حان الوقت للولوج في عالم جديد أسسه الاعتدال و محوره التخلي عن الأصولية المفرطة في المثال و دعامته الاستيعاب لدور الإعلام المرئي ( الفضائيات ) والانترنت و تأثيرها على الفرد والمجتمع والامة والشعب ومعها الدولة والحكومة و على التعاطي مع الآخر ذي العقل المتخشب بروح الحيطة و الحذر و ليس باهمال و لامبالاة لأن هذا العقل لا يرى إلا بعين واحدة و لا يمشي إلا على رجل واحدة و بالتالي فإنه اعصى على الترويض و الاستيعاب من ذلك الذي يرى بعينين و يسير على رجلين و لكنه ينظر الى مصلحته الخاصة قبل أن ينظر إلى مصلحة الشعب أو الدين أو الوطن
بمعنى آخر أن الأول عقائدي ايديولوجي متصخر صعب المراس و لا تنفع معه الاستمالة أو المداراة أو اللغه المشتركة فيما الثاني نفعي مصلحي يمكن التفاهم معه على اساس تحقيق مصلحته نصفها أو ربعها
إنه عصر الانترنت والإعلام المرئي (الفضائيات) الذي لا يعترف بوطن أو مواطن و لا يعترف بأقليم أو أقلمة أو تأقلم عالم الفاعلين الأقوياء المتحركين الناشطين وعالم المفعول فيهم المستهلكين للمأكولات والمشروبات الذين ينامون أكثر من غيرهم
ويبقى السؤال الذي يفرض نفسه علينا كيف يمكن تحقيق تنمية أو نهضة ثقافيه أو فكرية أو سياسية إذا بقيت مصطلحاتنا مجرد تمويهات لا يفقه معناها و لا يدرك مغزاها و بقيت دولتنا مجرد عسكري يحافظ على قداسة رموزها و يحذر من التحرش بهم أو بقداستهم و كيف ستكون سياستنا و ثقافتنا ¿¿ فإذا غابت السياسة و غاب القانون فالبديل هو الثورة أو الفوضى و إذا غاب الفكر و الثقافة فالبديل هو النوم والتخلف و الموت وإذا غاب الدين والضمير فشريعة غاب مخالب وأنيابا..
منذر البدح
