Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

صرخة استغاثة من صانع التنمية

علي هبه الحرازي

 

هذه وجهة نظر هي قابلة للتعديل من خلال المناقشة والحوار الشفاف الصادق النابع من روح المسؤولية الوطنية الذي لديه استشعار بالأخطار التي تهدد أمن واستقرار الوطن .

 

أن هذه الصرخة المصنوعة من الوضع المأسوي والخطير الذي يعيشه صانع التنمية (الجهاز الإداري للدولة ) المصٍاب بالأمراض الإدارية نتيجة سوء الإدارة وتكرار الأخطاء الإدارية المتراكمة في العملية الإدارية للجهاز الإداري حتى أفقد سيطرته على توازنه الفعال في عملية الإبداع والابتكار في دعم التنمية الاقتصادية والإنسانية في بلادنا مما أدى إلى ارتفاع نسبة الفقر والأمية في المجتمع اليمني وفقدان السعادة الحقيقة للشعب اليمني .

 

بصراحة ان فقدان دور الجهاز الإداري سيطرته في الإبداع والابتكار في العملية الإدارية هو قضية جوهرية وهو أحد بنود الحكم الرشيد من ضمن قضايا المؤتمر الوطني للحوار الشامل الذي بدأت فعالياته يوم 18مارس 2013م آمالي الحقيقة من علماء الإدارة وأهل الاختصاص في هذا المجال أن يقدموا رؤيتهم الثاقبة والصادقة وبعيداٍ من المكايدات السياسية لأن الجهاز الإداري للدولة هو بحاجة ماسة إلى وقفة علمية للعمل على استثمار جهود القيادة السياسية والاستفادة من الأشقاء والأصدقاء من تجاربهم ودعمهم لقضية الحكم الرشيد للدولة اليمنية والبحث الجاد والحوار الشفاف لإيجادالمعالجات الجذرية لاستئصال هذه الأمراض الإدارية المعيقة للعملية الإدارية للجهاز الإداري للدولة .

 

أن الوضع الراهن الذي يعيشه الجهاز الإداري هو بحاجة إلى دراسات ميدانية واستشارات إدارية من قبل خبراء في الإدارة وذوى الاختصاص أتمنى من الذين لهم علاقة في هذا المجال أن يفكروا في هذه القضية بعقولهم العلمية لدراسة هذا الوضع الراهن الذي يعيشه الجهاز الإداري هل هو بحاجة إلى إعادة هيكلته وما هي الأدوات اللازمة لتحقيق هذا المطلب أم هو بحاجة لعملية الإصلاح الإداري أم إلى ثورة إدارية حقيقة ¿ وما هي علاقته بالمعهد الوطني للعلوم الإدارية التي خدمته خمسين عاماٍ في مجال التنمية الإدارية ¿ وما هي الأسباب التي أدت إلى هذا الوضع الراهن الخطير ¿ هل هي مدرسة الإدارة ( المعهد الوطني للعلوم الإدارية ) التي لم تصنع له أفكارا إدارية إبداعية للتطوير وتحسين أدائه¿ أم هي عملية تهميش دور المعهد الوطني للعلوم الإدارية في عملية تدريب وتأهيل موظفي الجهاز الإداري للدولة وتقديم خدماتها في مجال التنمية الإدارية للجهاز الإداري للدولة ¿ أم هي عملية التدريب والتأهيل التي هي بطريقة عشوائية بدون دراسات ميدانية ما هي الاحتياجات التدريبية من المهارات الإدارية الفعالة للموظفين بما يتناسب مع التطورات العلمية في الإدارة الحديثة والفئة المستهدفة من الموظفين حتى يستفاد منهم مستقبلاِ في العملية الإدارية أم هي مراكز التدريب والمعاهد التابعة لبعض الوزارات والمؤسسات الحكومية حتى صنعت أزمة مالية على الحكومة في مجال التدريب والتأهيل لموظفي الجهاز الإداري أم هي بعض الوزارات أو الأجهزة الحكومية التي تعمل على إبرام صفقات في مجال الدراسات والاستشارات الإدارية دون العودة إلى المؤسسة الوطنية المتخصصة التي خدمت التنمية الإدارية خمسين عاماٍ ¿ هل هي التدخلات السياسية في العملية الإدارية في اتخاذ القرارات الإدارية في عملية التعيين والترقيات لموظفي الجهاز الإداري للدولة¿ هل هي عملية تعيين قيادات إدارية ليس لديها الكفاءة والقدرة في تحقيق الأهداف المطلوبة من القرار الإداري في مجال التنمية الاقتصادية ¿ هل هي الثقة المفقودة بين الموظف والقيادة الإدارية في المؤسسة الحكومية ¿ هل هو فقدان ساعات العمل للموظف الواقع مابين 50% إلى 80% من الدوام الرسمي في كثير من المؤسسات الحكومية والوزارات بدون استثمارها الاستثمار الأمثل في مجال التنمية لكي يستفيد منها المواطن اليمني البسيط ¿ .

 

أن مدرسة الإدارة في الدول المتقدمة هي بمثابة المستشفي الميداني لمعالجة كافة الأمراض المهددة للإدارة الحكومية وتصنع لها أفكار إدارية واقعية من خلال دراسات وأبحاث إدارية من الواقع في جميع المؤسسات الحكومية المتعثرة في أعمالها وما هي الأخطار التي تهددها أمنها واستقرارها الوظيفي ¿ ما هي الأسباب الحقيقة التي أدت إلى وضعها الراهن ¿ هل هي بحاجة إلى إعادة هيكلتها ورسم سياساتها العامة أو لوائحها التنظيمية وأهدافها الاستراتيجية المستقبلية حتى تستطيع أن تقف بقدميها للعودة إلى إعمالها الإنتاجية أما إذا استطاعت أن تصنع لها عملية إنقاذ من الأفكار الإدارية المستوردة من خارج الوطن لا تستطيع أن تصنع عملية إنقاذ وإنما تصنع لها عمليات تجميلية لمدة محددة فقط لأنها عشوائية ليس لديها جذور عميقة من دراسات وأبحاث إدارية ولا تستطيع أن تصنع لنا الدواء الشافي لكافة هذه الأمراض وإنما تزيدها خطورة كبيرة على مستقبل الجهاز الإداري للدولة .

 

أن قواعد لعبة التغيير هي من صناعة مدارس الإدارة ومدرسة الإدارة في اليمن هي المعهد الوطني للعلوم الإدارية الذي هو بحاجة إلى قرار شجاع من القيادة السياسية لدعم دوره الوطني في عملية التنمية الإدارية وهو بحاجة إلى عملية تغيير جوهري وجذري من كافة الجوانب وإعادة هيكلته التنظيمية والإدارية والمالية والقوى البشرية والعقلية برؤية ثاقبة لمستقبل أفضل من أجل صناعة قيادات إدارية لها رؤيتها الثاقبة في الإدارة الرشيدة للجهاز الإداري للدولة خلال العشر السنوات القادمة..

Aliheba2008@hotmail.com

Share

التصنيفات: منوعــات

Share