Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

القاتل الصامت

لو أنك تحلم حلماٍ جميلاٍ وتسعى لتحقيقه وتقضي الساعات في التعب وتحمل كل المصاعب والهموم وتجاوز المحن الصعبة لرؤيته حقيقة ملموسة كما كنت تنسج خيوطه في مخيلتك طوال سني الأحلام وكما تتمنى أن يكون حلمك أنت وكما تخيلته أنت وكما رأته عيناك في أحلام يقظتك ليأتي وقت قطف الثمار وتحقيق الاحلام والفرحة المنسية لسني التعب وحان الحصاد فتعصف بك عاصفة لم تكن تحس بها أو تدركها في وقت ما أو تحسب لها حساباٍ لتغدر بالفرحة المنتظر لها منذ سنين طويلة «سني التعب والسهر» ليأتي شخص في نهاية المطاف يخطف منك أحلامك السعيدة ببساطة وسهولة لا تتوقعها لتبقى بعدها تعيساٍ بائساٍ كارهاٍ للدنيا التي أجازت هذه القوانين وأقرت هذه القرارات القاسية جداٍ بإجازة التعب سنين طويلة وتحريم الفرحة لدقائق قليلة هذا إن لم يجن جنونه ويمشي في شوارع مدينته محدثاٍ نفسه بعبارات لا تعرف ما هي والأطفال من خلفه يرمونه بالحجارة والبعض يتنحاه ليأخذ شارعاٍ آخر لخوفه من المجنون الذي كان  ذات يوم عاقلاٍ والذي طالما كان يمشي فيها حالماٍ بقرب موعد تحقيق أحلامه أو أن يأتي أحد المقربين منك لينظر إليك غير متحمس غير مكترث بما أنجزته غير سعيد أو مبارك لك فيقلل من شأن هذا الانجاز ويبلبل ببعض الكلمات التي لا يعرف لك معناها أصلاٍ مخيباٍ لآمالك كاسراٍ لنفسك عاملاٍ على تثبيطك محبطاٍ لأفكارك قاتلاٍ لفرحتك أو أن يأتي شخص قد لا تعرف اسمه لكن قد تتذكر ملامح وجهه بصعوبة ليحلل ويحرم بما يجب وبما لا يلزم فعله وكأنه كان يوماٍ بجانبك يشجعك أو يساعدك في حل مشكلة من مشاكلك وكأنه اليوم أصبح ناصحاٍ لك يريد مصلحتك لكونه خبيراٍ في الحياة وعارفاٍ بالعادات والتقاليد والتي اسميها القاتل الصامت مع احترامي الشديد لمجتمعي وعاداته وتقاليده لكونها في بعض الأحيان تتعارض مع مصالحنا وطموحنا وأحلامنا وبالرغم من هذا كله إلا أنه لا يمكن أن نتخطاها بل يجب علينا احترامها وتبجيلها وتقديسها بصمت ودون مناقشة بالرغم من أنها ليست مستمدة من القرآن الكريم أو السنة الشريفة أو الدستور والقانون فهل يجوز لهؤلاء الأشخاص أو لهذه المعتقدات أن تضع حدوداٍ لأحلامنا أو قيوداٍ لأفكارنا وتتحكم فينا وهي التي ما أنزل الله بها من سلطان..  أما ان لنا الآن أن نطلق العنان لافكارنا وأحلامنا من دون أن تكون هناك هموم تحبط أحلامنا لننهض بمجتمعنا وأمتنا..
 

أمل عبدالله مطهر

Share

التصنيفات: نبض الشارع

Share