابية في الفلّوجة والأنبار والموصل ، وغيرها ، وبكلّ ما يتّصل بالنهج الإرهابيّ التكفيريّ : داخل العراق وخارجه !
– وما أورده من غمزٍ ولمزٍ ، بدايةً ، ثم علنًا ، في الآخر ، تجاه المستشارين الإيرانيّين ، فهو تدخّلٌ فيما لا يعنيه ، بهذا وغيره ، أصلًا كسفير ، وخارج مهمّاته ، لا سيّما وأنهم جاؤوا بإرادة الدولة العراقيّة ، وبناءً على طلبِها . وما يقومون به ، لا يخرج عن كونه محاربة للإرهاب .
– لم ينبس السفير بِبِنْتَ شفَه ، عن الدور الصهيو / أمريكيّ المباشر ، في العراق ، وتواجده المُعلَن ، سواء في منطقة الأكرادً، أو العاصمة بغداد ؟!
– ألسّنّةُ والشيعةُ وبقيّةُ المُكوّنات العراقية ، مهما كانت الطائفة والمذهب والإثنية : هم عراقيّون وبثقافةٍ عربية جامعة منذ ما قبل الدولة العباسية ، وما بعدها . وليُنَظَرْ إلى ثورة العشرين ضدّ الانكليز ، ثم ثورة رشيد عالي الكيلاني في الحرب العالمية الثانية ، ثم عام ثمانيةٍ وخمسين ضدّ “حلف بغداد ” الأمريكيّ ، وبعده قصف الطيران الإسرائيليّ لمفاعل ” تموز” النوويّ عام 1981، والحصار الأمريكيّ و” تحالفه طوالَ ” ثلاث عشرة سنة للشعب العراقيّ بمساعدة السعودية و بقية دول الخليج ، وكذلك إسقاط بغداد عام 2003 ، بنفس التأييد السعوديّ / الخليجيّ … كلها علاماتٌ دامغةٌ ضدّ آلِ سعود وما يمثّلون … لقد صدَقَ ” السبهان” حينما قال : كلّ السفراء السعوديّين همُ” السبهان” … وكان العراق على حقٍّ في طلب تغييره واستبدالِهِ ، لكن شرط وضْعِ حدٍّ لِخَلَفٍهِ ، إنْ أتى … هي البدايةُ ضدّ جراثيم ” السّعْوَدَة ” … والبقيّةُ تأتي ؟!!

  • كاتب لبناني

Share

التصنيفات: أقــلام

Share