Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

على الطريق..¿!

 كانت الشمس حارقة تتوسط كبد السماء.. درجة الحرارة لا تطاق.. قد تصل إلى ما يقارب الأربعين فوق الصفر.. وصل صاحبنا بسيارته إلى إحدى الجولات بالعاصمة فأوقفته إشارة المرور الحمراء.. وتدافعت فجأة السيارات من الجهة المقابلة.. فتح «المكيف» فإذا به يقذف هواء حاراٍ.. تململ وخلع جاكتته ورماها بعصبيه إلى الكرسي الخلفي وضغط على «ازرار» النوافذ المغلقة! وهم بمواصلة السير لكنه ونتيجة لإنقطاع الكهرباء المفاجئ.. انقطعت الإشارة وتدافعت السيارات من الاتجاهات الأربعة زاد الازدحام وارتفعت درجة الحرارة أكثر.. تضايق صاحبنا وخلع حزام الأمان من على كتفه.. التفت يساراٍ فإذا بإمرأة تمد يدها وتطلب «حق الغداء» وبنفس الاسطوانة.. معي عشرة أولاد صغار بدون غداء.. وبدأت تدعو له بالصحة والعافية.. و.. الخ¿!

 

– على الله يا حجة أنا مازلت بدون غداء إلى الآن.. ابتعدت عنه وهي تنظر اليه شزراٍ.. كان على الرصيف رجل بجانبه ثلاثة أولاد صغار وبنتان.. أومأ إلى المرأة أن تعود إلى السائق وأشار لها إلى وجنته المنفوخة¿!

 

اقتربت مرة أخرى وقالت «كان شوية قات»¿

 

يا حجة.. يا أختي.. يا بنتي ما بش معي..¿!

 

اقترب منه آخر.. الليم يا شيخ الليم بمائة ريال «بس»!

 

الله يفتح عليك.. لكن البائع بدأ يشرح فوائد الليم على الأعصاب وإزالة الحرار.ة.و..¿

 

يا أخي.. لم يكمل الحديث بسبب كلاكسات السيارات.. والتفت إلى الخلف وصاح زحمة!¿ زحمة!¿ زحمة ياناس¿

 

– هيا الليم يا شيخ..! مليح¿

 

– مش أنا شيخ.. قالها بعصبية والشرر يتطاير من عينيه.. مضى البائع وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة.. وفجأة رأى آخر يعرض عليه مساحات سيارة ويقول انظر اصلي ياباني..

 

– كان العرق يتصبب من اجزاء جسم الرجل ووجهه.. ولم يرد!

 

– اقترب منه طفل وبيده «قوارير مياه»

 

– يا شيخ اشرب «القارورة» بمائة..!

 

ـ يا ابني الله يدي لك ولنا «مابش معي»¿!

 

ـ ومالك.. صورتك «بتنخط» وبدأ يستفز الرجل بالشتائم السوقية المقذعة.. فتح باب السيارة وحاول اللحاق به لكن الطفل كان يقفز كالقرد.. ويفتعل حركات سوقية مع الرجل فأخطر السائق أن ينعته بكلمات غير لائقة ويلعن «سنسفيل أبوه»

 

– عاد السائق وفتح سيارته فارتطم موتوسيكل بباب السيارة! تجمع الناس وبدأ صاحب الموتوسيكل يصيح.. صدمني¿

 

لم ينتبه صاحبنا إلى الأضرار التي لحقت بمؤخرة باب سيارته الخلفيه  إلا حينما فرِ سائق «المتور»..¿!

 

– بدأ يهذي سائق السيارة وقد نشف ريقه..

 

واختتم لا ولن يستقيم حالنا مثل البلدان الأخرى إلا إذا اهتمت الحكومة بالتعليم أولاٍ.. والقضاء ثانياٍ حينها لن يضطر صاحب البيت إلى عمل «شباك» لنوافذه.. ولن يكسر أحد إشارة المرور.. وستنتهي الثأرات نتيجة التطويل في القضايا أمام المحاكم… وستظهر قدرات المبدعين

 

قاطعه آخر..بيب.. بيب.. هيا «أمشي» اخرتنا¿

 

جيت تنظر هذا الوقت.. الشمس أحرقتنا يا خبير.. هيا أولاٍ سير صلح سيارتك¿

 

حينها عادت الكهرباء وفتحت الإشارة.. ومضى وهو يردد إصلاح القضاء والتعليم من أولوياتنا إذا أردنا أن يصلح حالنا..

علي الأشموري

Share

التصنيفات: الصفحة الأخيرة

Share