Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

الحوار مطلب شعبي

علي الأشموري

 

على طاولة الحوار الوطني الشامل الذي التف حوله الشباب والأحزاب والنساء والمجتمع المدني والأطياف الأخرى للجلوس والحوار حول الملفات المتخمة والمتراكمة.. سيخرج اليمن من النفق المظلم إلى رحاب الدولة المدنية الحديثة.. باستعادة الحقوق وإشاعة الأجواء الديمقراطية والقبول بالرأي الآخر بعيداٍ عن الإقصاء والتهميش وعبر ترسيخ مبدأ العدالة والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان واستعادة الحقوق..

 

وكما قال الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية رئيس مؤتمر الحوار الوطني «بأن الحوار الوطني الشامل خطوة تاريخية لرسم معالم الدولة اليمنية الحديثة»..

 

فالحوار هو سمة إنسانية ورسالة ربانية.. وقيمة حضارية وأخلاقية تنبذ التطرف والعنف والاحتراب والتعصب المقيت للرأي والإقصاء والتمترس حول «قلايتي وإلا الديك» فالمؤشرات الحوارية تدل على التفاؤل الشعبي لأن البديل عن الحوار سيكون الأسوأ لا قدر الله..

 

فهناك مقولة مشهورة طرحت منذ الأزل «قولي صواب يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب»..

 

فالحوار الذي يجمع الكل على طاولة واحدة يستدعي أن يضع المتحاورون في عقولهم بأنه لا بد من التنازل من أجل الوطن الذي تعتبر مصلحته فوق المصالح الأنانية الضيقة.. وفوق الجميع..

 

فالحوار هو المخرج والمنقذ لليمن واليمنيين وهو الطريق الأمثل للملمة الجراح وتقريب وجهات النظر وتضييق هوة الشقوق جراء ما اعتمل على الساحة الوطنية.

 

وهو الحل لكل الأزمات والاختلالات الطاحنة.. والتغيير الجذري.. وكما أكد فخامة الرئيس بأن الشباب هم عماد الحاضر والمستقبل وصناع التغيير وصمام أمان نجاح الحوار الوطني..

 

والحوار هو الضامن الأساسي والحقيقي لإبعاد الوطن والمواطن عن شبح الفقر والإرهاب والاحتراب والارتهان.. فمشكلة المواطن اليوم هي اقتصادية في الدرجة الأولى وبامتياز وعلى الدول المانحة الإيفاء بوعودها وتعهداتها حتى يخرج اليمن من هذه الضائقة والأزمة التي اكتوى بنارها جميع أبناء اليمن دون استثناء.

 

فالحوار الوطني الشامل لم يكن وليد اللحظة بل أنه كان منذ الأزل ومنذ أن خلق الله الإنسان على البسيطة الأساس لحل المشاكل العالقة..

 

فقد حاور الله سبحانه وتعالى «أبليس» الذي تكبر وتجبر ورفض السجود لجلاله في حين أن الملائكة سجدت.

 

وحاور الأنبياء من بعده.. وأمر موسى وأخاه بحوار «فرعو ن» والتصدي لطغيانه بالقول اللين لعله يتذكر أو يخشى.

 

فأمام المتحاورين اليوم قضايا رئيسية.. الحراك الجنوبي وقضايا المظالم والأراضي التي نهبت والمساواة والعدالة الانتقالية وقضية صعدة التي طالتها ستة حروب أكلت الأخضر واليابس وقضية الحراك التهامي وما رافقها من نهب وظلم وانتهاكات لحقوق الإنسان..

 

إن اليمن اليوم يسير نحو الطريق المفضي إلى تعزيز الخيار الديمقراطي ليصبح الشعب هو من يحكم نفسه بنفسه واللاعب الرئيسي في تقرير مصير الوطن.. باختيار شكل نظام الحكم وصياغة الدستور ومناقشة النقاط العشرين للدخول في مرحلة جديدة مرحلة البناء والإعمار وبناء الدولة اليمنية الحديثة..

 

لكن المهم والأهم في مسار الحوار الوطني الشامل هو صدق النوايا ونزع الشوائب من القلوب والعقول والعمل المخلص والدؤوب من أجل تصحيح مفهوم المسار الوطني للوحدة اليمنية المباركة.

 

وإعادة الحقوق إلى أصحابها وإرساء مبدأ المواطنة المتساوية.. وتكافؤ الفرص بين أبناء الوطن الواحد بدون تمييز والقضاء على التجاوزات التي تسيء إلى الوحدة كمنجز عظيم ونبيل وتصحيح مسار العدل..

 

ومن هنا نبدأ ترميم الشروخ وتوديع الأزمات والاحتقانات التي حدثت في الماضي القريب ليصل اليمنيون في نهاية المطاف إلى الدولة اليمنية الحديثة القائمة على العدل والمساواة ونبذ كافة العناصر المسيئة والدخيلة على الوطن اليمني وأبنائه.. فهذا المؤتمر كما قال مبعوث الأمــــــــين العام للأمم المتحدة.. يأتي لحفظ كرامة الإنسان اليمني ورفاهيته واستقراره.. ويجسد حكمة أبناء اليمن التي تتغلب على الصعاب..

Share

التصنيفات: منوعــات

Share