Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

انتشــــرت ثقـــــافته بين أوســــــاط الشــــــــــباب عيد الحب.. هل يتعارض وقيمنا الإسلامية¿

استطلاع/ سامي سعد القباطي

 

يعتبر عيد الحب هو الوسيلة التي يعبر فيها الأحباب عن حبهم وعاطفتهم لبعضهم البعض عن طريق تقديم الزهور والحلويات والمجسمات وكروت المعايدة حمراء اللون في اليوم الرابع عشر من شهر فبراير من  كل عام ويرجع تاريخ هذا الاحتفال إلى القرن الثالث الميلادي عندما أصدر حاكم الرومان «كلوديوس الثاني» قراراٍ منع فيه الرجال في سن الشباب من الزواج. وقد قام «كلوديوس» بإصدار هذا القانون لزيادة عدد أفراد جيشه لأنه كان يعتقد أن الرجال المتزوجين لا يمكن أن يكونوا جنوداٍ أكفاء, لم يمتثل القديس «فالنتاين» لهذا الأمر وبوصفه قسيساٍ كان يقوم بإتمام مراسيم الزواج للشباب سراٍ فعلم الإمبراطور بذلك فزج به في السجن وحكم عليه بالإعدام. وفي سجنه وقع في حب ابنة السجان وكان هذا سراٍ حيث يحرم على القساوسة والرهبان في شريعة النصارى الزواج وتكوين العلاقات العاطفية وإن ما شفع له لدى النصارى ثباته على النصرانية حيث عرض عليه الإمبراطور أن يعفو عنه على أن يترك النصرانية ليعبد آلهة الرومان ويكون لديه من المقربين ويجعله صهراٍ له إلا أن  «فالنتاين» رفض هذا العرض وآثر النصرانية فنفذ فيه حكم القتل في يوم 14 فبراير من العام 270 ميلادي ليلة 15 فبراير ومن هنا جرت عادة أغلب المدن الأجنبية وبعض الدول العربية الاحتفال بهذا اليوم.. حول الموضوع التقينا بعض الشباب وأصحاب محلات بيع الهدايا فإلى التفاصيل..

 

في البدء تحدثت إلينا الطالبة منال حسن – كلية اللغات – عن هذه المناسبة قائلة الحب كلمة مكونة من أربعة أحرف تحمل بداخلها معاني جمة وهي أساس هذا العالم فلماذا لا نعطيها حقها ونفرح بها ونخصص لها يوما ننشر فيه البسمة والتسامح ونعطي أنفسنا فرصة للتفكير في شيء إيجابي يفيد المجتمع.. وتستنكر: نحن في اليمن نفهم كلمة الحب ونفسرها دائماٍ بالتفسير الخاطئ لماذا¿ وتؤكد أنا في هذا اليوم أتبادل الهدايا مع كل من أحب أبي وأمي وإخواني وصديقاتي..

 

يوافقها الرأي هاني عبدالله – كلية الزراعة – أنه في كل عام يحتفل هو وأسرته وزوجته بعيد الحب ويجعلونه موسماٍ لتبادل الورود والهدايا الثمينة على شرط أن تكون حمراء اللون كنوع من الدعابة والمرح, ويتمنى أن يغمر الحب والهدوء قلوب اليمنيين كافة وأن يعيشوا بسلام وأمان وأن يكون حبهم لله عز وجل هو وجهتم الأولى ويطالب بتعميم مثل هذه المناسبات في نطاق المألوف وعدم الخروج عليها بنشر ثقافات تتعارض وقيمنا الإسلامية ومجتمعنا اليمني..

 

أعيادنا معروفة 

 

ويخالفهم الرأي محمد السري – محاسب – في شركة صنعاء للمرطبات قائلاٍ: أنا شخصياٍ أرى في الاحتفال بمناسبة عيد الحب تقليدا للمجتمعات الغربية ليس إلا, لأنها لم تذكر لا في كتاب أو سنة وأعتبر أعيادنا الإسلامية كافية علينا وأقصد العيدين عيد الفطر وعيد الأضحى من كل عام ويوم الجمعة من كل أسبوع لماذا لا نعتز ونفتخر بها ونتبادل الهدايا والتهاني ونضع كل ما هو قادم الينا من الغرب.. ويتساءل هل سمعنا في يوم من الأيام أن الغرب يحتفلون بأعيادنا ويمرحون ويتبادلون الهدايا..¿

 

يوافقه الرأي عبد العزيز الحيلة – صاحب مكتبة – ويقول لا نريد أن نفتح لنا جبهة جديدة لتبادل الهدايا وكروت التهاني لأننا عندما نحدد هذا اليوم نحصر انفسنا ضمن نطاق معين بالإضافة إلى أن كل شخص يستغل هذا اليوم ليعبر بطريقته الخاصة عن حبه سواء كانت حلالا أم حراما والنساء يستغللن هذا اليوم ويطالبن بهدايا من مختلف الأنواع وهلم جر ونحن شعب كادح يعيش بأبسط الأشياء وهذه الهدايا تعتبر ترف نحن في غنى عنه والحب مكانه القلب ولكل إنسان قيمة عند حبيبه

 

الأسعار تتضاعف

 

أما منسق الورود في محلات – حدائق السفير – عصام محمد منصر فيؤكد أن الاحتفال بعيد الحب شيء جميل لأن الشخص يعبر عما يدور بداخله ويستغل الفرصة بشراء الهدايا خصوصاٍ أن التعبير بالأشياء العينية له قيمته في هذا اليوم.

 

ويقول نحن نبدأ التجهيزات من قبل ثلاثة أيام فننشر الألعاب والمجسمات على كل الأشكال في المحل ونغلف كل الهدايا باللون الأحمر ونستورد الوردة الجورية الحمراء التي تتصدر اهتمام العشاق بكميات كبيرة من أجل هذه المناسبة مع العلم بأن سعر الوردة الواحدة يرتفع إلى الضعف سواءٍ من البلد المصدر أو من عندنا كمستوردين وأصحاب محلات لأن الإقبال عليها يكون كبيرا جدا من المقيمين العرب والأجانب..

 

ويخالفه الرأي عبده علي غالب الجماعي صاحب مشتل – نسيم اليمن – ويقول أنا لا أؤمن بعيد الحب وتخصيص يوم له ويرجع ذلك إلى الناحية الثقافية لكل بلد فنحن في مجتمع يمني له عاداته وتقاليده نرفض التمسك بهذه القيم الهدامة التي تجعل الشيء غير المباح مباحاٍ ويجب أن يلتفت الشباب لما هو أرقى من ذلك ويتمسكوا بعادات آبائهم وأجدادهم..

 

ويضيف لا أخفيك أن أسعار الورود بشتى أنواعه ترتفع  في هذا اليوم إلا أني لم أحضر ولا وردة لأبيعها حتى أخالف من يبيعون الأزهار بكافة أنواعها ولا أروج لها وأبدأ بالتغيير من عندي أولاٍ..

 

رأي الدين

 

وينوه الأستاذ عبدالعزيز الزبيري – داعية إسلامي – إلى أن المسلم فخور بدينه عزيز بإيمانه صاحب رسالة ودعوة ولا يجوز أن يكون ذنباٍ للكافرين مقلداٍ لسلوكهم الرخيص وأخلاقهم الهابطة والتي منها بدعة عيد الحب الذي افتقدوه في أسرهم ومجتمعاتهم وحل محله البغض والقطيعة وهو ما نراه اليوم في الدول الغريبة التي تعاني من مشاكل التفكك الأسري والخيانة الزوجية وغياب الحب والعاطفة بين الآباء والأبناء فاستبدلوا ذلك بالحب المصطنع الكاذب المخادع الذي ينتهي مع الشهوة البهائمية الزائلة فاحذروا كل الحذر من الشعارات الزائفة التي ابتدعها أعداء الإسلام ومنها بدعة عيد الحب الذي يريدون من خلاله قتل الفضيلة وتدمير الأخلاق وهدم الأسرة والمجتمع فنحن المسلمين وبحمد الله حياتنا كلها محبة ومودة سواء بين الزوجين أو الإخوة أو الجيران أو الأصدقاء لأنها محبة قائمة على أسس فضيلة وأمانة وصدق كما أنها عبادة لله عز وجل نثاب عليها ولا نريد أن نتشبه بأخلاق الكافرين فنقع في سخط الله وغضبه علينا..

 

حروف قليلة

 

ويضيف الأستاذ علي سعيد الزنداني – أستاذ القرآن الكريم – أن الحب هو علاقة الانسان السليمة الإيجابية بكل من حوله والإيمان غرس في قلوب أهله حب الله وحب الانتماء للدين وتعاليمه وقيمه النبيلة والأخلاق الحميدة, وجعل الإسلام الحب أساس كل عمل وعبادة ومعاملة ووعد المتحلين بذلك أعظم الجزاء وموفور الأجر, والحب ليس دغدغة العواطف بل هو بناء للضمير على أساس سليم وقويم وفكر واضح وصحبة صالحة.

 

الحب حروق قليلة ومعان عظيمة, ليس عيداٍ ومناسبة تمر علينا مرة في العام كالطيف, نقلد فيها الغرب فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : « الأعياد من جملة الشرع والمنهاج والمناسك التي قال الله سبحانه عنها: ( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا) وقال : (لكل أمة جعلنا منسكا هم)

 

« فلا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم في شيء مما يختص بأعيادهم لا من طعام ولا لباس ولا اغتسال ولا إيقاد نيران ولا تبطيل عادة من معيشة أو عبادة أو غير ذلك. ولا يحل فعل وليمة ولا الإهداء ولا البيع بما يستعان به على ذلك ولأجل ذلك ولا تمكين الصبيان ونحوهم من اللعب الذي في الأعياد ولا إظهار الزينة وبالجملة: ليس لهم أن يخصوا أعيادهم بشيء من شعائرهم بل يكون يوم عيدهم عند المسلمين كسائر الأيام لا يخصه المسلمون بشيء من خصائصهم» .

 

وقال الحافظ الذهبي رحمه الله « فإذا كان للنصارى عيد ولليهود عيد كانوا مختصين به فلا يشركهم فيه مسلم والحديث الذي أشار إليه شيخ الإسلام رواه البخاري (952) ومسلم (892)

 

روى أبو داود عِنú أِنِسُ رضي الله عنه قِالِ : (قِدمِ رِسْولْ اللِه صِلِى اللِهْ عِلِيúه وِسِلِمِ الúمِدينِةِ وِلِهْمú يِوúمِان يِلúعِبْونِ فيهمِا فِقِالِ: مِا هِذِان الúيِوúمِان ¿ قِالْوا كْنِا نِلúعِبْ فيهمِا في الúجِاهليِة. فِقِالِ رِسْولْ اللِه صِلِى اللِهْ عِلِيúه وِسِلِمِ: ( إنِ اللِهِ قِدú أِبúدِلِكْمú بهمِا خِيúرٍا منúهْمِا : يِوúمِ الأِضúحِى وِيِوúمِ الúفطúر) صححه الألباني.

 

وهذا يدل على أن العيد من الخصائص التي تتميز بها الأمم وأنه لا يجوز الاحتفال بأعياد الجاهليين..

 

الشيخ ابن عثيمين رحمه الله قال إن الاحتفال بعيد الحب لا يجوز لأنه بدعة لا أساس لها في الشريعة الإسلامية, وأنه يدعو إلى العشق والغرام, وإلى اشتغال القلب بأمور مخالفة للهدي الصالح من السلف.

 

فلا يحل أن يحدث في هذا اليوم شيء من شعائر العيد وعلى المسلم أن يكون عزيزا بدينه وأن لا يكون إمعة يتبع كل ناعق..

Share

التصنيفات: نور على نور

Share