Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

يسقط المجلس

حسين بن أحمد السراجي*

 

على طريقة الأنظمة العربية التي تجعل من المجالس النيابية والشوروية مجرد ديكورات تشرعن ما يريد الحكام , وعلى خطى الديمقراطية الزائفة التي يعتمدونها جعلت من أسرتي المكونة من ستة أفراد مجلس شورى فيما يخص طلبات الأولاد وخصوصاٍ ما لم يكن منها محل قناعتي فإذا ما أراد أحدهم شيئاٍ طرحنا طلبه على المجلس للتصويت فإن نال الأغلبية حقِقنا طلبه إن كان مقبولاٍ وليس فيه ضرر عليه , وإن فشل في الحصول على الأغلبية – سعى جاهداٍ لشراء الأصوات ومراضاتها قدر المستطاع على طريقة البيع والشراء التي تلجأ إليها الأنظمة والدول العالمية – جمِدنا طلبه واعتذرنا عن تحقيقه .

 

الفشل الواضح في العملية التعليمية يْلجئ مدراءها ومعلميها إلى إلهاء الطلاب بالحفلات والرحلات المتعددة في الوقت الذي هم بأمس الحاجة للمعلومات وأما في غالب المدارس الأهلية فحدث ولا حرج .

 

هذا الأسبوع جاءني أولادي بطلبات الموافقة على الذهاب في رحلات تْعدْ لها المدرسة ولأني غير مقتنع فقد طرحنا الموضوع على المجلس فحصل المقترح على صوتين هما لصاحبتي الطلب في حين رفض الأربعة ما يعني فشله .

 

لجأت البنتان للمطالبة بالموافقة عبر وسائل الترغيب ومحاولات الإقناع وحاولن مراضاة البعض للحصول على صوته ولكن جميع المحاولات باءت بالفشل , وعندما يئستا من الوصول لحل طالبتا بإلغاء المجلس وعدم اعتماد قراراته , ولم تفلح مطالبهما في شيء .

 

فجأة وبدون سابق إنذار وعلى غرار ثورات الربيع العربي كتبتا لوحة مكتوب عليها : الأسرة تطالب بإسقاط المجلس وقدمتاها لي .

 

غادرت الغرفة لأجد وقد امتلأت جدران البيت وأبوابه بعبارات : الأسرة تطالب بإسقاط المجلس , فاطمة ورحاب تطالبان بإسقاط مجلس الشورى , وما لبثتا أن رفعتا صوتيهما بعبارة : يسقط يسقط حكم المجلس .

 

في الوقت الذي ضحكت فيه من الأسلوب والطريقة أصابتني الدهشة من تفكيرهما الطفولي الكبير الذي ارتقى لشعار الثورات الجديدة في الوطن العربي .

 

لم تكن ابنتاي فريدتان في أسلوبهما المطالب بالتغيير فقد قرأت الكثير من هذا في مطالب موظفي القطاعات الرسمية والأهلية في الوطن العربي حتى بلغت صفوف طلاب المدارس على مستوى تغيير رؤساء الفصول .

 

تغريدة لست ضد الرحلات فهي من الوسائل الناجعة في الترويح عن النفس ولها فوائد كثيرة لكنها حين تتحول إلى ملهاة أسبوعية أو حتى شهرية على حساب المادة العلمية والنتاج العلمي فإن ذلك مرفوض تربوياٍ كما هو أخلاقياٍ..

 

* المدير التنفيذي لمنظمة دار السلام

Share

التصنيفات: منوعــات

Share