Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

انتبه.. ليس كل إعلامي مذيعاٍ.. المذيع شيء آخر

د. رصين الرصين*

 

 من يريد أن يعمل في الإعلام فعليه أن يدرس الإعلام.. هذه قاعدة وضعها حمدي قنديل وكان يعرض فيها بالإعلامي الشهير جدا – رغم تاريخه القصير – باسم يوسف الذي هو في الأصل حاصل على الدكتوراة في جراحة القلب..

 

وهذا الشرط – الذي وضعه الإعلامي قنديل – ليس مطلوبا بالمرة.. ليس من الضروري أن يكون المذيع دارسا للإعلام..لا.. غير صحيح.. البتة..

 

لكنه لا بد أن يكون دارسا للغة العربية.. لا بد أن يكون قويا متينا في اللغة العربية الفصحى.. فإذا حرر بها – وقدم بها البرامج – فهو مذيع.. أما إذا كان ضعيفا فيها – فضلا أن يكون عاجزا عن استعمالها – فهذا إعلامي فقط.. وليس مذيعا..

 

فلنستعرض بعض اليمنيين خريجي اللغة العربية: علي صلاح عايدة الشرجبي زهور ناصر عبدالإله المروني.. ولدينا عقيل الصريمي: خريج شريعة وقانون.. هؤلاء جميعا مذيعون.. والمذيع أرقى بكثير من الإعلامي..

 

صحيح أن كليات الإعلام – في العالم – تعلم مهارات كثيرة.. ولكن أهمها اللغة.. فإذا اختل شرط اللغة – فهذا إعلامي – وليس مذيعا.. إعلامي بمعنى أنه خريج إعلام ويقدم برامج في وسائل الإعلام.. لكن بالعامية.. وهذا – خاصة إذا انفصل عن السياسة – فهو فن أكثر منه إعلاما..

 

تأمل النماذج التالية: هالة سرحان لميس الحديدي باسم يوسف عماد أديب عمرو أديب.. هل هؤلاء إعلاميون¿ الجواب نعم.. هل هم مذيعون¿ الجواب لا..

 

هؤلاء إعلاميون فنانون.. هم إلى الفن أقرب منهم إلى الإعلام..

 

وإذا كنا سنسمح – كما يفعل المصريون واللبنانيون والمغاربة – بتقديم البرامج السياسية والأدبية والدينية والثقافية – باللهجة العامية – فما الدعي إذن لتدريس اللغة العربية في كليات الإعلام.. اشطبوها من المناهج.. واستبدلوا بها مواد أخرى نافعة كما تظنون.. وما الداعي لمراكز التدريب والتأهيل وابتعاث المذيعين في دورات إلى الجزيرة والعربية¿

 

استمعت إلى مذيع في فضائية يمنية فإذا هو يتكلم مع ضيفه السياسي باللغة التي يتكلم بها مع جدته.. ليست العامية.. هي – كما يتصور هو – العربية.. لكن: لا نحو ولا لغة ولا مخارج أصوات ولا حتى تنغيم.. فإذا كتت عاجزا وهذا مستواك – ولا يخلق المعدوم إلا الله – فمن الذي ضحك عليك.. وأوهمك أنك مذيع¿! لالالا.. ليس الأمر كذلك.. استيقظ واعرف حجمك وقدرك.. أنت إعلامي فقط.. أما المذيع فذاك شيء آخر.

 

* أستاذ بكلية الإعلام – جامعة صنعاء

 

Share

التصنيفات: منوعــات

Share