Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

سأم الجنوبيين

حافظ مصطفى علي

 

(سئم الجنوبيون ) هكذا ابتدأ السيد بنعمر حديثه في الأمم المتحدة وقد أحدثت العبارة تفسيرات على مستوى النخب والشارع في الشمال والجنوب إلا ان الجنوبيين من المحاربين القدامى لم يشعروا بالتفاؤل بل بالاستدراج إلى الحوار الواضحة الملامح بالنسبة لهم بينما وصفت النخب التقليدية في الشمال تلك العبارة بـ ((سودنة اليمن)) الشك هو سيد الموقف ولكننا إذا ماوقفنا أمام الفعل ( سئم ) ومعناه اللغوي سنجده مرادفاٍ للفعل (ضجر ) أو (مل) بما يوحي أنهم – أي الجنوبيين – لايرون في الحوار حلا فعليا يعولون عليه ! بينما يرى الشماليون في المؤتمر الأمل وإنقاذ مايمكن إنقاده في إبقاء اليمن موحداٍ بين مفردات الشك والأمل والملل يجمع الأطراف على نبل الوحدة كهدف لولا نفر من الناهبين والقتلة. وقد عبر أحد الجنوبيين عن ذلك بقوله : ( بالانفصال نحمي الوحدة ) يقصد بذلك الحفاظ على المشاعر والود كي تبقى الوحدة أملاٍ في القلوب بدلا من أن تتشظى الفكرة في النفوس ! جميل هذا الحوار الذي يحمل أكثر من عنوان فهو منهج لـ ( للمكاشفة ) أو ( إعادة البناء ) كما هي طريقة السوفييت عندما رفعوا بذات المعنى منهج ((البروسترويكا )) و (( الغلاسنوست)) تحرير النفوس والهواجس من الحديث في الغرف المغلقة المؤتمر من جانب هو فتح النوافذ لأشعة الشمس والهواء كي يمرا لخلق مناخ حضاري لإدارة الإختلاف ومن جانب آخر هو رسالة مربكة للعالم توضح مدى ثبات المؤسسة القبلية في وجه مشروع التحديث الأمر الذي يجعل مناقشة محاوره مستحيلة دون مناقشة شكل الدولة أولا إلا إذا كان القرار الخاص بذلك قد حسم دوليا بالفيدرالية ولم يتبق غير الوقوف أمام سأم الجنوبيين..

Share

التصنيفات: منوعــات

Share